لا تحزن من الشدائد
فإن الشدائد تقوي القلب، وتمحو الذنب، وتقصم العجب، وتنسف الكبر، وهي ذوبان للغفلة، وإشعال للتذكر، وجلب عطف المخلوقين، ودعاء من الصالحين، وخضوع للجبروت، واستسلام للواحد القهار، وزجر حاضر، ونذير مقدم وإحياء للذكر، وتضرع بالصبر، واحتساب للغصص، وتهيئة للقدوم على المولى، وإزعاج عن الركون إلى الدنيا والرضا بها والاطمئنان إليها، وما خفي من اللطف أعظم، وما ستر من الذنب أكبر، وما عفي من الخطأ أجلٌ.
لا تحزن إذا واجهتك الصعاب وداهمتك المشاكل
واعترضتك العوائق، واصبر وتحمل
إن كان عندك يا زمان بقية مما تهين به الكرام فهاتها
إن الصبر أرفق من الجزع، وإن التحمل اشرف من الخَوَر، وإن الذي لا يصير اختيارا سوف يصبر اضطراراً.
قال المتنبي:
رماني الدهر بالأرزاء حتى فؤادي في غشاء من نبــال
فصرت إذا أصابتني سهام تكسرت النصالُ على النصالِ
وهان فمــا أبالي بالرزايا لأني ما انتفعت بأن ابــالي
وقال أبو المظفر الأبيوردي:
تنكر لي دهري ولم يدر أنني أعز وأحداث الزمان تهون
فبات يريني الدهر كيف اعتداؤه وبتٌ أريه الصبر كيف بكون