[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ] [البقرة : 208]
هذا أمر من الله تعالى للمؤمنين أن يدخلوا [فِي السِّلْمِ كَافَّة] أي : في جميع شرائع الدين ، ولا يتركوا منها شيئا، وأن لا يكونوا ممن اتخذ إلهه هواه ، إن وافق الأمر المشروع هواه فعله ، وإن خالفه تركه، بل الواجب أن يكون الهوى تبعا للدين ، وأن يفعل كل ما يقدر عليه من أفعال الخير، وما يعجزعنه يلتزمه وينويه، فيدركه بنيته.
ولما كان الدخول في السلم كافة ، لا يمكن ولا يتصور إلا بمخالفة طرق الشيطان قال : [وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ] أي : في العمل بمعاصي الله [إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ] والعدو المبين لا يأمر إلا بالسوء والفحشاء، وما به الضرر عليكم.