
27-04-2008, 03:37 PM
|
 |
عضو متميز
|
|
تاريخ التسجيل: Jan 2008
مكان الإقامة: --------
الجنس :
المشاركات: 437
|
|
ضرب المرأة في الإسلام
ضرب المرأة في الإسلام ورد ضرب النساء في القرآن في موضع واحد في قوله تعالى : ( وَاللاَّتِى تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِى المَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ) [النساء :34] ، والنشوز هو مخالفة اجتماعية وأخلاقية ، حيث تمتنع المرأة عن أداء واجباتها ، وتلك الواجبات هي حقوق الزوج ، كما أن واجبات الزوج تعتبر حقوقًا للزوجة .
وفي تلك المخالفة الاجتماعية والأخلاقية أرشد الله الرجال لتقويم نسائهن بالوعظ ، وهو لين الكلام وتذكيرها بالله وحقه الذي طلبه الله منها ، ثم أباح له أن يهجرها في الفراش في محاولة منه للضغط عليها للقيام بواجباتها ، وأباح الله له إظهار عدم رضاه وغضبه بأن يضربها ضربة خفيفة لا تترك أثرًا ، وكأنه يقول لها : « إني غاضب » ولم يلزم الرجل بذلك ، ولكنه أباح تلك الضربة الخفيفة في هذه الحالة ، وأمر كل الفقهاء أن يُبتعد عن الضرب قدر الإمكان ويحاول إظهار غضبه بأي شكل آخر .
كما أن الرجل يُضرب ويُؤدب كذلك إذا أخطأ في حق المرأة ، ولنضرب مثالاً يضرب فيه الرجل لأنه أخطأ في أداء وظيفته مع المرأة ، فإذا قام الرجل بإزالة بكارة زوجته بأصبعه فقد قال الفقهاء : « وإزالة البكارة بالأصبع حرام ، ويؤدب الزوج عليه » .
وعندما ضرب كثير من الرجال نساءهم في زمن النبي ذهبن للشكوى إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) ، فعنف النبي (صلى الله عليه وسلم ) أصحابه ، وغضب منهم ، وقال لهم : « لقد طاف بآل محمد نساء كثير يشكون أزواجهن ليس أولئك بخياركم » (1) .
فسنة النبي (صلى الله عليه وسلم ) التي نحث المسلمين عليها ، هي عدم الضرب ، فلم يضرب النبي (صلى الله عليه وسلم ) نساءه قط ؛ وإنما أبيح الضرب بالسواك (كفرشة الأسنان) ؛ ليظهر لها غضبه ، وعدم الرضى بإصرارها على ترك واجباتها ، وفي بعض البيئات الثقافية التي تحتاج المرأة إلى ذلك وتراه بنفسها دلالة على رجولة زوجها ، وهذه البيئات الثقافية لا يعرفها الغرب ، ولم يطلع عليها ، ولكن القرآن جاء لكل البشر ، ولكل زمان ومكان ، ولكل الأشخاص إلى يوم الدين ، فشملت خصائصه كل أنواع البيئات والثقافات المختلفة التي إذا لم تراع أدى إلى اختلال ميزان الاستقرار في الأسرة ، وهدد بفشلها وانهيارها ، فكان هذا للتقويم والإصلاح .
ونحن الآن لسنا بصدد قضية نظرية بقدر ما هي واقعية ، فلو كانت المصادر التشريعية للمسلمين تحثهم وتدعوهم لضرب النساء وظلمهن لظهر ذلك في واقعهم ، وإن كانت المصادر التشريعية تحثهم للرحمة والمودة لظهر ذلك أيضًا يقول الله تعالى : ( وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِى خَبُثَ لاَ يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِدًا ) [الأعراف :58] ، ودعونا نتذكر قول المسيح عليه السلام حينما يقول : « من ثمارهم تعرفهم ، هل تجني من الشوك عنبًا ، أم من العوسج تينًا » ، إذا وقفنا عند قضية « ضرب النساء بالسواك إظهارًا لعدم الرضا » ، فلننظر في المجتمعات الإسلامية مدى وجود شكوى العنف ضد النساء ، أو التعذيب ضدهن أو ضربهن ، فلو وجدنا ذلك لوجدناه في حالات معدودة وقليلة ناتجة عن عدم التزام تلك الحالات بتعاليم دينهم الحنيف . فأغلب الرجال في المجتمعات الإسلامية لا يمارسون العنف والضرب والتعذيب ضد النساء ، ويصون الرجال النساء في تلك المجتمعات ويحافظون عليهن .
وفي المقابل إذا أردنا أن نقرأ واقع الغرب وضرب النساء الظالم الشائع فيه نجد الإحصائيات الموثقة من المصادر الغربية نفسها تشهد بما يلي :
* 79% من الرجال في أمريكا يضربون زوجاتهم ضربًا يؤدي إلى عاهة .
* 17% منهن تستدعي حالاتهن الدخول للعناية المركزة . . . والذي كتب ذلك هو الدكتور ( جون بيريه ) أستاذ مساعد في مادة علم النفس في جامعة (كارولينا ) .
* حسب تقرير الوكالة المركزية الأمريكية للفحص والتحقيق FPT هناك زوجة يضربها زوجها كل 18 ثانية في أمريكا .
* كتبت صحيفة أمريكية أن امرأة من كل 10 نساء يضربها زوجها ، فعقبت عليها صحيفة Family Relation إن امرأة من كل امرأتين يضربها زوجها وتتعرض للظلم والعدوان (2)
* أما في فرنسا فهناك مليونا امرأة معرضة للضرب سنويًا . . . أمينة سر الدولة لحقوق المرأة ( ميشيل اندريه ) قالت : حتى الحيوانات تعامل أحيانًا أفضل من النساء ، فلو أن رجلاً ضرب كلبًا في الشارع سيتقدم شخص ما يشكو لجمعية الرفق بالحيوان ، لكن لو ضرب رجل زوجته في الشارع فلن يتحرك أحد في فرنسا .
* 92% من عمليات الضرب تقع في المدن ، و 60% من الشكاوى الليلية التي تتلاقاها شرطة النجدة في باريس هي استغاثة من نساء يسيء أزواجهن معاملتهن .
* في بريطانيا يفيد تقرير أن 77% من الأزواج يضربون زوجاتهن دون أن يكون هناك سبب لذلك .
* وفي بريطانيا فإن أكثر من 50% من القتيلات كن ضحايا الزوج أو الشريك . وارتفع العنف في البيت بنسبة 46% خلال عام واحد إلى نهاية آذار 1992، كما وجد أن 25% من النساء يتعرضن للضرب من قبل أزواجهن أو شركائهن . وتتلقى الشرطة البريطانية 100 ألف مكالمة سنويًا لتبلغ شكاوى اعتداء على زوجات أو شريكات ، ويستفاد من التقرير نفسه أن امرأة ذكرت أن زوجها ضربها ثلاث سنوات ونصف سنة منذ بداية زواجها ، وقالت: لو قلت له شيئًا إثر ضربي لعاد ثانية لذا أبقى صامتة ، وهو لا يكتفي بنوع واحد من الضرب بل يمارس جميع أنواع الضرب من اللطمات واللكمات ، والركلات ، والرفسات ، وضرب الرأس بعرض الحائط ولا يبالي إن وقعت ضرباته في مواقع حساسة من الجسد . وأحيانًا قد يصل الأمر ببعضهم إلى حد إطفاء السجائر على جسدها ، أو تكبيلها بالسلاسل والأغلال ثم إغلاق الباب عليها وتركها على هذه الحال ساعات طويلة .
إن مفهوم الضرب بهذه الصفة لا شك أنه مصيبة يجب على جميع البشر الوقوف ضدها ، وفقهاء المسلمين يقفون ضد هذا الضرب ، والنبي (صلى الله عليه وسلم ) يبين أن العلاقة بين الرجل والمرأة تقوم على المودة والرحمة وهذا يتنافى مع الضرب والإيذاء ؛ ولذلك يستنكر النبي (صلى الله عليه وسلم ) ذلك استنكارًا شديدًا فيقول (صلى الله عليه وسلم ) : « أيضرب أحدكم امرأته كما يُضرب العبد ثم يجامعها في آخر اليوم ؟ » (3) ، فذلك الرد على من زعم أن الإسلام أهان المرأة بإباحة الرجل ضربها .
-----------------------
(1) رواه أبو داود في سننه ( ج2 ص 245 ) والدارمي في سننه ( ج2 ص 198 ) .
(2) ومن شاء المزيد فليرجع إلى تقرير لجنة الكونجرس الأمريكية لتحقيق جرائم الأحداث في أمريكا تحت عنوان ( أخلاق المجتمع الأمريكي المنهارة ) . ( المجتمع العاري بالوثائق والأرقام ص 11 ) .
(3) أخرجه البخاري في صحيحه ( ج5 ص 1997 ) والبيهقي في سننه الكبري ( ج7 ص 305 ) واللفظ له .
دار الافتاء المصرية
|