عن عمرو رضي الله عنه أيضا قال: بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه و سلم ذات يوم, إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه أثر السفر و لا يعرفه منا أحد, حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه و سلم فأسند ركبتيه إلى ركبتيه و وضع كفيه على فخذيه و قال: <يا محمد أخبرني عن الإسلام؟>.
فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله, و أن محمدا رسول الله, و تقيم الصلاة, و تؤتي الزكاة, و تصوم رمضان, و تحج البيت إن استطعت إليه سبيلا.
قال: صدقت. فعجبنا له, يسأله و يصدقه, قال: <فأخبرني عن الإيمان؟>
قال: أن تؤمن بالله و ملائكته و كتبه و رسله و اليوم الآخر و تؤمن بالقدر خيره و شره.
قال: صدقت. قال: <فأخبرني عن الإحسان؟>
قال: أن تعبد الله كأنك تراه, فإن لم تكن تراه فإنه يراك.
قال: <فأخبرني عن الساعة؟>
قال: ما المسؤول عنها بأعلم من السائل.
قال: <فأخبرني عن أماراتها؟>
قال: أن تلد الأمة ربتها, و أن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان.
ثم انطلق, فلبثت مليا ثم قال: <يا عمر أتدري من السائل؟>
قلت: الله و رسوله أعلم.
قال: <فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم>.
<رواه مسلم 8>.