[أبوسيف]

السلام عليكم و رحمة الله ،

هذا الخبر يؤكد وقوف مصر (الى الآن) إلى جانب إخوانهم الفلسطينيين في محنتهم و هو أمرُ رائع و نتمنى أن يجزيهم الله عن المسلمين خير الجزاء.

الضغوط على الحكومة المصرية هائلة من أمريكا و إسرائيل ، لأنهم لا يتعاملون مع حكومة رسمية ، بل مع بشر من لحم و دم ، حوصروا و جوّعوا و قٌتّلوا ، و هنا ظهر المعدن الأصيل للمصريين في رمي المعاهدات و الإتفاقات و البروتوكولات جانباً و احتضان الفلسطينيين.

أعود لكلام أختي نجمة فلسطين ، السياسة أخيتي لا يمكن أن تُقاس بما يحدث في الشارع أو الممرات ، أو كلام المجلات و المقاهي ، هناك أمور ما اضطرت مصر للتغاضي عنها في سبيل انقاذ الفلسطينيين من الحصار ، و سأذكر بعضاً منها على سبيل المثال لا الحصر:
١. الحدود الدولية لمصر مع فلسطين من جهة غزة تم الإتفاق (دولياً) على ترسيمها ، و احترامها يُعد من أولويات أي دولة ذات سيادة ، و تعتبر جزء لا يتجزء من اتفاقيات السلام التي أبرمها الجانبان المصري و يهود قبل عقود. لذلك فإن تبعات فتح الحدود لا تتوقف عند شراء بكيت سجائر أو علبة سردين ، بل يتعدى الأمر إلى أكثر من ذلك.
٢. من المعروف أن مديونية مصر الخارجية كبيرة جداً ، و التنازلات التي تقدمها مصر كبيرة في سبيل سداد تلك الديون الكبيرة و في سبيل توفير سبل العيش الكريم لشعبها. و من المعروف أن من يمسك بزمام تلك المساعدات هو البنك الدولي ، مُمثلاً بمفتاح خزائنه.. أمريكا.
إن عملية تهديد يهود من خلال هدم الحدود مع مصر من الممكن أن يؤثر على تدفق المساعدات الى مصر و هو ما يُفكر به الآن أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي ، من خلال تجميد المساعدات إن استمر المعبر مفتوحاً.

هذه الأمور أختي الكريمة لا يتم نشرها و إذاعتها على الملأ هكذا ، لذلك نجد أن الناس تتسرع بلوم طرف ما أو شخص ما على فعل معين ، و لا يعرفون حقيقة التحركات الدبلوماسية التي تحصل خلف الكواليس و تبعاتها.

في نفس السياق ، لا نستطيع أن نلوم الفلسطينيين على غضبهم من سكوت الكثيرين من المسؤولين على معاناتهم ، و ما ذكرتِه أخيتي بخصوص المستشفيات ما هو إلا مثال بسيط لما يحدث في غزة و انا متأكد من ذلك ، و كلما أردت التفكير بهذا الأمر أضع نفسي أولاً في مكان هؤلاء الناس المظلومين قبل أن أتكلم ، لأن معاناتهم لا يمكن اختصارها ببعض أحرف على الشبكة الإلكترونية.

دمتم بخير.