الموضوع: كتاب ومؤلف
عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 24-04-2008, 07:14 AM
قذائف الحق قذائف الحق غير متصل
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Apr 2008
مكان الإقامة: Saudi Arabia
الجنس :
المشاركات: 149
الدولة : Saudi Arabia
Unhappy كتاب ومؤلف 2

معالم في الطريق

الكتاب الذي قتل صاحبه
سيد قطب
الكتاب : معالم في الطريق
لا أجد والله ما اكتبه عن الكتاب أفضل مما جاء في موسوعة ويكيبيديا، والتي قدمت للكتاب تقديما رائعا جاء فيه "مؤلف لسيد قطب ،من أشهر كتب سيد قطب ومن أكثرها جدلا. تتركز فيه أفكاره الأساسية في التغيير الذي ينشده، وإن كان أصله مأخوذا من تفسيره في ظلال القرآن في طبعته الثانية، وفي أجزائه الأخيرة من طبعته الأولى".
محتويات الكتاب
من مقدمة الكتاب "إن قيادة الرجل الغربي للبشرية قد أوشكت على الزوال .. لا لأن الحضارة الغربية قد أفلست ماديًا أو ضعفت من ناحية القوة الاقتصادية والعسكرية .. ولكن لأن النظام الغربي قد انتهى دوره لأنه لم يعد يملك رصيداً من " القيم " يسمح له بالقيادة . لابد من قيادة تملك إبقاء وتنمية الحضارة المادية التي وصلت إليها البشرية ، عن طريق العبقرية الأوروبية في الإبداع المادي ، وتزود البشرية بقيم جديدة جدَّة كاملة - بالقياس إلى ما عرفته البشرية – وبمنهج أصيل وإيجابي وواقعي في الوقت ذاته . والإسلام - وحده - هو الذي يملك تلك القيم ، وهذا المنهج ."

يضع سيد قطب في هذا الكتاب المعالم اللازمة لاستعادة الحاكمية ويركز سيد قطب بشكل عام على مفهوم الحاكمية لله في جميع كتاباته . يبدأ الكتاب بموضع جيل قراني فريد وهو جيل الصحابة ويتساءل سيد قطب فيه عن عدم تكرار هذا الجيل ويبين فيه فهم الصحابة للقران الكريم بنقطتين:

1. إن الصحابة رضوان الله عليهم اخذوا القران كنبع وحيد دون دخول أي معتقدات تعطل صفاء هذا النبع ويضع مثالا عليه انزعاج الرسول عندما رأى عمر بن الخطب يقرأ صحيفة من التوراة .
2. يرى سيد قطب أن الصحابة تعاملوا مع القران باعتباره تكاليف وأوامر مباشرة من الله يجب تنفيذها بسرعة ، ويضرب مثالا عليها قول بن مسعود " كنا لا نتجاوز العشر من الآيات حتى نحفظها ونعمل بها "

ينتقل سيد قطب بعد ذلك إلى (طبيعة المنهج القرآني ) يرى قطب أن المنهج القرآني كان يعالـج القضية الأولى ، والقضية الكبرى ، والقضية الأساسية ، في هذا الدين الجديد .. قضية العقيدة .. ممثلة في قاعدتها الرئيسية .. الإلوهية والعبودية ، وما بينهما من علاقة .لقـد كان هذا القرآن المكي يفسر للإنسان سر وجوده ووجود هذا الكون من حوله .. كان يقول له : من هو ؟ ومن أين جاء ؟ ولماذا جاء ؟ والى أين يذهب في نهاية المطاف ؟ لقد شاءت حكمة الله أن تكون قضية العقيدة هي القضية التي تتصدى لها الدعوة منذ اليوم الأول للرسالة ، وأن يبدأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أولى خطواته في الدعوة بدعوة الناس أن يشهدوا : أن لا اله إلا الله ، وأن يمضي في دعوته يعرِّف الناس بربهم الحق ، ويُعَبِّدَهم له دون سواه . ولم تكن هذه - في ظاهر الأمر وفي نظرة العقل البشري المحجوب - هي أيسر السبل إلى قلوب العرب ! فلقد كانوا يعرفون من لغتهم معنى " إله " ومعنى : " لا إله إلا الله " . كانوا يعرفون أن الإلوهية تعني الحاكمية العليا .. وكانوا يعرفون أن توحيد الإلوهية وإفراد الله - الله - بها ، معناه نزع السلطان الذي يزاوله الكهان ومشيخة القبائل والأمراء والحكام ، وردّه كله إلى الله .. السلطان على الضمائر ، والسلطان على الشعائر ، والسلطان على واقعيات الحياة ، والسلطان في المال ، والسلطان في القضاء ، والسلطان في الأرواح والأبدان .. كانوا يعلمون أن " لا إله إلا الله " ثورة على السلطان الأرضي الذي يغتصب أولى خصائص الإلوهية ، وثورة على الأوضاع التي تقوم على قاعدة من هذا الاغتصاب ، وخروج على السلطات التي تحكم بشريعة من عندها لم يأذن بها الله .. ولم يكن يغيب عن العرب - وهم يعرفون لغتهم جيداً ويعرفون المدلول الحقيقي لدعوة - " لا اله إلا الله " - ماذا تعني هذه الدعوة بالنسبة لأوضاعهم ورياستهم وسلطانهم ، ومن ثم استقبلوا هذه الدعوة - أو هذه الثورة - ذلك الاستقبال العنيف ، وحاربوها هذه الحرب التي يعرفها الخاص والعام .. فَلِمَ كانت هذه نقطة البدء في هذه الدعوة ؟ وَلِمَ اقتضت حكمة الله أن تبدأ بكل هذا العناء ؟

الفصل الثالث هو (نَشأَة المُجتَمع المُسْلِم وَخَصَائِصُه) يرى سيد قطب أن المجتمع الإسلامي كان مجتمعا مبنيا على رابطة العقيدة . أناس من فرس وعرب وروم وعرقيات مختلفة وحدتها العقيدة الإسلامية وذابت فيها كل الفروق والاختلافات وكان الناس فيها سواسية كأسنان المشط.

المؤلف : سيد قطب
اعلم جيدا أن هذا الرجل غني عن تعريفي واعلم أيضا إنني لو طلبت من احد قراء هذا المنتدى أن يحدثني عن سيد قطب لقال أفضل مما أقول ولكنني سأكتفي بما قاله الأستاذ محمد علي شاهين حيث قال في مقدمة مقالته التي قرأتها مؤخرا: "من كان يتمتّع بالخصال التي كان يتمتع بها سيّد فليستعد للإعدام في هذا الزمان".
واختتم مقالته والتي كان يعلق فيها على كتاب لماذا أعدموني لسيد قطب أيضا قائلا :
" يقول سيّد قطب قبل استشهاده: هذه كلمات رجل يستقبل وجه الله، يخلّص بها ضميره، ويبلّغ بها دعوته إلى آخر لحظة، والسلام على من اتبع الهدى" .


من أجل ذلك قتلوه وهو في أوج العطاء، ولكن يكفيه أنّه قتل مظلوماً مريضاً مبيض المفارق في الستين، وأنّه رفع السبّابة وهو على حبل المشنقة كأنّه في صلاة وهو يفارق عالمنا الحزين.



رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 18.20 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 17.59 كيلو بايت... تم توفير 0.61 كيلو بايت...بمعدل (3.34%)]