الموضوع: المحرومون
عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 22-04-2008, 07:58 PM
ahmedrca ahmedrca غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Mar 2006
مكان الإقامة: maroc
الجنس :
المشاركات: 27
63 63 المحرومون @@@@ يتبع @@@@

أيها المحروم:
أيها المحروم من لذة البكاء أعلم أنه متى أقحطت العين من البكاء من خشية الله فأعلم أن قحطها من قسوة القلب، وأبعد القلوب من الله القلب القاسي. والعياذ بالله.
فقل أيها المحروم:
قل لنفسك و أسفاه، و حسرتاه كيف ينقضي الزمان وينفذ العمر والقلب محجوب محروم ما شم رائحة القرآن، دخل الدنيا وخرج وما ذاق أطيب ما فيها.
بل عاش فيها عيش البهائم، وانتقل منها انتقال المفاليس، فكانت حياته عجزا وكسلا، وموته غبنا وكمدا.
ألم تسمع أيها المحروم ؟
ألم تسمعي أيتها المحرومة لقول النبي (صلى الله علية وآله وسلم) :
( والقرآن حجة لك أو عليك ). فأيهما تختار وأيهما تختارين ؟ لك أم عليك.
قال أحد الصالحين:
أحسست بغم لا يعلمه إلا الله، وبهم مقيم فأخذت المصحف وبقيت أتلو فزال عني – والله – فجأة هذا الغم، وأبدلني الله سرورا وحبورا مكان ذلك الكدر.
يا أيها الأخ الحبيب، يا أيتها المسلمة:
إن هذا لقرآن رحمة وهو هدى ونور وشفاء لما في الصدور كما وصفه الله سبحانه وتعالى، فأسمع أيها المحروم من قراءة القرآن إن قراءة القرآن بتدبر وتمعن من أعظم أسباب السعادة، ومن اعظم أسباب انشراح الصدر في الدنيا والآخرة.
ومن المحرومين من حُرم لذة الأخّوة في الله:
حُرم الرفقة الصالحة التي تذكره الخير وتعينه عليه، إن الجليس الصالح لا تسمع منه إلا كلاما طيبا، أو دعاء صالحا أو دفاعا عن عرضك.
فيا أيها المحروم من لأخّوة في الله إنك بأمس الحاجة إلى دعوة صالحة إلى كلمة طيبة.
إنك بأمس الحاجة إلى من تبث له أشجانك.
إنك بأمس الحاجة إلى صادق أمين وناصح مخلص.
إنك بأمس الحاجة إلى أخ يتصف بالرجولة والشهامة.
أتُراك تجد هذه الصفات بصديق الجلسات والضحكات والرحلات والمنكرات. ؟
أيها المحب أعد النظر في صداقاتك، استعرض أصدقائك واحد بعد الآخر، أسال نفسك ما نوع الرابط بينكما؟ أهي المصالح الدنيوية ؟ أم هي الشهوات الشيطانية ؟ أم هي الأخّوة الإسلامية ؟
كلُ اخّوة لغير الله هباء، وفي النهاية هم وعداء.
لاشك مر بك قول الحق عز وجل: ( الإخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين ).
أيها المحروم من لذة الأخّوة في الله، راجع صداقاتك قبل أن تقول يوم القيامة:
(يا ويلتا ليتني لم أتخذ فلانا خليلا، لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا).
راجع أحبابك وخلانك، فإنك ستحشر معهم يوم القيامة فقد قال حبيبك (صلى الله علية وآله وسلم):
( المرء مع من أحب ).
فمن أي الفريقين أحبابك ؟
قرينك في الدنيا وفي الحشر بعدها……فأنت قرين لي بكل مكان
فإن كنت في دار الشقاء فإنني………...وأنت جميعا في شقاء وهوان
أيها المحروم:
كم كسبت من صفات ذميمة ؟ وكم خسرت من صفات حميدة ؟ بسبب أصحابك.
تقول لي لماذا ؟ أقول لك لأن الطبع سرّاق، وقل لي من تصاحب أقول لك من أنت.
والنبي (صلى الله علية وآله وسلم) يقول ( الرجل على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل).
أُبل الرجال إذا أردت إخائهم……وتوسمن أمورهم وتفقد
فإذا وجدت أخ الأمانة والتقى….فبه اليدين قرين عين فأشدد
إن للأخّوة في الله حلاوة عجيبة ولذة غريبة، لا يشعر بها إلا من وجدها.
وفي الصحيح أن النبي (صلى الله علية وآله وسلم) قال:
(ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان، وذكر منها وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ).
وفي الأثر المشهور:
(لولا ثلاث ما أحببت البقاء في الدنيا ومنها مجالسة أخوة ينتقون أطايب الكلام كما ينتقون أطايب التمر ).
فكم من محروم حُرم الأخّوة في الله ؟
ومن الناس من حرُم أكل الحلال:
ومن ثم حٌرم إجابة الدعاء، ففي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة قالَ قال رسول الله (صلى الله علية وآله وسلم):
( أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال: يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إن بما تعملون عليم، وقال : يا أيها الذين أمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم، ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يده إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنا يستجاب لذلك).
كم من الناس حُرموا لذة الأكلة الحلال، وحُرموا بركة المال، وحُرموا صلاح العيال بسبب أكل الحرام من ربا وغشي وخداع وسرقة وحلف كاذب.
مسكين أنت أيها المحروم فربما أنك تركع وتسجد وترفع يديك بالدعاء فأنا يستجاب لك.
أيها الأخوة، أخشى أن نكون من المحرومين ونحن لا نشعر، فنحن نرفع أيدينا بالدعاء، ونلح على الله فيه، وربما سالت الدمعات على الخدين.
أنظر لحال المصلين ودعاء القنوت في رمضان، فربما لا نراء أثرا لدعائنا وبكائنا:
( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ).
( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير ).
لنراقب أموالنا، ولنحرص على أكلنا وشربنا ولبسنا، وربما دُخلنا من إهمالنا في أعمالنا ووظائفنا.
فيا أيها المحروم:
إن لأكل الحلال أثرا عجيبا على القلب وراحته وسعادته.
إن لأكل الحلال أثرا كبيرا على صلاح الأولاد وبرهم بإبائهم.
بل إن لأكل الحلال أثرا كبيرا على سعة الرزق ونماء المال.
فكم من المحرومين بسبب المعاصي والذنوب ؟
ففي المسند من حديث ثوبان قالَ قال رسول الله (صلى الله علية وآله وسلم):
( إن الرجل ليحُرم الرزق بالذنب يصيبه )8
فكم من المحرومين بسبب المعاصي والذنوب ؟
أنتبه أيها المحب، فليس كثرة المال عند بعض الناس دليلا على بركته، بل قد يكون شقاء على صاحبه، وكم سمعنا عن من ملك المال والقصور يعيش في تعاسة وهموم، وقد قال (صلى الله علية وآله وسلم) :
( إذا رأيت الله عز وجل يعطي العبد من الدنيا وهو مقيم على معاصيه ما يحب فإنما هو استدراج، ثم تلا قول الله عز وجل: فلما نسوا ما ذكّروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء، حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون)9
وأسمع لأبن القيم رحمه الله وهو يقول عن أثر الذنوب والمعاصي:
( ومن عقوبتها – أي المعاصي والذنوب – أنها تمحق بركة العمر، وبركة الرزق، وبركة العلم وبركة العمل، وبركة الطاعة وبالجملة تمحق بركة الدين والدنيا، فلا تجد أقل بركة في عمره ودينه ودنياه ممن عصى الله، وما محقت البركة من الأرض إلا بمعاصي الخلق، قال تعالى: ولو أن أهل القرى أمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض. وقال تعالى :وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا لنفتنهم فيه. وإن العبد ليحُرم الرزق بالذنب يصيبه) انتهى كلامه رحمه الله.
ومن الناس من حُرم كثرة ذكر الله:
تهليلا وتسبيحا وتحميدا وتكبيرا فلسانه يابسا من ذكر الله، رطب ببذيء برديء الكلام والسباب واللعان - والعياذ بالله – وإذ أردت أن تعرف شدة الحرمان والخسارة للغافل عن كر الله فأسمع لهذه الآيات، وأسمع لهذه الأحاديث والربح العظيم فيها:
عن أي هريرة رضي الله عنه قال ( أن فقراء المهاجرين أتوا رسول الله (صلى الله علية وآله وسلم) فقالوا: ذهب أهل الدثور (أي أهل المال الكثير) بالدرجات العلا والنعيم المقيم، يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ولهم فضل من أموال ، يحجون ويعتمرون ويتصدقون)
فقال (صلى الله علية وآله وسلم) ( ألا أعلمكم شيئا تدركون به من سبقكم، وتسبقون به من بعدكم، ولا يكون أحد أفضل منكم إلا من صنع مثل ما صنعتم ؟ قالوا بلى يا رسول الله.)
قال ( تسبحون وتحمدون وتكبرون خلف كل صلاة ثلاثا وثلاثين).
قال أبو صالح الراوي عن أي هريرة لما سأل عن كيفية ذكرهن قال:
يقول سبحان الله والحمد لله والله أكبر حتى يكون منهن كلهن ثلاث وثلاثين.10
وزاد مسلم في روايته ( فرجع فقراء الهاجرين إلى رسول الله (صلى الله علية وآله وسلم) فقالوا سمع إخواننا أهل الأموال بما فعلنا ففعلوا مثله، فقال (صلى الله علية وآله وسلم): ذلك فضل الله يأتيه من يشاء).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله (صلى الله علية وآله وسلم) قال:
( من سبح الله في دبر كل صلاة ثلاثين، وحمد الله ثلاثا وثلاثين، وكبر الله ثلاثا وثلاثين، وقال تمام المائة لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، غفرت خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر).11
وعن سعد أبن أبي وقاص رضي الله عنه قال كنا عند رسول الله (صلى الله علية وآله وسلم) فقال:
( أيعجز أحدكم أن يكسب في كل يوم ألف حسنة فسأله سائل من جلساءه كيف يكسب ألف حسنة ؟ فقال (صلى الله علية وآله وسلم) يسبح مائة تسبيحة فيكتب له ألف حسنة أو يحط عنه ألف خطيئة).12
والأحاديث في مثل هذه الفضائل كثيرة جدا ومستفيضة.
أسألك بالله أليس محروما من ترك مثل هذه الأذكار ؟
فمن منا لا يرغبُ أن تُغفرَ خطاياهُ وإن كانت مثل زبدِ البحر؟
ومن منا لا يرغبُ أن يكسبَ آلف حسنةٍ أو يحط عنه ألفُ خطيئةٍ؟
ولكن بعض الناسِ لم يسمع بهذه الأحاديثِ قط فضلا على أن يحرص على فضلها ؟
أليسَ هذا من الحرمان ؟
إنها كلماتٌ قصيرة في أوقاتٍ يسيرة مقابل فضائل كثيرة وهي سلاحٌ للمؤمنِ تحفظُه من شياطينِ الإنسِ والجان، وهيَ اطمئنان للقلب وانشراحٌ للصدرِ كما قال عز وجل :
( ألا بذكرِ اللهِ تطمئنُ القلوب ).
والله عز وجل يقول ( والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجر عظيما).
ولكن سبق المفردون، وتأخر وخسر المحرومون. المفردون هم الذاكرون الله كثيرا والذاكرات كما أخبر بذلك (صلى الله علية وآله وسلم) عند مسلم في صحيح.
فيا أيها المحرومُ من ذكرِ الله، أحرص على تلك الأذكار، لعلها أن تمحُ عنك السيئات، وإياكَ إياك وبذاءة اللسان، والسبَ وللعان فتزيدَ الطين بلة.
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 25.35 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 24.74 كيلو بايت... تم توفير 0.61 كيلو بايت...بمعدل (2.42%)]