[عاشق الجنان]

علمني عصفوري ..

رآني عصفوري يوماً مهموماً لأمر كبير استعصى علي، ولم أجد له حلاً.

فاقترب مني وقال:ضَعْ المشكلةَ أمامك، ركّز عليها، حَددْ موضوعَها.

احْصرها، وأَحِطْ بكافةِ جوانبِها.

فبإذن الله، أنتَ لها.

ابدأ...

خَطّط لِحلّها.

ارسمْ المشكلةَ على ورقةٍ، حَلّلها، جَزّئها..

فكّر بالحلولِ المتاحةِ، ولا تَتَحجَّر بِأساليبٍٍ معيّنة، بلْ خُذ منهما الخبرةَ النافعةَ، وأضِف عليها إبداعكَ وتفكيركَ ومواهبكَ.

وفجّر، فجّر ما فيكَ مِنَ الخير.

ولا تشلَّ تفكيرك بقيلَ وقال، بل حَرِر أفكارك وأطلقها، لتتحرك بوعي تحت عين اللّهِ جلّ وعلا.

الآن وقد وضعتَ عدةَ حلولٍ، حَلّلها واكتب على ورقة ايجابياتَها وسلبياتَها.

ممتاز .. الآن بدأت المغامرة !!

ابدأ وخذ خطوة نحو هدفك ، ربما تفشل ؛ لاتحزن؛ فأنتَ الرابحُ دوماً؛ لأنك وبكلّ فَشَلٍ تَضَعُهُ وراء ظهرِك ، تكونُ قد اقتربتَ من هدفِك أكثرَ فأكثر.

عُُد وتوجَّه إلى نفسكَ بكل قولٍ فيه خير،فيه تفاؤل وأمل في المستقبل وثقة بالنفسِ؛ فبعونِ اللّهِ سَتَصِلُ لِحلٍّ، وتُحَقّق ما كانَ صعباً يوماً.

نعم ياأحبتي .. هكذا علّمني عصفوري؛ فقد أَخبرني: أنّهُ عندما عَطِش استعان بقوةٍ أودعها اللّهُ فيهِ ؛ فحاول وحاول؛ حتى شَربَ وارتوى وحَمِد الله سبحانه وتعالى.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

( وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَني آدَمَ وَحَمَلْناهُمْ في البَّرِ وَالبَحْرِ وَ رَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ وَ فَضَّلْناهُمْ على كَثيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنا تَفْضِيلاً )