غزة – صوت الأقصى
اجتاز آلاف المواطنين من سكان قطاع غزة فجر الأربعاء 23-1-2008 الحدود بين القطاع ومصر وعبروا الأراضي المصرية دون أي اعتراض من قبل قوى الأمن المصرية.
وجاء ذلك بعد أن قام مسلحون بزرع عدد كبير من العبوات الناسفة في الجدار الأسمنتي والحديدي الفاصل بين قطاع غزة والأراضي المصرية وتفجيرها.
وأكد شهود عيان أن أجزاء كبيرة من الجدار الخراساني الذي بنته قوات الاحتلال في فترة ما قبل الانسحاب من القطاع انهارت فيما تدفق الآلاف عبر الجدار إلى داخل الأراضي المصرية.
المواد الغذائية
وسارع آلاف المواطنين إلى إحضار مستلزماتهم من المواد الغذائية والأدوية في الجانب المصري،فيما كان من بين المجتازين إلى مصر عشرات المرضى ممن يعانون نقص الأدوية والحاجة الماسة للعلاج في الخارج.
بدورها،أكدت حركة المقاومة الإسلامية حماس على أن اقتحام المواطنين الحدود مع مصر 'خطوة شعبية عفوية لم يكن مخططا لها وهبة جماهيرية ناجمة عن ضغط وكبت الحصار المشدد الذي يعانيه المواطنين'.
نتيجة حتمية
وقال د.صلاح البردويل الناطق باسم كتلة حماس البرلمانية:'إن ما جرى من اجتياز المواطنين للأراضي المصرية هو نتيجة حتمية لاستمرار الحصار الإسرائيلي على القطاع'، داعياً مصر إلى الاستجابة بفتح معبر رفح لكسر حصار غزة لاسيما وأنه معبر فلسطيني مصري'.
من جهتها أكدت الحكومة الفلسطينية برئاسة إسماعيل هنية أن حالة الاحتقان الشديدة والحصار المطبق منذ 7 أشهر على أكثر من مليون ونصف المليون فلسطيني في قطاع غزة،أخرجت الأمور عن السيطرة وأدت إلى فتح الحدود في محاولة لإيجاد تنفس للجماهير التي تعاني كارثة إنسانية في غزة.
الحكومة تتابع
وقال الناطق باسم الحكومة طاهر النونو في تصريحات صحافية:'إن الحكومة تتابع مجريات الأمور على الأرض مع الجانب المصري ولم تبلغ حتى الصباح بأية إجراءات مصرية من شأنها عرقلة مرور الفلسطينيين باتجاه رفح المصرية للتزود باحتياجاتهم الضرورية'.
من ناحية أخرى،عبر الناطق باسم الحكومة عن أمله في أن يسمح فتح الحدود المصرية بنقل عشرات الجرحى والمرضى من ذوي الحالات الصعبة للعلاج في المستشفيات المصرية، بالإضافة إلى إدخال كميات ولو جزئية من الوقود،في الوقت الذي قطعت فيه قوات الاحتلال إمدادات الوقود عن القطاع مما تسبب في ظلام دامس وشل مرافق الحياة الإنسانية بالكامل.
وتأتي هذه التفجيرات بعدما اقتحم المئات من المتظاهرين الفلسطينيين،معظمهم من النساء المحتجات على استمرار الحصار على غزة، بوابة المعبر الرئيسية أمس،ودخلوا إلى الجانب المصري من الحدود،فيما تم تفريقهم من قبل الأمن المصري بالقوة.
ويعاني قطاع غزة من حصار صهيوني خانق أدى إلى ارتفاع غير مسبوق في أسعار الكثير من السلع والمواد التموينية التي نفذت من الأسواق منذ منتصف حزيران/يونيو الماضي كل المعابر مع هذه المنطقة.