السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
كيف حالكم جميعاً ، أرجو الله أن تكونوا بخير وعافية يا رب
و حمدا لله على سلامة هذا المنتدى الطيب بعد توقف السيرفر لعدة أيام
و ( ذهاب عدد من المواضيع و المشاركات و المداخلات ، يلا صحتكم بالدنيا
)
*****
لا أعرف من منكم يذكر الجزء الأول من هذا الموضوع
الذي كنت قد كتبته منذ حوالي سنة و أربعة أشهر تقريباً
و كان عن منقوشة نسائية تحضرها عدد من النساء في فرن صغير
و ما شاءالله هذا الفرن الصغير مزدحم بالزبائن لتذوق المناقيش و المعجنات النسائية 100%
المهم ، أنا كنت منذ ذلك الوقت ، قد وعدت نفسي بالعودة لتذوق المنقوشة النسائية ( الإستثنائية من وقت الخبز و حتى التسليم )
و لم تسنح الفرصة لذلك حتى يوم البارحة
و مع أن المناسبة للذهاب لذلك المكان ليست دائماً سارة ، و لكن الحمدلله على كل حال
فالبارحة ، تمَ نقل والدي مجدداً للمشفى القريب منه هذا الفرن النسائي
و مع أنه كان هناك منذ ثلاثة أشهر تقريبا، و لكن وقتها لم تسنح لي الفرصة بتذوق المنقوشة النسائية مجدداً
و لكن البارحة ، بالرغم من تعبي ، بالوقوف لعدة ساعات متواصلة خلال إجراءات دخول الوالد بين ( الطوارىء و كافة الفحوصات و التصاوير الإشعاعية ) حتى تواجده في الغرفة المخصصة له في المشفى ، بالتالي بعد ذلك كنت أحتاج لبعض الراحة ،
و لكن أبيت أن أذهب هذه المرة دون أن أعرج على الفرن النسائي و آخذ معي منقوشة نسائية
و مع أن الوقت لم يعد صباحا للمنقوشة و أصبح قريب من وقت الغداء ، و لكن قلت لا يهم
المهم أن أفِ بوعدي لنفسي بالعودة لتذوق هذه المنقوشة و النظر لتلك النساء بتلك النظرة من الإحترام و التقدير
******
الآن أنا في داخل هذا الفرن النسائي الصغير ، طلبت منقوشة و قلت لو سمحتِ بسرعة لأني مستعجلة
فقيل لي ، دقائق ثلاث إن شاءالله ، بسبب وجود ( صواني ) من فطائر السبانخ في الفرن ( طلبية منزلية )
فقلت لا بأس حتى 5 دقائق أنتظر
و تذكرت أني متعبة و أحتاج أن أجلس و أرتاح ، و عندها نظرت لأحدى النساء في الفرن ، التي تتابع تحضير طلبية السبانخ بسرعة و دقة و إتقان و براعة و طواعية بين العجين و اليد و حشوة السبانخ ما شاءالله
فسألتها : كم من الوقت تقفين على قدميك يومياً ؟
قالت : من السابعة صباحاً و حتى الثالثة بعد الظهر ( توقيت شتوي )
قلت : ما شاءالله و بارك الله بحضرتك و بصحتك
ثم سألتها مجدداً : عندما تذهبين للبيت ، كيف تشعرين بعد يوم جهد طويل و حضرتك واقفة طوال الوقت ؟
قالت : مجرد أن أصل للبيت ، أسارع إلى النوم ، أشعر بثقل في جسدي ، الحمدلله لا تعب في قدماي ، و كأنهما إعتادتا على الوقوف اليومي ، و لكن التعب يكون بكامل الجسم ، و لا يمكنني فعل شيء مجرد الوصول إلا أن أرتاح لبعض الوقت بالنوم
سألتها ، و عائلتك ، كيف تلبين الطلبات المنزلية ؟
قالت : أنا حالياً أرملة ، و الحمدلله لدي من الأولاد ثلاثة ، وتوفي لي مؤخراً شاباً في عمر المراهقة
فسمحت لنفسي بسؤالها عن سبب وفاته و هو في عمر المراهقة
قالت : لقد إصيب بالمرض الخبيث ( السرطان ) تمكن من العظم في جسده و دمه ، و بالتالي ، خلال عام واحد بدأ معه المرض ، و توفي ، الأمر كان سريعاً ، لم يكن من علاج لتمكن المرض من كامل جسمه بسرعة كبيرة
و تابعت ، لقد تعذبت كثيرا لفقدانه ، فقد ربتهم أباً و أماً و معيلة و متابعة لهم في المنزل
سبحان الله
و أردفت ، يوم جنازته ، لم يصدق أحداً أنه توفي فجأة ، و أنا حتى الآن ، إذا ما ذكرته أتعب كثيراً
هنا .. أُحضرت لي المنقوشة ، و إعتذرن عن التأخير ، قلت لا بأس
لو تردن أن تتأخرن أكثر فلا بأس ، أنا كنت مستعجلة ، و لكن و أنا أستمع حالياً لقصة أختنا فلا بأس من تأخير إضافي
في نهاية القصة ، هل تريدون معرفة جنسية هذه السيدة
إنها فلسطينية
سبحان الله ، ما أروعكن يا نساء فلسطين في كل مكان و كل زمان
ما أغلى أيديكن وتربيتكن و صبركن و تحملكن
و الوقوف في وجه المصاعب من أجل الحياة بما يرضي الله عز و جل
و هنا دخل عم النساء ( المسّن جدا ) ، و لم أكن قد رأيته عند دخولي هذه المرة
فقالت له التي كنت أتحدث معها ، إبقَ مرتاح يا والدي في الخارج ...
فقال أريد أن أطمئن عن فلانة ( إحدى كناته نساء الفرن ) ، لماذا نزلت للعمل في الفرن اليوم ، و هي حامل ..
قالت له ( المرأة الحامل ) لا بأس ، فالعمل كثير , و أريد أن أنتهِ من العمل على العجانة قبل أن تقطع الكهرباء بوقتها الدوري بالتقنين
هو عمهن طبعا و ليس والدهن كما أسلفت في الجزء الأول
و لكن ... لأنهن من هذا النوع من النساء ( الرائعات ) فهذه هي طريقتهن في التواصل مع بعضهم و بعضهن ...
*****
أعتذر عن الإطالة ، و لكن أحببت أن أطرح هذا النموذج من النساء الذي نسمع عنه و نعرف بعضاًَ منهن
و لكن ، لأني طرحت موضوعي في البداية ، أردت له هذا الجزء الثاني
لمن يقرأ موضوعي ، أرجو منكم أن :
1- الدعاء بالرحمة و المغفرة للشاب أبن هذه السيدة .
2- الدعاء لهؤلاء النسوة ، و هذا العم المسن الذي مؤكد هو السبب الأول في تعليم أولاده أسلوب توافق مع زوجاتهم ، و تواصله مع كناته بهذه الطريقة الجميلة المحببة
3- أن تدعوا لوالدي الكريم بالشفاء و الصحة و العافية إن شاءالله
4- أن لا تنسوني من دعوة صالحة في ظهر الغيب
والسلام ختام و خير الكلام و الصلاة و السلام على رسول الله