من بين آهات أمهات الأسيرات ... جراح و آلام
و تقول والدة أسماء حسين 13 سنة و الدموع تترقرق في عينيها : السجن وسيلة للعقاب ، ولزرع الحقد داخل نفوس الأطفال، وأمهات المستقبل، و جيل الغد الواعد، فعن ماذا ستحدث أسماء أبنائها فيما بعد؟ ، وأي ذكريات لطفولتها، أعن تلك الطفولة التي قضتها داخل سجن لا يرحم؟ و سجانات يفتقرن للحد الأدنى من الإنسانية؟.
أما سوسن أبو تركي 12 سنة و التي افرج عنها خلال الشهور الماضية لكنها موضوعة الآن تحت الإقامة الجبرية فتقول والدتها: أصبحت سوسن دائماً شاحبة الوجه ، آثار الضرب والتعذيب على جميع أنحاء جسدها الهزيل ، مضطربة دائماً ،ف في السجن كانت تعاني الاضطرابات النفسية والعزل والحرمان من زيارتنا لها دون أن تشفع لها طفولتها. و كانت تهمتها محاولة طعن جندي صهيوني .
فكنت لا استوعب بعد قضية اعتقال ابنتي سوسن أعيش تارة على أوهام إنها ما زالت في أحضاني واصحوا تارة على رعب وهاجس أنى فقدت فلذة كبدي سوسن، فلم اكن أستطيع أن أوصل إليها ملابس تقيها برد الشتاء القارس . وسالت دموعها ممزوجة بآهات وآلام وظلمة الاعتقال قائلة : "كنت أتمنى أن أراها واحضنها واقبلها لاطمئن عليها ، فقلبي كان يتمزق كلما أتذكرها وان كان قلبي لا ينساها ، وما يزيده ألماً إن جميع الأبواب سدت في وجهي ، ولم أتمكن من إرسال الملابس لها التي كثيرا ما طلبتها مني عبر المحامي والصليب الأحمر .
وأضافت بعد أن سكتت برهة ليمتزج صوتها بصوت زخات المطر " غرق البيت بمياه المطر والبرد القارس حتى فتك بساقي ومع هذا صممت أن أبقي بدون ملابس ثقيلة حتى اتجرع قسوة البرد مثل ابنتي سوسن التي نهش البرد أوصالها فكيف لي أن انعم بالدفء وابنتي تعاني منه ؟
سوسن متفوقة دراسياً, عندما اخبروني باعتقالها بتهمة محاولة قتل جندي صهيوني و كانت صدمة لأنها طفلة لا تستطيع أن تفعل ذلك و من أين لها بالسكين؟! و عندما سألتها لماذا فعلت ذلك كان السبب أن الجندي ضربها بكعب بندقيته على مؤخرة رأسها عند أحد المعابر أثناء عودتها من المدرسة مما سبب إغمائها أمام الشباب فكان الانتقام , فالضرب الذي تعرضت له سوسن سبب لها مرضا عصبيا و كدمات في رأسها وآلام في رقبتها مع دوخة دائمة لا تستطيع الدراسة بسببها ، فقد بدأت تعاني على أثره من اضطرابات في الرؤيا مما ضاعف اضطراباتها نفسية.و كان خروج سوسن بكفالة 1500 شيكل مبلغ يفوق قدراتنا المادية فظلت سوسن في السجن 27 يوماً حتى استطعنا استدانة المبلغ .
|