و كما تفضلت أديبتنا الكريمة فاديا ، الأولاد أصبحوا يعتبرون أن كل الأمور هي ضرورية ، و كانه لم يعد هناك كماليات ، و الأهل هم المسؤولين الأول عن هذا الأمر ، و الجو المحيط بالولد المسؤول الآخر ، فإن لم يلب الطفل ، اصبح يشعر أنه أقل من أقرانه ، و بالتالي أنه محروم من أمر ما، لأن ثقافة الإحتياجات و الضرورات أصبح مفقودا ، أو أن ترجمته في قاموسه اصبح له معنىَ مختلف
الآن نأتي للنوع الآخر و هو الضمير لما يحصل في أمتنا العربية و الإسلامية ، طبعا هذا نوع من الضمير المجمد ، او الذي أخذ إجازة من نفسه من أجل أن يريح نفسه تارة ، و من أجل الصالح الخاص على العام تارة أخرى ، و يصبح كالنهر الجاري الذي يأخذ معه كل ما يمر امامه إلا ما كان أقوى من سيل النهر
طبعا ما يحصل في امتنا العربية و الإسلامية ، و الكثير من المتعلقات الإجتماعية والتغيرات الأخلاقية التي تم التطرق إليها ، تصب في بوتقة واحدة ، ( البعد عن التربية و التعاليم الإسلامية و شرعنا الحنيف و تطبيق كلام الله عز و جل كما جاء في القرآن الكريم و السنة النبوية الشريفة )
و في النهاية ، حتى لا أطيل أكثر لموضوع كبير يحتاج إلى أكثر من مداخلة ،
إسمحي لي مشكورة أن أحدد بعض أنواع الضمير التي أراها
1- ضمير نقي صافي ( لا يعرف الكذب و لا الغش صادقاً صدوقاً )
2- ضمير حساس مرهف ( يقيم مشاعر الغير و يهتم للتعاملات الإجتماعية بأدبيات و أخلاقيات )
3- ضمير مسؤول ( يعرف واجباته و يحرص أن يقدمها قبل أن يطالب بحقوقه )
4- ضمير متكل على الغير ( يحاول أن يُبعد المسؤولية عن نفسه و يلقِ بها على غيره لتصله الأمور جاهزة)
5- ضمير يخاف من المسؤولية ( الضغيف الذي لا يعرف أن يدافع عن حقوقه الإنسانية و لا أن يدافع عن دينه و لا يحرص عليه )
6- ضمير أناني ( يتذكر ما له فقط ، يرى أن ما عداه يأتي بعده بالأهمية و بالتالي يرى مصالحه متقدمة على مصالح الجميع )
7- ضمير جريء ( محب للحق و لا يخاف به لومة لائم ، مجاهد محب للخير له و للغير )
8- ضمير قاسي ( يتعامل مع كل ما حوله بجفاء و عدم ليونة بين الأخذ و الرد ، فييقسو على نفسه دون فتح المجال لمواجهتها لو أخطأت )
9- ضمير حر ( ينطلق و يحلق دون أن يدع أحد يسيطر عليه ، مؤمن بأخلاقيات ليس مستعدا أن يتخلى عنها تحت أي ضغوط )
10- ضمير مقيد ( يعيش في قوقعة يصعب الخروج منها ، لأنه ربط أنفسه بأربطة يشدها على نفسه بأفكار يراها واضحة له ، مع أنها مشوشة الرؤية مع الغير )
11- ضمير مخير ( يحاول أن يختار و يفرق بين كل ما حوله ، ليتعايش و يتأقلم بما يناسبه )
12- ضمير مسير ( لا يرى إلا من نافذة ضيقة تفرض عليه برضاه ، لأنه ينطلق من ما يتم إختياره و تحديده له )
13- ضمير مريض قابل للعلاج ( هو الذي تعرض لخطأ أو صدمة أصابت جزءا منه ، يحتاج لإصلاح و إعادة تقويم بحسب التربية الأساس التي نشأ عليها )
14- ضمير مريض يحتاج للكي أو البتر ( هو الذي إهترأ لما تعرض له من أخطاء إحتماعية ألقت بثقلها عليه لأنه في فترات سابقة أجر هذا الضمير حتى جعله في غيبوبة لم يفق منها إلا عندما تعرض للإهتراء و إنتهاء الصلاحية )
15- ضمير يحتضر و يحتاج لتوبة ( هو الذي تنبه في آخر فرصة قدمت له ، لأن ينعش ضميره و يصحيه من جديد للصواب )
16- ضمير ميت ( هو الذي أصبح من الصعب مجرد إشعال شمعة لإيصال الدفء إليه ، و أصبح بادراً لا تصل إليه حرارة إحياء الضمير من جديد )
هذه بعض أنواع الضمير التي إستحضرتني بسرعة
و يمكن لنا أن نتابع أمثلة كثيرة على ضمائرنا الإنسانية
أرجو تقبل مشاركتي ، و أعتذر عن الإطالة ، و عن أي أخطاء ، لأني كتبت الموضوع بسرعة و دون العودة له
وفقكم الله جميعا لما يحب و يرضى
و السلام ختام و خير الكلام و الصلاة و السلام على رسول الله
__________________
و لربّ نازلةٍ يضيق بها الفتى ذرعاً ، وعند الله منها المخرجُ ضاقت .. فلما استحكمت حلقاتها .. فرجت .. و كنت أظنها لا تُفرجُ
.
|