السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تواصلاً مع موضوع :-
عشاق الفضيلة
أخذنا سابقا
من درس أربــــاح الصفقة
1- نشوة الانتصار 2- الفراسة الصادقة 3- حماية القلب من شيطان يتسلل4 - اجتماع القلب على الله تعالي :
واليوم نأخذاليوم ناخذ العنوان الاخير فيها
من أربـــــاح الصفقة
وهو بعنوان
5- بركة الطاعة:
أمر الله عبادة المؤمنين بالغض بالأبصار, لأن صاحب الصنعة أدري بصنعته , والآمر بإصلاح النفوس والقلوب اعلم بما فيه صلاح النفوس والقلوب, وأهل التقوى والمغفرة, خبير بالطرق الموصلة إليهما , من ذا الذى نداءه فما سعد؟! من ذا لذي أناخ ببابه فما فاز ؟! من ذا الذي أجاب داعية فما رضي ؟! من ذا الذي ذل له فما عز؟! من ذا الذي تاجر معه فما ربح ؟! .
قال الله عز وجل (( قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ )) (سورة النور: 30)
قال الإمام الحاج أبو حامد الغزالي : (( واعلم أني تأملت هذه الآية فإذا فيها مع قصرها ثلاث معان عزيزة : تأديب وتنبيه وتهديد :
فما التأديب: فقولة تعالي : (( قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ )) , ولابد للعبد من امتثال أمر السيد والتأدب بآدابه , وإلا كان سيئ الأدب فيحجب فلا يؤذن له في حضور المجلس والمثول بالحضرة , فافهم هذه النكتة , وتأمل ما تحتها فان فيها ما فيها .
وأما التنبية : فقولة تعالي : (( ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ)) وينطلق على معنيين والله اعلم,
الأول: ذلك اطهر لقلوبهم, والزكاة: الطهارة, والتزكية: التطهير,
والثاني: ذلك اغني لخيرهم وأكثر , والزكاة في الأصل : النمو , فنبه على أن في غض البصر تطهيراً للقلب وتكثيراً لطاعة , والدليل على ذلك انك إن لم تغض بصرك وأرخيت عنانه تنظر فيما لا يعنيك , فلا تخلو فيما أن تقع عينك على حرام فان تعمدت فذنب كبير , وربما تعلق قلبك بذلك فتهلك إن لم يرحم الله تعالى .
أماالتهديد : فيقول تعالى: (( إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ))
( منهاج العابدين ص ( 31 ) - أبو حامد العزالي - ط دار إحياء الكتب العربية)
وبقوا معنا غدا ان شاء الله في درس الشروط الجزائية وناخذ منها 1- احتلال القلب
تمنياتنا للجميع بتوفيق من الله تعالي والاستفادة