عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 14-01-2008, 10:26 AM
الصورة الرمزية راجية الشهادة
راجية الشهادة راجية الشهادة غير متصل
مراقبة سابقة
 
تاريخ التسجيل: Feb 2006
مكان الإقامة: egypt
الجنس :
المشاركات: 3,018
افتراضي

السلام عليكم:جزاك الله خيرا اختى الكريمة فاديا على موضوعك الثرى فى معطياته واسمحى لى بالعودة مر اخرى لنتحاور فى بعض نقاط ذكرتيها
من الصعب حصر ما هو دخيل بما هو اصلي لإختلاف البنيات التفكيرية عند العرب ، فالبعض يرون ان
الانتظام بالحركة الكشفية والاهتمام بالرياضة والفن والمسرح والشعر والادب .. وكيفية الاكل وأدب المائدة واداب الحديث والكلام والمجالسة ثم العناية بالصحة والاسنان والتفتيش على نظافة الايدي والاظافر .. الخ من العادات المتحضرة هي دخيلة علينا من الغرب !!!!!!!!!.
وهكذا فنحن بداية لا بد لنا ان نقرر.... هل نملك ( قوة الفرز وقوة النقد ) ؟
فى البداية احب ان اقول لحضرتك انه لايصح الا الصحيح وان الفطرة السليمة دائما تميل الى مايرضى الله وبالنسبة لما ذكرتيه من الاهتمام بكيفية الاكل وبالادب والرياضة ونظافة الاظافر و...الخ كل هذا له مايؤيده من احاديث الرسول صلى الله عليه وسلم لذى واجبنا عندما نتحاور مع رافضيها ان نؤيد تلك العادات باحاديث لرسولنا الكريم بدلا من تايدها بارآء الغرب
وبالنسبة لما ذكرتيه من ان هل لدينا قوة الفرز والنقد فنحن مطالبين بان تكون لدينا تلك القوة وان نحاول اكتسابها اذا لم تكن لدينا لاننا مامورين بان ندافع عن ديننا وقيمنا والانسان عندما يضع امامه هدف ويصر عليه دائما ينجح فى تحقيقه لذى انا ارى انه ليس من الصعب ان نفرز ونقيم

العالم أصبح صغير جداً و لم تعد العقول المفكرة أسيرة للحدود الجغرافية , و أصبحت هذه العقول المفكرة حكراً على الدول المتقدمة ,- في معظم الاحوال - و هي تتبع شتى الأساليب لاستدراجها و الحفاظ عليها , خلافاً عن الدول المتخلفة النامية فهي غير قادرة على استثمار هذه العقول لسيطرة الافكار البالية عليها من ناحية ، وقد تكون لأسباب أخرى ، منشؤها اصلا البعد عن الاطار الاسلامي الذي طالما اهتم بالمفكرين والمبدعين واعطاهم مساحة واسعة في اطاره.
لدينا فى شعوبنا العربية عقول نابغة وافكار مبدعة فهى ليست حكرا على الدول المتقدمة ولكن للاسف لاتجد من يخرجها للنور وهذا ليس لانها اسيرة لعقول مسيطر عليها افكار بالية ولكن سببه نفوس مريضة تحاول طمس اى ابداع حتى تظل هى تحت الاضواء وطبعا آفات اخرى كثيرة كالواسطة والرشاوى والمحسوبيات والانانية فهناك من الناس من يقاوم اى نجاح طالما لن ينسب اليه

الاسلام في كل الظروف ينادي بعدم الانبهار بالحضارة الغربية, وعدم حبس النفس في "عقدة الخواجة," ويلاحظ ان مقاومة التغريب قد اشتدت في العالم العربي ردا على محاولات الغرب لتسويق ثقافته في العالم العربي, ويطالب هؤلاء بالجواب عن سؤال صعب وهو:
للاسف الغرب من شدة عداوته لنا يحاول تسويق ثقافته المخلة بالاداب فلم نجدهم يحاولون تعليمنا صنع قنبلة نووية او طائرة او اكتشاف علمى ولكن يحاولون تعليم التحرر وخلع النساء لحجابها وغيره كثير من الانحلالات

- كيف يمكن لنا نحن العرب, ان نصل بمجتمعاتنا الى نظرة موضوعية, تنطلق من الثقة بالنفس, الانتساب الى الذات والشعور بالندية بعيدا عن التشنج؟؟؟؟؟
يخيل الى انه لاسبيل لعودة الثقة بالنفس الا بالرجوع لديننا وتطبيق شرع ربنا فالالتزام بشرع الله والاعتماد على الله يمد الانسان بقوة غير متوقعة
والامثلة على ذلك كثيرة
ولقد قال عمر ابن الخطاب (نحن قوم اعزنا الاسلام فلو ابتغينا العزة فى غيره اذلنا الله)
اما نحن فنسال هنا: لماذا "عقدة الخواجة" هذه, وهذا الشعور الجارف بالتغريب, وهذا الانبهار بالغرب لم يتاتَ ولم يتلبَّس الا بالعرب فقط, من دون باقي الامم الشرقية الاخرى كاليابانيين والكوريين والصينيين والهنود وغيرهم من الذين نهلوا من الحضارة الغربية والتقدم الغربي؟
للاسف لاننا نشانا فى بلاد مستعمرة تبث الينا ثقافتها ونحن اخذنا نسعى فى تعليم ابنائنا ثقافات الغرب وغفلنا عن تعليمهم دينهم وثقافتهم العربية فنشا جيل فاقد للهوية العربية يتبرا منها
فللاسف انتشرت المدارس الاجنبية على اراضينا ونحن اخذنا نلهث لنعلم ابنائنا فيها فاصبحوا يتقنون لغات الغرب ولايعلمون شئ عن اللغة العربية بل بالعكس اصبحوا يكهرهونها وطبعا تلك المدارس تحاول ان تنقل لنا نمط الحياة فى بلادها على ارضينا فنجد مثلا المدرسة الامريكية قطعة من امريكا على اراضى مصرية
- ولماذا لم ينجح الغرب في تسويق وبيع "الانبهار" به, الا على باب الدار العربية, من دون بقية الدور الاخرى في الحي الشرقي؟

- ولماذا خصَّ الله تعالى الامة العربية بخاصية الشعور بالانبهار, وعقدها ب "عقدة الخواجة", من دون غيرها من امم الارض, التي اخذت من الحضارة الاوروبية ما افاد, وتركت ما زاد, واخذت من التقدم الغربي ما ناسب الحساب, وتركت ما جانب الصواب؟
الله سبحانه وتعالى لم يخص الامة العربية بخاصية الانبهار وعقدة الخواجة بل هى زرع ايدينا ومن انفسنا لاننا بعدنا عن الاعتزاز بديننا وهويتنا العربية فتولد لدينا الشعور بالتبعية للغير ملأت نفوسنا روح الانهزامية والياس من اى تقدم او ابداع (عدم الثقة فى قدراتنا الداخلية)
- وهل حقا ان الغرب قد استهدف الامة العربية من دون غيرها من الامم الاخرى - التي اخذت منه واعطته وتلاقحت معه - في الترويج لحضارته, وبذل كل المحاولات المستمرة للانبهار بها؟؟
طبعا الامة العربية والاسلامية مستهدفة لان الله حباها بثروات فى اراضيها جعلتها مطمع للغرب وايضا لان لديهم الثقة اكثر منا فى ديننا فيعلمون انه لو اتيحت الفرصة للمارد الاسلامى العربى ان يخرج من قمقمه سيسيطر على العالم لذى دائما يحاولون تكبيله واتشكيكه فى قوته وقدراته لذى نجد انه عندما ينبغ لدينا اى عقول فى الطب او الكيمياء يحاولون فورا جذبها وتوفير حياة رغدة لها لديهم ام اذا رفضت المكوث لديهم وفضلت ان تنفع بلادها فانهم يقومون بتصفيتها والتخلص منها والامثلة على ذلك كثيرة
فهناك عالمة مصرية فى مجال الذرة(للاسف لااذكر اسمها) فضلت العودة لبلادها لتفيد شعبها فقاموا باغتيالها

فكيف يمكن للجاهل ان ينبهر باي اثر فني او ادبي او علمي, من دون ان يكون على وعي وعلى معرفة بهذا الاثار المُبهرة؟
فالانبهار اساسه العلم والمعرفة بالشيء. فهل نحن على درجة كبيرة من العلم والمعرفة لكي ننبهر هذا الانبهار العظيم بالغرب, ؟
وهل انبهارنا بالغرب هو انبهار الجهلة, ام انبهار العلماء؟
طبعا مما لاشك فيه انه انبهار الجهلة وليس العلماء لان اى انسان لديه عقل سينبهر بالعقول العربية والاسلامية
كما هو الحال بانبهار الغرب بقائد كخالد ابن الوليد فخططه العسكرية تدرس فى جامعاتهم الغربية
وانكارهم لوجود شخصية بعظمة وروعة عمر بن الخطاب فيقولون تلك شخصية خيالية من نسج خيالكم
وانهم اجمعوا على ان اول واعظم العظماء رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم(كتاب العظماء مائة واعظمهم محمد)

فاذا كان انبهار العلماء فنحن في حلٍ منه, لاننا لسنا جميعا بالعلماء. وان كان انبهار الجهلة - وهذا هو انبهارنا على الاغلب - فما فائدة الغرب من استعمال كافة الادوات الاستعمارية الحديثة لابهارنا,؟؟؟
للاسف عدونا لايغفل عنا ودائما يرصدنا بميكرسكوبه ونحن فى حالة غيبوبة فكرية لذى حتى لو ظهرت علينا علامات التخلف والجهل فانه لايغفل عنا لانه على يقين تام بوجود المارد بداخلنا لذى هم دائما متربصين بنا حتى لانيقظه بداخلنا

ان الفكر الغربي لم يؤثر على الفكر العربي الا بقدر ما استطاع هذا الفكر العربي ان يستوعب. فكان حال الفكر العربي حال الطالب الذي لم يُكمل المرحلة الاعدادية, وتم وضعه في ارقى جامعات الغرب لكي يتلقى تعليمه فيها. فهل يمكن له ان ينجح في هذه الجامعات.
بفضل الله ان الفكر العربى مازالت تحكمه فطرة طيبة لذى لم يستوعب الا بقدر ضئيل من الثقافة الغربية ولكن للاسف اخذ قشور ثقافتهم لان تلك هى بضاعتهم المعروضة امامنا
فهم لايروجون لعلم نافع كما ذكرت من قبل ولكن يروجون للاسفاف والتخلى عن القيم والاخلاق لذى من يشترى بضاعتهم فئة قليلة بفضل الله ولكن لو روجوا لبضاعة متميزة فاعتقد ان العقول العربية فيها من القدرات والطاقات التى تستوعب الكثير وتتفوق عليهم ايضا
(التلميذ الذى تفوق على معلمه)

ومن هنا ندرك ان الخلل ليس في الافكار الواردة او "المستوردة " كما يُطلق عليها البعض, ولكن الخلل في عدم ملاءمة التربة العربية لشروط النهضة, او الحضارة الجديدة في اغلب الاحوال
بصراحة الخلل فى بعدنا عن ديننا الذى هو اساس النهضة لذى حتى تكون التربة ملائمة يجب ان نعود الى ديننا وان تكون بها كل مقومات انبات نبته سليمة وسوية
اعتذر عن الاطالة وتقبلى مرورى
دمتى بكل خير وحفظك الله
__________________
والله لو يمحو الزمان فضائلا


"
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 20.92 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 20.28 كيلو بايت... تم توفير 0.64 كيلو بايت...بمعدل (3.04%)]