عبد الله بن عمر
عبد الله بن عمر عبد الله بن عمر ابن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن قرط بن رزاح ، بن عدي ، بن كعب بن لؤي بن غالب ، الإمام القدوة شيخ الاسلام أبو عبد الرحمن القرشي العدوي المكي ، ثم المدني .
أسلم وهو صغير ، ثم هاجر مع أبيه لم يحتلم ، واستصغر يوم أحد ، فأول غزواته الخندق ، وهو ممن بايع تحت الشجرة ، وأمه و أم أم المؤمنين حفصة ، زينب بنت مظعون أخت عثمان بن مظعون الجمحي .
روى علما كثيرا نافعا عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وعن أبيه ، وأبي بكر ، وعثمان ، وعلي ، وبلال ، وصهيب ، وعامر بن ربيعة ، وزيد بن ثابت ، وزيد عمه ، وسعد ، وابن مسعود ، وعثمان بن طلحة ، وأسلم ، وحفصة أخته ، وعائشة . وغيرهم .
روى عنه : آدم بن علي ، وأسلم مولى أبيه ، وإسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي ذؤيب ، وأمية بن عبد الله الأموي ، وأنس بن سيرين ، وبسر بن سعيد ، وبشر بن حرب ، وبشر بن عائذ ، وبشر بن المحتفز ، وبكر المزني ، وبلال بن عبد الله ابنه ، وتميم بن عياض ، وثابت البناني ، وثابت بن عبيد ، وثابت بن محمد ، وثوير بن أبي فاختة ، وجبلة بن سحيم ، وجبير بن أبي سليمان ، وجبير بن نفير ، وجميع بن عمير ، وجنيد وحبيب بن أبي ثابت ، وحبيب بن أبي مليكة ، والحر بن الصياح ، وحرملة مولى أسامة ، وحريز أو أبو حريز ، والحسن البصري ، والحسن بن سهيل وحسين بن الحارث الجدلي ، وابن أخيه حفص بن عاصم ، والحكم بن ميناء ، وحكيم بن أبي حرة.
وحمران مولى العبلات ، وابنه حمزة بن عبد الله ، وحميد بن عبد الرحمن الزهري ، وحميد بن عبد الرحمن الحميري ، وخالد بن أسلم ، وأخوه زيد ، وخالد بن دريك وهذا لم يلقه ، وخالد بن أبي عمران الإفريقي ولم يلحقه ، وخالد بن كيسان ، وداود بن سليك ، وذكوان السمان ، ورزين بن سليمان الأحمري ، وأبو عمر زاذان ، والزبير بن عربي ، والزبير بن الوليد ، شامي ، وأبو عقيل زهرة بن معبد ، وزياد بن جبير الثقفي ، وزياد بن صبيح الحنفي ، وأبو الخصيب زياد القرشي ، وزيد بن جبير الطائي ، وابنه زيد ، وابنه سالم ، وسالم بن أبي الجعد ، والسائب والد عطاء ، وسعد بن عبيدة ، وسعد مولى أبي بكر ، وسعد مولى طلحة ، وسعيد بن جبير ، وسعيد بن الحارث الأنصاري ، وسعيد بن حسان ، وسعيد بن عامر ، وسعيد بن عمرو الأشدق ، وسعيد بن مرجانة ، وسعيد بن المسيب ، وسعيد بن وهب الهمداني ، وسعيد بن يسار وسليمان بن أبي يحيى ، وسليمان بن يسار ، وشهر بن حوشب.
وصدقة بن يسار ، وصفوان بن محرز ، وطاوس ، والطفيل بن أبي ، وطيسلة بن علي ، وطيسلة بن مياس ، وعامر بن سعد ، وعباس بن جليد وعبد الله بن بدر اليمامي ، وعبد الله بن بريدة ، وأبو الوليد عبد الله بن الحارث ، وعبد الله بن دينار ، وعبد الله بن أبي سلمة الماجشون ، وعبد الله بن شقيق ، وعبد الله بن عبد الله بن جبر وابنه عبد الله ، وابن أبي مليكة ، وعبد الله بن عبيد بن عمير ، وعبد الله بن عصم ، وعبد الله بن أبي قيس ، وعبد الله بن كيسان ، وعبد الله بن مالك الهمداني ، وعبد الله بن محمد بن عقيل ، وعبد الله بن مرة الهمداني ، وعبد الله بن موهب الفلسطيني ، وحفيده عبد الله بن واقد العمري ، وعبد الرحمن بن التيلماني وعبد الرحمن بن سعد مولاه ، وعبد الرحمن بن سمير.
وعبد الرحمن بن أبي ليلى ، وعبد الرحمن بن أبي نعم ، وعبد الرحمن بن هنيدة ، وعبد الرحمن بن يزيد الصنعاني ، وعبد العزيز بن قيس ، وعبد الملك بن نافع ، وعبدة بن أبي لبابة ، وابنه عبيد الله بن عبد الله ، وعبيد الله بن مقسم ، وعبيد بن جريج ، وعبيد بن حنين ، وعبيد بن عمير ، وعثمان بن الحارث ، وعثمان بن عبد الله بن موهب ، وعراك بن مالك ، وعروة بن الزبير ، وعطاء بن أبي رباح ، وعطية العوفي ، وعقبة بن حريث ، وعكرمة بن خالد ، وعكرمة العباسي ، وعلي بن عبد الله البارقي ، وعمر بن عبد الرحمن المعاوي ، وابنه عمر بن عبد الله إن صح ، وعمرو بن دينار ، وعمران بن الحارث ، وعمران بن حطان ، وعمران الأنصاري ، وعمير بن هانئ ، وعنبسة بن عمار ، وعون بن عبد الله بن عتبة ، والعلاء بن عرار، والعلاء بن اللجلاج ، وعلاج بن عمرو ، وغطيف أو أبو غطيف الهذلي ، والقاسم بن ربيعة ، والقاسم بن عوف ، والقاسم بن محمد ، وقدامة بن إبراهيم ، وقزعة بن يحيى ، وقيس بن عباد.
وكثير بن جمهان ، وكثير بن مرة ، وكليب بن وائل ، ومجاهد بن جبر ، ومجاهد بن رياح ، ومحارب بن دثار ، وحفيده محمد بن زيد ، ومحمد بن سيرين ، ومحمد بن عباد بن جعفر ، وأبو جعفر الباقر ، وابن شهاب الزهري ، ومحمد بن المنتشر ، ومروان بن سالم المقفع ، ومروان الأصفر ، ومسروق ، ومسلم بن جندب ، ومسلم بن المثنى ، ومسلم بن أبي مريم ، ومسلم بن يناق ، ومصعب بن سعد ، والمطلب بن عبد الله بن حنطب ، ومعاوية بن قرة ، ومغراء العبدي ، ومغيث بن سمي ، ومغيث الحجازي ، والمغيرة بن سلمان ، ومكحول الأزدي ، ومنقذ بن قيس ، ومهاجر الشامي ، ومورق العجلي ، وموسى بن دهقان ، وموسى بن طلحة ، وميمون بن مهران ، ونابل صاحب العباء ، ونافع مولاه ، ونسير بن ذعلوق ، ونعيم المجمر ، ونميلة أبو عيسى ، وواسع بن حبان ، ووبرة بن عبد الرحمن ، والوليد الجرشي وأبو مجلز لاحق ، ويحنس مولى آل الزبير ، ويحيى بن راشد ، ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب ، ويحيى بن وثاب ويحيى بن يعمر ، ويحيى البكاء.
ويزيد بن أبي سمية ، وأبو البزرى يزيد بن عطارد ، ويسار مولاه ، ويوسف بن ماهك ، ويونس بن جبير ، وأبو أمامة التيمي ، وأبو البختري الطائي ، وأبو بردة بن أبي موسى ، وأبو بكر بن حفص ، وأبو بكر بن سليمان بن أبي حثمة وحفيده أبو بكر بن عبد الله ، وأبو تميمة الهجيمي ، وأبو حازم الأعرج ولم يلحقه ، وأبو حية الكلبي ، وأبو الزبير ، وأبو سعيد بن رافع ، وأبو سلمة بن عبد الرحمن ، وأبو سهل ، وأبو السوداء ، وأبو الشعثاء المحاربي ، وأبو شيخ الهنائي ، وأبو الصديق الناجي ، وأبو طعمة ، وأبو العباس الشاعر ، وأبو عثمان النهدي ، وأبو العجلان المحاربي ، وأبو عقبة ، وأبو غالب ، وأبو الفضل ، وأبو المخارق إن كان محفوظا ، وأبو المنيب الجرشي ، وأبو نجيح المكي ، وأبو نوفل بن أبي عقرب ، وأبو الوليد البصري ، وأبو يعفور العبدي ، ورقية بنت عمرو بن سعيد .
قدم الشام والعراق والبصرة وفارس غازيا .
روى حجاج بن أرطاة ، عن نافع : أن ابن عمر بارز رجلا في قتال أهل العراق ، فقتله ، وأخذ سلبه .
وروى عبيد الله بن عمر ، عن نافع : أن ابن عمر كان يصفر لحيته .
سليمان بن بلال : عن زيد بن أسلم : أن ابن عمر كان يصفر حتى يملأ ثيابه منها ، فقيل له : تصبغ بالصفرة ؟ فقال : إني رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصبغ بها .
شريك : عن محمد بن زيد ; رأى ابن عمر يصفر لحيته بالخلوق والزعفران .
ابن عجلان : عن نافع : كان ابن عمر يعفي لحيته إلا في حج أو عمرة .
وقال هشام بن عروة : رأيت شعر ابن عمر يضرب منكبيه وأتي بي إليه ، فقبلني .
قال أبو بكر بن البرقي : كان ربعة يخضب بالصفرة . توفي بمكة .
وقال ابن يونس : شهد ابن عمر فتح مصر ، واختط بها ، وروى عنه أكثر من أربعين نفسا من أهلها .
الليث : عن يزيد بن أبي حبيب ، عن عبد الله بن الحارث بن جزء ، قال : توفي صاحب لي غريبا ، فكنا على قبره أنا وابن عمر ، وعبد الله بن عمرو ، وكانت أسامينا ثلاثتنا العاص ، فقال لنا النبي -صلى الله عليه وسلم- : انزلوا قبره وأنتم عبيد الله . فقبرنا أخانا ، وصعدنا وقد أبدلت أسماؤنا .
هكذا رواه عثمان بن سعيد الدارمي ، حدثنا يحيى بن بكير عنه .
ومع صحة إسناده هو منكر من القول ، وهو يقتضي أن اسم ابن عمر ما غير إلى ما بعد سنة سبع من الهجرة ، وهذا ليس بشيء .
قال عبد الله بن عمر عن ابن شهاب : إن حفصة وابن عمر أسلما قبل عمر ، ولما أسلم أبوهما ، كان عبدُ اللهِ ابنَ نحوٍ من سبع سنين .
وهذا منقطع .
قال أبو إسحاق السبيعي : رأيت ابن عمر آدم ، جسيما ، إزاره إلى نصف الساقين ، يطوف .
وقال هشام بن عروة : رأيت ابن عمر له جمة .
وقال علي بن جدعان : عن أنس وابن المسيب : شهد ابن عمر بدرا .
فهذا خطأ وغلط ، ثبت أنه قال : عرضت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم أحد وأنا ابن أربع عشرة سنة ، فلم يجزني .
وقال أبو إسحاق : عن البراء ، قال : عرضت أنا وابن عمر يوم بدر فاستصغرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم .
وقال مجاهد : شهد ابن عمر الفتح وله عشرون سنة .
وروى سالم ، عن أبيه ، قال : كان الرجل في حياة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا رأى رؤيا ، قصها على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكنت غلاما عزبا شابا ، فكنت أنام في المسجد ، فرأيت كأن ملكين أتياني ، فذهبا بي إلى النار ، فإذا هي مطوية كطي البئر ، ولها قرون كقرون البئر ، فرأيت فيها ناسا قد عرفتهم ، فجعلت أقول : أعوذ بالله من النار ، فلقينا ملك ، فقال : لن تراع . فذكرتها لحفصة ، فقصتها حفصة على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال : نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل . قال : فكان بعد لا ينام من الليل إلا القليل .
وروى نحوه نافع ، وفيه : إن عبد الله رجل صالح .
سعيد بن بشير : عن قتادة ، عن ابن سيرين ، عن ابن عمر ، قال : كنت شاهد النبي -صلى الله عليه وسلم- في حائط نخل ، فاستأذن أبو بكر ، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- : ائذنوا له وبشروه بالجنة . ثم عمر كذلك ، ثم عثمان فقال : بشروه بالجنة على بلوى تصيبه . فدخل يبكي ويضحك ، فقال عبد الله : فأنا يا نبي الله ؟ قال : أنت مع أبيك .
تفرد به محمد بن بكار بن بلال عنه .
قال إبراهيم : قال ابن مسعود : إن من أملك شباب قريش لنفسه عن الدنيا عبد الله بن عمر .
ابن عون : عن إبراهيم ، عن الأسود ، عن عبد الله ; لقد رأيتنا ونحن متوافرون وما فينا شاب هو أملك لنفسه من ابن عمر .
أبو سعد البقال : عن أبي حصين ، عن شقيق ، عن حذيفة ، قال : ما منا أحد يفتش إلا يفتش عن جائفة أو منقلة إلا عمر وابنه .
وروى سالم بن أبي الجعد ، عن جابر : ما منا أحد أدرك الدنيا إلا وقد مالت به إلا ابن عمر .
وعن عائشة : ما رأيت أحدا ألزم للأمر الأول من ابن عمر .
قال أبو سفيان بن العلاء المازني ، عن ابن أبي عتيق ، قال : قالت عائشة لابن عمر : ما منعك أن تنهاني عن مسيري ؟ قال : رأيت رجلا قد استولى عليك ، وظننت أنك لن تخالفيه ، يعني : ابن الزبير .
قال أبو سلمة بن عبد الرحمن : مات ابن عمر وهو في الفضل مثل أبيه .
وقال أبو إسحاق السبيعي : كنا نأتي ابن أبي ليلى ، وكانوا يجتمعون إليه ، فجاءه أبو سلمة بن عبد الرحمن ، فقال : أعمر كان أفضل عندكم أم ابنه ؟ قالوا : بل عمر ، فقال : إن عمر كان في زمان له فيه نظراء ، وإن ابن عمر بقي في زمان ليس له فيه نظير .
وقال ابن المسيب : لو شهدت لأحد أنه من أهل الجنة لشهدت لابن عمر .
رواه ثقتان عنه .
وقال قتادة : سمعت ابن المسيب يقول : كان ابن عمر يوم مات خير من بقي .
وعن طاوس : ما رأيت أورع من ابن عمر .
وكذا يروى عن ميمون بن مهران .
وروى جويرية ، عن نافع : ربما لبس ابن عمر المطرف الخز ثمنه خمس مائة درهم .
وبإسناد وسط ، عن ابن الحنفية : كان ابن عمر خير هذه الأمة .
قال عمرو بن دينار : قال ابن عمر : ما غرست غرسا منذ توفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم .
قال موسى بن دهقان : رأيت ابن عمر يتزر إلى أنصاف ساقيه .
العمري : عن نافع : أن ابن عمر اعتم ، وأرخاها بين كتفيه .
وكيع : عن النضر أبي لولؤة ، قال : رأيت على ابن عمر عمامة سوداء .
وقال ابن سيرين : كان نقش خاتم بن عمر " عبد الله بن عمر " .
وقال أبو جعفر الباقر : كان ابن عمر إذا سمع من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حديثا لا يزيد ولا ينقص ، ولم يكن أحد في ذلك مثله .
أبو المليح الرقي : عن ميمون ; قال : ابن عمر : كففت يدي ، فلم أندم ، والمقاتل على الحق أفضل .
قال : ولقد دخلت على ابن عمر ، فقومت كل شيء في بيته من أثاث ما يسوى مائة درهم .
ابن وهب : عن مالك ، عمن حدثه ، أن ابن عمر كان يتبع أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وآثاره وحاله ويهتم به ، حتى كان قد خيف على عقله من اهتمامه بذلك .
خارجة بن مصعب : عن موسى بن عقبة ، عن نافع ، قال : لو نظرت إلى ابن عمر إذا اتبع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لقلت : هذا مجنون .
عبد الله بن عمر ، عن نافع : أن ابن عمر كان يتبع آثار رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كل مكان صلى فيه ، حتى إن النبي -صلى الله عليه وسلم- نزل تحت شجرة فكان ابن عمر يتعاهد تلك الشجرة فيصب في أصلها الماء لكيلا تيبس .
وقال نافع عن ابن عمر ، قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لو تركنا هذا الباب للنساء . قال نافع : فلم يدخل منه ابن عمر حتى مات .
قال الشعبي : جالست ابن عمر سنة ، فما سمعته يحدث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- إلا حديثا واحدا .
قال مجاهد : صحبت ابن عمر إلى المدينة ، فما سمعته يحدث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلا حديثا .
وروى عاصم بن محمد العمري ، عن أبيه ، قال : ما سمعت ابن عمر ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- إلا بكى .
وقال يوسف بن ماهك : رأيت ابن عمر عند عبيد بن عمير وعبيد يقص ، فرأيت ابن عمر ، ودموعه تهراق .
عكرمة بن عمار : عن عبد الله بن عبيد بن عمير ، عن أبيه : أنه تلا : فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ فجعل ابن عمر يبكي حتى لثقت لحيته وجيبه من دموعه ، فأراد رجل أن يقول لأبي : أقصر ، فقد آذيت الشيخ .
وروى عثمان بن واقد ، عن نافع : كان ابن عمر إذا قرأ : أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ بكى حتى يغلبه البكاء .
قال حبيب بن الشهيد : قيل لنافع : ما كان يصنع ابن عمر في منزله ؟ قال : لا تطيقونه : الوضوة لكل صلاة ، والمصحف فيما بينهما .
رواه أبو شهاب الحناط عن حبيب .
وروى عبد العزيز بن أبي رواد ، عن نافع : أن ابن عمر كان إذا فاتته العشاء في جماعة ، أحيى بقية ليلته .
ابن المبارك : أخبرنا عمر بن محمد بن زيد ، أخبرنا أبي : أن ابن عمر كان له مهراس فيه ماء ، فيصلي فيه ما قدر له ، ثم يصير إلى الفراش ، فيغفي إغفاءة الطائر ، ثم يقوم ، فيتوضأ ويصلي ، يفعل ذلك في الليل أربع مرات أو خمسة .
قال نافع : كان ابن عمر لا يصوم في السفر ، ولا يكاد يفطر في الحضر .
وقال ابن شهاب ، عن سالم : ما لعن ابن عمر خادما له إلا مرة ، فأعتقه .
روى أبو الزبير المكي ، عن عطاء مولى ابن سباع ، قال : أقرضت ابن عمر ألفي درهم ، فوفانيها بزائد مائتي درهم .
أبو بكر بن عياش ، عن عاصم ، أن مروان قال لابن عمر -يعني بعد موت يزيد - : هلم يدك نبايعك ، فإنك سيد العرب وابن سيدها . قال : كيف أصنع بأهل المشرق ؟ قال : نضربهم حتى يبايعوا . قال : والله ما أحب أنها دانت لي سبعين سنة ، وأنه قتل في سيفي رجل واحد .
قال : يقول مروان : إنـي أرى فتنـة تغلـي مراجلها
والملك بعد أبي ليلى لمن غلبا
أبو ليلى : معاوية بن يزيد ، بايع له أبوه الناس ، فعاش أياما .
أبو حازم المديني ، عن عبد الله بن دينار ، قال : خرجت مع ابن عمر إلى مكة ، فعرسنا ، فانحدر علينا راع من جبل ، فقال له ابن عمر : أراع ؟ قال : نعم ، قال : بعني شاة من الغنم . قال : إني مملوك ، قال : قل لسيدك : أكلها الذئب . قال : فأين الله عز وجل ؟ قال ابن عمر : فأين الله ! ! ثم بكى ، ثم اشتراه بعد ، فأعتقه !
أسامة بن زيد : عن نافع ، عن ابن عمر نحوه .
وفي رواية ابن أبي رواد ، عن نافع : فأعتقه ، واشترى له الغنم . عبيد الله : عن نافع ، قال : ما أعجب ابن عمر شيء من ماله إلا قدمه ، بينا هو يسير على ناقته ، إذ أعجبته ، فقال : إخ إخ ، فأناخها ، وقال : يا نافع ، حط عنها الرحل ، فجللها وقلدها وجعلها في بدنه .
عمر بن محمد بن زيد ، عن أبيه : أن ابن عمر كاتب غلاما له بأربعين ألفا ، فخرج إلى الكوفة ، فكان يعمل على حمر له ، حتى أدى خمسة عشر ألفا ، فجاءه إنسان ، فقال : أمجنون أنت ؟ أنت هاهنا تعذب نفسك ، وابن عمر يشتري الرقيق يمينا وشمالا ، ثم يعتقهم ; ارجع إليه ، فقل : عجزت. فجاء إليه بصحيفة ، فقال : يا أبا عبد الرحمن ! قد عجزت ، وهذه صحيفتي ، فامحها . فقال : لا ، ولكن امحها أنت إن شئت . فمحاها ، ففاضت عينا عبد الله ، وقال : اذهب فأنت حر . قال : أصلحك الله ، أحسن إلى ابني . قال : هما حران . قال : أصلحك الله ، أحسن إلى أمي ولدي . قال : هما حرتان .
رواه ابن وهب عنه .
عاصم بن محمد العمري : عن أبيه ، قال : أعطى عبدُ اللهِ ابنَ جعفر بن عمر بنافع عشرة آلاف ، فدخل على صفية امرأته ، فحدثها ، قالت : فما تنتظر ؟ قال : فهلا ما هو خير من ذلك ، هو حر لوجه الله . فكان يخيل إلي أنه كان ينوي قول الله لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ .
وقال ابن شهاب : أراد ابن عمر أن يلعن خادما ، فقال : اللهم الع ، فلم يتمها ، وقال : ما أحب أن أقول هذه الكلمة .
جعفر بن برقان : عن ميمون بن مهران ، عن نافع : أتي ابن عمر ببضعة وعشرين ألفا ، فما قام حتى أعطاها .
رواها عيسى بن كثير ، عن ميمون وقال : باثنين وعشرين ألف دينار .
وقال أبو هلال : حدثنا أيوب بن وائل ، قال : أتي ابن عمر بعشرة آلاف ، ففرقها ، وأصبح يطلب لراحلته علفا بدرهم نسيئة .
برد بن سنان : عن نافع قال : إن كان ابن عمر ليفرق في المجلس ثلاثين ألفا ، ثم يأتي عليه شهر ما يأكل مزعة لحم .
عمر بن محمد العمري ، عن نافع قال : ما مات ابن عمر حتى أعتق ألف إنسان ، أو زاد .
إسنادها صحيح .
أيوب : عن نافع ، قال : بعث معاوية إلى ابن عمر بمائة ألف ، فما حال عليه الحول وعنده منها شيء .
معمر : عن الزهري ، عن حمزة بن عبد الله ، قال : لو أن طعاما كثيرا كان عند أبي ما شبع منه بعد أن يجد له آكلا ، فعاده ابن مطيع ، فرآه قد نحل جسمه ، فكلمه ، فقال : إنه ليأتي علي ثمان سنين ، ما أشبع فيها شبعة واحدة . أو قال : إلا شبعة . فالآن تريد أن أشبع حين لم يبق من عمري إلا ظمء حمار .
إسماعيل بن عياش : حدثني مطعم بن المقدام قال : كتب الحجاج إلى ابن عمر : بلغني أنك طلبت الخلافة وأنها لا تصلح لعيي ولا بخيل ولا غيور . فكتب إليه : أما ما ذكرت من الخلافة فما طلبتها ، وما هي من بالي ، وأما ما ذكرت من العي ، فمن جمع كتاب الله ، فليس بعيني . ومن أدى زكاته ، فليس ببخيل . وإن أحق ما غرت فيه ولدي أن يشركني فيه غيري .
هشيم : عن يعلى بن عطاء ، عن مجاهد ; قال لي ابن عمر : لأن يكون نافع يحفظ حفظك ، أحب إلي من أن يكون لي درهم زيف . فقلت : يا أبا عبد الرحمن ، ألا جعلته جيدا ! ! قال : هكذا كان في نفسي .
الأعمش وغيره ، عن نافع ، قال : مرض ابن عمر ، فاشتهى عنبا أول ما جاء ، فأرسلت امرأته بدرهم ، فاشترت به عنقودا ، فاتبع الرسول سائل ، فلما دخل ، قال : السائل ، السائل . فقال ابن عمر: أعطوه إياه. ثم بعثت بدرهم آخر ، قال : فاتبعه السائل . فلما دخل ، قال : السائل ، السائل . فقال ابن عمر : أعطوه إياه ، فأعطوه ، وأرسلت صفية إلى السائل تقول : والله لئن عدت لا تصيب مني خيرا ، ثم أرسلت بدرهم آخر ، فاشترت به .
مالك بن مغول عن نافع ، قال : أتي ابن عمر بجوارش فكرهه ، وقال : ما شبعت منذ كذا وكذا .
إسماعيل بن أبي أويس : حدثنا سليمان بن بلال ، عن جعفر بن محمد ، عن نافع : أن المختار بن أبي عبيد كان يرسل إلى ابن عمر بالمال ، فيقبله ، ويقول : لا أسأل أحدا شيئا ، ولا أرد ما رزقني الله .
الثوري : عن أبي الوازع : قلت لابن عمر : لا يزال الناس بخير ما أبقاك الله لهم . فغضب ، وقال : إني لأحسبك عراقيا ، وما يدريك ما يغلق عليه ابن أمك بابه .
أبو جعفر الرازي : عن حصين ، قال ابن عمر : إني لأخرج ومالي حاجة إلا أن أسلم على الناس ، ويسلمون علي .
وروى معمر ، عن أبي عمرو الندبي ، قال: خرجت مع ابن عمر ، فما لقي صغيرا ولا كبيرا إلا سلم عليه .
قال عثمان بن إبراهيم الحاطبي رأيت ابن عمر يحفي شاربه ، حتى ظننت أنه ينتفه . وما رأيته إلا محلل الأزرار وإزاره إلى نصف ساقه . وقيل : كان يتزر على القميص في السفر ، ويختم الشيء بخاتمه ، ولا يكاد يلبسه ، ويأتي السوق ، فيقول : كيف يباع ذا ؟ ويصفر لحيته .
وروى ابن أبي ليلى ، وعبد الله بن عمر ، عن نافع ، أن ابن عمر كان يقبض على لحيته ، ويأخذ ما جاوز القبضة .
قال مالك : كان إمام الناس عندنا بعد زيد بن ثابت ، عبد الله بن عمر ، مكث ستين سنة يفتي الناس .
مالك : عن نافع : كان ابن عمر وابن عباس يجلسان للناس عند مقدم الحاج ، فكنت أجلس إلى هذا يوما ، وإلى هذا يوما ، فكان ابن عباس يجيب ويفتي في كل ما سئل عنه ، وكان ابن عمر يرد أكثر مما يفتي .
قال الليث بن سعد وغيره : كتب رجل إلى ابن عمر أن اكتب إلي بالعلم كله . فكتب إليه : إن العلم كثير ، ولكن إن استطعت أن تلقى الله خفيف الظهر من دماء الناس ، خميص البطن من أموالهم ، كاف اللسان عن أعراضهم ، لازما لأمر جماعتهم ، فافعل .
منصور بن زاذان : عن ابن سيرين ، أن رجلا قال لابن عمر : أعمل لك جوارش ؟ قال : وما هو ؟ قال : شيء إذا كظك الطعام ، فأصبت منه ، سهل . فقال : ما شبعت منذ أربعة أشهر ، وما ذاك أن لا أكون له واجدا ، ولكني عهدت قوما يشبعون مرة ، ويجوعون مرة .
وروى الحارث بن أبي أسامة ، عن رجل : بعثت أم ولد لعبد الملك بن مروان إلى وكيلها تستهديه غلاما ، وقالت : يكون عالما بالسنة ، قارئا لكتاب الله ، فصيحا ، عفيفا ، كثير الحياء ، قليل المراء . فكتب إليها : قد طلبت هذا الغلام ، فلم أجد غلاما بهذه الصفة إلا عبد الله بن عمر ، وقد ساومت به أهله ، فأبوا أن يبيعوه .
روى بقية ، عن ابن حذيم ، عن وهب بن أبان القرشي ; أن ابن عمر خرج ، فبينما هو يسير ، إذا أسد على الطريق قد حبس الناس ، فاستخف ابن عمر راحلته ، ونزل إلى الأسد ، فعرك أذنه ، وأخره عن الطريق ؟ وقال : سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقال : لو لم يخف ابن آدم إلا الله لم يسلط عليه غيره .
لم يصح هذا .
أسامة بن زيد : عن عبد الله بن واقد ، قال : رأيت ابن عمر يصلي ، فلو رأيته ، رأيته مقلوليا ورأيته يفت المسك في الدهن يدهن به .
عبد الملك بن أبي جميلة ، عن عبد الله بن موهب : أن عثمان قال لابن عمر : اذهب ، فاقض بين الناس ، قال : أو تعفيني من ذلك ! قال : فما تكره من ذلك وقد كان أبوك يقضي ؟ قال : إني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول : من كان قاضيا ، فقضى بالعدل ، فبالحري أن ينفلت كفافا . فما أرجو بعد ذلك ؟ ! .
السري بن يحيى : عن زيد بن أسلم ، عن مجاهد ، قال : قال ابن عمر : لقد أعطيت من الجماع شيئا ما أعلم أحدا أعطيه إلا أن يكون رسول الله -صلى الله عليه وسلم .
تفرد به يحيى بن عباد عنه .