[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ إِن تُطِيعُواْ فَرِيقاً مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ ] [آل عمران : 100]
بعدما وبخ الله تعالى في الآيتين السابقتين أهل الكتاب من اليهود والنصارى على كفرهم بآيات الله التي أنزلها الله على رسله، والتي جعلها رحمة لعباده يهتدون بها إليه، ويستدلون بها على جميع المطالب المهمة والعلوم النافعة، وبعدما توعدهم أيضا بمجازاتهم بأشر الجزاء على ما فعلوه، وهو أعظم الكفر الموجب لأعظم العقوبة،
حذر الله تعالى عباده المؤمنين منهم لئلا يمكروا بهم من حيث لا يشعرون، فقال : [يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين] ، وذلك لحسدهم على ما آتاكم الله من فضله وما منحكم به من إرسال رسوله ، وبغيهم عليكم وشدة حرصهم على ردكم عن دينكم، كما قال تعالى : [ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق].