عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 23-02-2008, 04:09 PM
نور نور غير متصل
ادارية
 
تاريخ التسجيل: Sep 2006
مكان الإقامة: بيروت
الجنس :
المشاركات: 13,572
الدولة : Lebanon
73 73 منقوشة نسائية 100% ( الجزء الثاني )

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

كيف حالكم جميعاً ، أرجو الله أن تكونوا بخير وعافية يا رب
و حمدا لله على سلامة هذا المنتدى الطيب بعد توقف السيرفر لعدة أيام
و ( ذهاب عدد من المواضيع و المشاركات و المداخلات ، يلا صحتكم بالدنيا )

*****

لا أعرف من منكم يذكر الجزء الأول من هذا الموضوع


الذي كنت قد كتبته منذ حوالي سنة و أربعة أشهر تقريباً

و كان عن منقوشة نسائية تحضرها عدد من النساء في فرن صغير
و ما شاءالله هذا الفرن الصغير مزدحم بالزبائن لتذوق المناقيش و المعجنات النسائية 100%

المهم ، أنا كنت منذ ذلك الوقت ، قد وعدت نفسي بالعودة لتذوق المنقوشة النسائية ( الإستثنائية من وقت الخبز و حتى التسليم )
و لم تسنح الفرصة لذلك حتى يوم البارحة
و مع أن المناسبة للذهاب لذلك المكان ليست دائماً سارة ، و لكن الحمدلله على كل حال

فالبارحة ، تمَ نقل والدي مجدداً للمشفى القريب منه هذا الفرن النسائي
و مع أنه كان هناك منذ ثلاثة أشهر تقريبا، و لكن وقتها لم تسنح لي الفرصة بتذوق المنقوشة النسائية مجدداً

و لكن البارحة ، بالرغم من تعبي ، بالوقوف لعدة ساعات متواصلة خلال إجراءات دخول الوالد بين ( الطوارىء و كافة الفحوصات و التصاوير الإشعاعية ) حتى تواجده في الغرفة المخصصة له في المشفى ، بالتالي بعد ذلك كنت أحتاج لبعض الراحة ،

و لكن أبيت أن أذهب هذه المرة دون أن أعرج على الفرن النسائي و آخذ معي منقوشة نسائية
و مع أن الوقت لم يعد صباحا للمنقوشة و أصبح قريب من وقت الغداء ، و لكن قلت لا يهم
المهم أن أفِ بوعدي لنفسي بالعودة لتذوق هذه المنقوشة و النظر لتلك النساء بتلك النظرة من الإحترام و التقدير

******


الآن أنا في داخل هذا الفرن النسائي الصغير ، طلبت منقوشة و قلت لو سمحتِ بسرعة لأني مستعجلة
فقيل لي ، دقائق ثلاث إن شاءالله ، بسبب وجود ( صواني ) من فطائر السبانخ في الفرن ( طلبية منزلية )

فقلت لا بأس حتى 5 دقائق أنتظر


و تذكرت أني متعبة و أحتاج أن أجلس و أرتاح ، و عندها نظرت لأحدى النساء في الفرن ، التي تتابع تحضير طلبية السبانخ بسرعة و دقة و إتقان و براعة و طواعية بين العجين و اليد و حشوة السبانخ ما شاءالله

فسألتها : كم من الوقت تقفين على قدميك يومياً ؟

قالت : من السابعة صباحاً و حتى الثالثة بعد الظهر ( توقيت شتوي )

قلت : ما شاءالله و بارك الله بحضرتك و بصحتك

ثم سألتها مجدداً : عندما تذهبين للبيت ، كيف تشعرين بعد يوم جهد طويل و حضرتك واقفة طوال الوقت ؟

قالت : مجرد أن أصل للبيت ، أسارع إلى النوم ، أشعر بثقل في جسدي ، الحمدلله لا تعب في قدماي ، و كأنهما إعتادتا على الوقوف اليومي ، و لكن التعب يكون بكامل الجسم ، و لا يمكنني فعل شيء مجرد الوصول إلا أن أرتاح لبعض الوقت بالنوم

سألتها ، و عائلتك ، كيف تلبين الطلبات المنزلية ؟

قالت : أنا حالياً أرملة ، و الحمدلله لدي من الأولاد ثلاثة ، وتوفي لي مؤخراً شاباً في عمر المراهقة

فسمحت لنفسي بسؤالها عن سبب وفاته و هو في عمر المراهقة

قالت : لقد إصيب بالمرض الخبيث ( السرطان ) تمكن من العظم في جسده و دمه ، و بالتالي ، خلال عام واحد بدأ معه المرض ، و توفي ، الأمر كان سريعاً ، لم يكن من علاج لتمكن المرض من كامل جسمه بسرعة كبيرة
و تابعت ، لقد تعذبت كثيرا لفقدانه ، فقد ربتهم أباً و أماً و معيلة و متابعة لهم في المنزل

سبحان الله

و أردفت ، يوم جنازته ، لم يصدق أحداً أنه توفي فجأة ، و أنا حتى الآن ، إذا ما ذكرته أتعب كثيراً


هنا .. أُحضرت لي المنقوشة ، و إعتذرن عن التأخير ، قلت لا بأس
لو تردن أن تتأخرن أكثر فلا بأس ، أنا كنت مستعجلة ، و لكن و أنا أستمع حالياً لقصة أختنا فلا بأس من تأخير إضافي


في نهاية القصة ، هل تريدون معرفة جنسية هذه السيدة
إنها فلسطينية
سبحان الله ، ما أروعكن يا نساء فلسطين في كل مكان و كل زمان
ما أغلى أيديكن وتربيتكن و صبركن و تحملكن
و الوقوف في وجه المصاعب من أجل الحياة بما يرضي الله عز و جل



و هنا دخل عم النساء ( المسّن جدا ) ، و لم أكن قد رأيته عند دخولي هذه المرة

فقالت له التي كنت أتحدث معها ، إبقَ مرتاح يا والدي في الخارج ...

فقال أريد أن أطمئن عن فلانة ( إحدى كناته نساء الفرن ) ، لماذا نزلت للعمل في الفرن اليوم ، و هي حامل ..

قالت له ( المرأة الحامل ) لا بأس ، فالعمل كثير , و أريد أن أنتهِ من العمل على العجانة قبل أن تقطع الكهرباء بوقتها الدوري بالتقنين


هو عمهن طبعا و ليس والدهن كما أسلفت في الجزء الأول

و لكن ... لأنهن من هذا النوع من النساء ( الرائعات ) فهذه هي طريقتهن في التواصل مع بعضهم و بعضهن ...

*****



أعتذر عن الإطالة ، و لكن أحببت أن أطرح هذا النموذج من النساء الذي نسمع عنه و نعرف بعضاًَ منهن
و لكن ، لأني طرحت موضوعي في البداية ، أردت له هذا الجزء الثاني


لمن يقرأ موضوعي ، أرجو منكم أن :
1- الدعاء بالرحمة و المغفرة للشاب أبن هذه السيدة .
2- الدعاء لهؤلاء النسوة ، و هذا العم المسن الذي مؤكد هو السبب الأول في تعليم أولاده أسلوب توافق مع زوجاتهم ، و تواصله مع كناته بهذه الطريقة الجميلة المحببة
3- أن تدعوا لوالدي الكريم بالشفاء و الصحة و العافية إن شاءالله
4- أن لا تنسوني من دعوة صالحة في ظهر الغيب


والسلام ختام و خير الكلام و الصلاة و السلام على رسول الله
__________________




و لربّ نازلةٍ يضيق بها الفتى ذرعاً ، وعند الله منها المخرجُ
ضاقت .. فلما استحكمت حلقاتها .. فرجت .. و كنت أظنها لا تُفرجُ






.
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 26.42 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 25.79 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.40%)]