عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 18-03-2008, 01:12 PM
الصورة الرمزية دمعة الاسلام
دمعة الاسلام دمعة الاسلام غير متصل
عضو متميز
 
تاريخ التسجيل: Jun 2007
مكان الإقامة: ارض الله
الجنس :
المشاركات: 412
الدولة : Morocco
افتراضي

وقد سله أبو بكر الصديق رضي الله عنه من بعده في خلافته على من ارتد منقبائل العرب .
ومنها سيفه على المارقين ، وهم أهل البدعكالخوارج . وقد ثبت عنه الأمر بقتالهم مع اختلاف العلماء في كفرهم . وقد قاتلهم عليرضي الله عنه في خلافته مع قوله : " انهم ليسوا بكفار " .
وقد روي عن علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقتالالمارقين والناكثين والقاسطين .وقد حرق علي طائفة من الزنادقة، فصوب ابن عباس قتلهم، وأنكر تحريقهم بالنار. فقال علي : " ويح ابن عباس ، لبحاث عن الهنات " . )أهـ

وقال في موضع آخر من كتابه آنفالذكر:
(
وكان صلى الله عليه وسلم إنما يقاتل علىدخول الناس في التوحيد كما قال : " أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام " .
وكان إذا بعث سرية للغزو يوصي أميرهم بأن يدعو عدوه عند لقائهم إلى التوحيد، وكذلك أمر علي ابن أبي طالب حين بعثه لقتال أهل خيبر . )

وقال البقاعي في "الدرر" عندتفسير الأية :
{
لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَابِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَالنَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُلِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّاللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ}الحديد:25
"(
بعثت بين يدي الساعةبالسيف) فبيان الشرائع بالكتاب ، وتقويم أبواب العدل بالميزان ، وتنفيذ هذه المعانيبالسيف ، فإن مصالح الدين من غير هيبة السلطان لا يمكن رعايتها ، فالملك والدينتوأمان ، فالدين بلا ملك ضائع ، والملك من غير دين باطل ، والسلطان ظل الله فيالأرض ، فظواهر الكتاب للعوام ، ووزن معارفه لأهل الحقائق بالميزان ، ومن خرج عنالطائفتين فله الحديد وهو السيف ، لأن تشويش الدين منه - نبه عليه الرازي ."

قال المناوي في فيضالقدير:
(
بعثت بين يدي الساعة) مستعار مما بين يديجهة الإنسان تلويحا بقربها والساعة هنا القيامة وأصلها قطعة من الزمان (بالسيف) خصنفسه به وإن كان غيره من الأنبياء بعث بقتال أعدائه أيضا؛ لأنه لا يبلغ مبلغه فيه ،أقول: ويحتمل أنه إنما خص نفسه به؛ لأنه موصوف بذلك في الكتب، فأراد أن يقرع أهلالكتابين، ويذكرهم بما عندهم أخرج أبو نعيم عن كعب: خرج قومٌ عُماراً ، وفيهم عبدالمطلب ورجل من يهود، فنظر إلى عبد المطلب، فقال : إنا نجد في كتبنا التي لم تبدلأنه يخرج من ضئضئى هذا من يقتلنا وقومه قتل عاد.)

وجاء في "فتاوى اللجنة الدائمة" (12/14) :
"
الإسلام انتشر بالحجة والبيان بالنسبةلمن استمع البلاغ واستجاب له ، وانتشر بالقوة والسيف لمن عاند وكابر حتى غُلِب علىأمره ، فذهب عناده فأسلم لذلك الواقع"

أقوال أهل العلم في الجملةالثانية:

2- وَجُعِلَ رِزْقِي تَحْتَ ظِلّ رُمْحِي

قال الحافظ ابن كثير في البداية :
"...
ثم لما شرع الله الجهاد بالمدينة، كان يأكلمما أباح له من المغانم التي لم تبح قبله، ومما أفاء الله عليه من أموال الكفارالتي أبيحت له دون غيره، كما جاء في المسند والترمذي عن ابن عمر قال:..." الحديث

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية فيالفتاوى :
"
فصل / الأموالالسلطانية التى أصلها فى الكتاب والسنة ثلاثة أصناف الغنيمة والصدقةوالفئ*:
فأما الغنيمة فهى المال المأخوذ من الكفاربالقتال ذكرها الله فى سورة الأنفال التى أنزلها فى غزوة بدر وسماها انفالا؛ لأنهازيادة فى أموال المسلمين فقال: {يسألونك عن االأنفال قل الأنفال لله والرسول...} إلى قوله {...واعلموا انما غنمتم من شئ فأن لله خمسه وللرسول ولذى القربى واليتامىوالمساكين وابن السبيل...} الآية ، وقال: { فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا واتقوا اللهإن الله غفور رحيم}
وفى الصحيحين عنجابر بن عبد الله رضى الله عنهما ان النبى [صلى الله عليه وسلم] قال: (أعطيت خمسالم يعطهن نبى قبلى؛ نصرت بالرعب مسيرة شهر ، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا؛ فأيمارجل من أمتى أدركته الصلاة فليصل، وأحلت لي الغنائم، ولم تحل لأحد قبلي، واعطيتالشفاعة، وكان النبى يبعث الى قومه خاصة ،وبعثت الى الناسعامة)
وقال النبى [عليه السلام] بعثت بالسيف بين يدى الساعة حتى يعبد الله وحده لا شريك له وجعل رزقى تحت ظل رمحىوجعل الذل والصغار على من خالف أمرى ومن تشبه بقوم فهو منهم رواه أحمد فى المسند عنابن عمر واستشهد به البخارى"
*[قال الفقهاء ان الفىء هو ما أخذ من الكفار بغير قتال وسمى فيئا لأنالله افاءه على المسلمين اى رده عليهم من الكفاروهذا مثل الجزية التى على اليهودوالنصارى والمال الذى يصالح عليه العدو او يهدونه الى سلطان المسلمين كالحملالذىيحمل من بلاد النصارى ونحوهم وما يؤخذ من تجار اهل الحرب وهو العشر ومن تجاراهل الذمة اذا اتجروا فى غير بلادهم وهو نصف العشر(ابن تيميةالفتاوى)]

وقال ابن القيم في الزاد:
"...
فإن قيل : فما أطيب المكاسب وأحلها ؟ قيل هذا فيه ثلاثة أقوال للفقهاء
أحدها : أنه كسب التجارة.
والثاني : أنه عمل اليد في غير الصنائعالدنيئة كالحجامة ونحوها.
والثالث : أنه الزراعة ، ولكل قول من هذهوجه من الترجيح أثرا ونظرا ، والراجح أن أحلها الكسب الذي جعل منه رزق رسول اللهصلى الله عليه وسلم ، وهو كسب الغانمين ، وما أبيح لهم على لسان الشارع ، وهذاالكسب قد جاء في القرآن مدحه أكثر من غيره ، وأثني على أهله ما لم يثن على غيرهم ،ولهذا اختاره الله لخير خلقه وخاتم أنبيائه ورسله ، حيث يقول :بعثت... [ الحديث ] وهو الرزق المأخوذ بعزة وشرف وقهر لأعداء الله وجعل أحب شئ إلى الله فلا يقاومه كسبغيره والله أعلم"

قال الحافظ فيالفتح:
"
وَفِي الْحَدِيثِ إِشَارَةٌ إِلَى فَضْلِالرُّمْحِ وَإِلَى حِلِّ الْغَنَائِمِ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ وَإِلَى أَنَّ رِزْقَالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جُعِلَ فِيهَا لَا فِي غَيْرِهَامِنْ الْمَكَاسِبِ وَلِهَذَا قَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ إِنَّهَا أَفْضَلُالْمَكَاسِبِ وَالْمُرَادُ بِالصَّغَارِ وَهُوَ بِفَتْح الْمُهْمَلَةِوَبِالْمُعْجَمَةِ بَذْلُ الْجِزْيَة وَفِي قَوْلِهِ " تَحْتَ ظِلّ رُمْحِي " إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّ ظِلَّهُ مَمْدُودٌ إِلَى أَبَدِ الْآبَادِ وَالْحِكْمَةِ فِيالِاقْتِصَارِ عَلَى ذِكْرِ الرُّمْحِ دُونَ غَيْرِهِ مِنْ آلَاتِ الْحَرْبِكَالسَّيْفِ أَنَّ عَادَتَهُمْ جَرَتْ بِجَعْلِ الرَّايَاتِ فِي أَطْرَافِالرُّمْحِ فَلَمَّا كَانَ ظِلّ الرُّمْح أَسْبَغَ كَانَ نِسْبَةُ الرِّزْقِإِلَيْهِ أَلْيَقَ وَقَدْ تَعَرَّضَ فِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ لِظِلِّ السَّيْفِكَمَا سَيَأْتِي قَرِيبًا مِنْ قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " الْجَنَّةُ تَحْتَ ظِلَالِ السُّيُوفِ " فَنُسِبَ الرِّزْقُ إِلَى ظِلّ الرُّمْحلِمَا ذَكَرْتُهُ أَنَّ الْمَقْصُودَ بِذِكْرِ الرُّمْحِ الرَّايَةُ وَنُسِبَتْالْجَنَّة إِلَى ظِلِّ السَّيْفِ لِأَنَّ الشَّهَادَةَ تَقَعُ بِهِ غَالِبًاوَلِأَنَّ ظِلّ السَّيْفِ يَكْثُرُ ظُهُورُهُ بِكَثْرَة حَرَكَة السَّيْفِ فِي يَدِالْمُقَاتِلِ ؛ وَلِأَنَّ ظِلّ السَّيْف لَا يَظْهَرُ إِلَّا بَعْدَ الضَّرْبِ بِهِلِأَنَّهُ قَبْلَ ذَلِكَ يَكُونُ مَغْمُودًا مُعَلَّقًا ."

قال الحافظ ابن رجب الحنبلي في كتابه "الحكم الجديرة بالإذاعة ":
"قوله صلى الله عليه وسلم : " وجعل رزقي تحت ظل رمحي " :
إشارة إلى ان الله لم يبعثه بالسعي في طلب الدنيا ، ولا بجمعها واكتنازها ، ولا الاجتهاد في السعي في أسبابها وإنما بعثه داعيا إلى توحيده بالسيف ، ومن لازم ذلك أن يقتل أعداءه الممتنعين عن قبول التوحيد ، ويستبيح دماءهم وأموالهم ، ويسبي نساءهم وذراريهم ، فيكون رزقه مما أفاء الله من أموال أعدائه ، فإن المال إنما خلقه الله لبني آدم ليستعينوا به على طاعته وعبادته ، فمن استعان به على الكفر بالله والشرك به سلط الله عليه رسول واتباعه فانتزعوه منه وأعادوه إلى من هو أولى به من أهل عبادة الله وتوحيده وطاعته ، ولهذا يسمى الفيء لرجوعه إلى من كان أحق به ولأجله خلق .
وكان في القرآن المنسوخ :
{ إنما أنزلنا المال لاقام الصلاة وإيتاء الزكاة } .

__________________
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 27.73 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 27.10 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.27%)]