عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 02-04-2008, 02:07 AM
الصورة الرمزية سحر على
سحر على سحر على غير متصل
مشروع حراس الفضيلة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2007
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 1,162
الدولة : Egypt
Lightbulb تفسير سورة النبأ ....(تفسير القرطبي)....

(سورة النبأ)

*الآية رقم ‏(‏1 ‏:‏ 5‏)‏*

{‏عم يتساءلون، عن النبأ العظيم، الذي هم فيه مختلفون، كلا سيعلمون، ثم كلا سيعلمون‏}‏
قوله تعالى‏{‏عم‏}‏ لفظ استفهام؛ ولذلك سقطت منها ألف ‏{‏ما‏}‏، ليتميز الخبر عن الاستفهام‏.‏ وكذلك فيم، ومم إذا استفهمت‏.‏ والمعنى عن أي شيء يسأل بعضهم بعضا‏.‏ وقال الزجاج‏:‏ أصل ‏{‏عم‏}‏ عن ما فأدغمت النون في الميم، لأنها تشاركها في الغنة‏.‏ والضمير في ‏{‏يتساءلون‏}‏ لقريش‏.‏ وروى أبو صالح عن ابن عباس قال‏:‏ كانت قريش تجلس لما نزل القرآن فتتحدث فيما بينها فمنهم المصدق ومنهم المكذب به فنزلت ‏{‏عم يتساءلون‏}‏‏؟‏ وقيل‏{‏عم‏}‏ بمعنى‏:‏ فيم يتشدد المشركون ويختصمون‏.‏
قوله تعالى‏{‏عن النبأ العظيم‏}‏ أي يتساءلون ‏{‏عن النبأ العظيم‏}‏ فعن ليس تتعلق بـ ‏{‏يتساءلون‏}‏ الذي في التلاوة؛ لأنه كان يلزم دخول حرف الاستفهام فيكون ‏{‏عن النبأ العظيم‏}‏ كقولك‏:‏ كم مالك أثلاثون أم أربعون‏؟‏ فوجب لما ذكرناه من امتناع تعلقه ‏{‏بيتساءلون‏}‏ الذي في التلاوة، وإنما يتعلق بيتساءلون آخر مضمر‏.‏ وحسن ذلك لتقدم يتساءلون؛ قال المهدوي‏.‏ وذكر بعض أهل العلم أن الاستفهام في قوله‏{‏عن‏}‏ مكرر إلا أنه مضمر، كأنه قال عم يتساءلون أعن النبأ العظيم‏؟‏ فعلى هذا يكون متصلا بالآية الأولى‏.‏ و ‏{‏النبأ العظيم‏}‏ أي الخبر الكبير‏.‏
قوله تعالى‏{‏الذي هم فيه مختلفون‏}‏ أي يخالف فيه بعضهم بعضا، فيصدق واحد ويكذب آخر؛ فروى أبو صالح عن ابن عباس قال‏:‏ هو القرآن؛ دليله قوله‏{‏قل هو نبأ عظيم‏.‏ أنتم عنه معرضون‏}‏ فالقرآن نبأ وخبر وقصص، وهو نبأ عظيم الشأن‏.‏
وروى سعيد عن قتادة قال‏:‏ هو البعث بعد الموت صار الناس فيه رجلين‏:‏ مصدق ومكذب‏.‏ وقيل‏:‏ أمر النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏ وروي الضحاك عن ابن عباس قال‏:‏ وذلك أن اليهود سألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن أشياء كثيرة، فأخبره الله جل ثناؤه باختلافهم، ثم هددهم فقال‏{‏كلا سيعلمون‏}‏ أي سيعلمون عاقبة القرآن، أو سيعلمون البعث‏:‏ أحق هو أم باطل‏.‏ و ‏{‏كلا‏}‏ رد عليهم في إنكارهم البعث أو تكذيبهم القرآن، فيوقف عليها‏.‏ ويجوز أن يكون بمعنى حقا أو ‏{‏ألا‏}‏ فيبدأ بها‏.‏ والأظهر أن سؤالهم إنما كان عن البعث؛ قال بعض علمائنا‏:‏ والذي يدل عليه قوله عز وجل‏{‏إن يوم الفصل كان ميقاتا‏}‏النبأ‏:‏ 17‏]‏ يدل على أنهم كانوا يتساءلون عن البعث‏.‏ ‏{‏ثم كلا سيعلمون‏}‏ أي حقا ليعلمن صدق ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم من القرآن ومما ذكره لهم من البعث بعد الموت‏.‏ وقال الضحاك‏{‏كلا سيعلمون‏}‏ يعني الكافرين عاقبة تكذيبهم‏.‏ ‏{‏ثم كلا سيعلمون‏}‏ يعني المؤمنين عاقبة تصديقهم‏.‏ وقيل‏:‏ بالعكس أيضا‏.‏ وقال الحسن‏:‏ هو وعيد بعد وعيد‏.‏ وقراءة العامة فيهما بالياء على الخبر؛ لقوله تعالى‏{‏يتساءلون‏}‏ وقوله‏{‏هم فيه مختلفون‏}‏‏.‏ وقرأ الحسن وأبو العالية ومالك بن دينار بالتاء فيهما‏.‏
__________________
أمتى أمتى

ان الاوان كى تعودى
فليعواأخوانى أنك بغير دين الله
تهونى
يا أمتى ....يا أمة المصطفى
تمسكى بشرع الله
كى تقومى
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 17.26 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 16.64 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.64%)]