السلاام عليكم و رحمة الله و بركااته
أختي الفاضلة الكريمة
فاديـــا
حياك الله و بياك و جعل الجنة مثواي و مثواك
جزاك الله خيرا
على الموضوع المبارك الطيب
كنت البارحة قد تناقشت مع أحد الاخوة حول نفس الموضوع ألا و هو ادعاء الاتباع لمنهج السلف الصالح و ها أنذا أدخل للمنتدى و أرى موضوعك القيم و أسأل الله أن يكون تعقيبي مناسبا للموضوع الراق ...
أولا يجب معرفة تلك الطبقة التي تقترف الاكاذيب الصلعاء و الزخارف الكلامية التي توحي بالعمل الصالح و قولها مناف لعملها تحت مفهوم السلفية بالتأكيد و هذا ما ذكرتي آنفا ... و يجب القول بأن السلفية التي قد نقول أنها سلفية حقا و لكنها مقصرة من ناحيتين :
الناحية الأولى و هي عدم الاصلاح بالقول و العمل أما بصفة القول فقد ترى أن السلفيين و هذا الواقع أصفه بصفتي سلفيا و أرى ما لا يره أحد بالواقع الذي أعيشه ... أرى أن السلفيين يشكلون وسطا خاصا بهم و غير متجدر بين الطبقات بالمنطقة التي يعيشون بها كأنك ترى مسلمين و غير مسلمين و قد يعيب علينا الاخوة الغير المتماشين على المنهج باعتبار هذا تطرفا و تحيزا و تفريز للمسلمين و غير المسلمين و هذا من أكبر الأخطاء التي تقع فيها السلفية ...
ثانيا أن العمل و الاصلاح غير متوازن بالصيغة التي يجب أن نراها على السلفية كقول رسول الله صلى الله عليه و سلم "بعثتم ميسرين و لم تبعثوا معسرين" هذا القول لا أدري أن أحدا قد يعمل به من السلفيين [بالجو الذي أعيش فيه] الا من رحم ربي ، و الظاهرة التي تقع فيها السلفية أنها متناصحة فيما بينها و كما أدرجت سابقا أنها مشكلة محيط خاص بها ... و هذا خطأ يقع فيه الكثير من السلفيين اذ أن أخا في الله غير ملتح لا ترى أن أحدا من السلفيين ينصحه لكونه عاصيا لله و و ، و ما أكثر هؤلاء و أراهم يوميا .
هذا كله يندرج تحت اسم "السلفية الجوفــاء"
أما مسألة الطعن في العلماء فهذا مما آلت اليه الأمة أعني بمعنى خاص "السلفية"
و ليس فقط الطعن في العلماء و لكن حتى الطعن في الجماعات الأخرى قد نقول أنها ضالة و لكنها تكتسب غيرة على دينها قد يدفعها للدفاع عن دينها و لو عن طريق الجهل و الابتداع ... و هذا ما ينقص السلفية الى حد الان ... "الغيرة"
قد ترى أحدا يدعي أنه سلفي و يطعن في هذا و هذا و لو رأى نفسه قبل الاخرين لوجد من العيوب التي قد يعيش معها حياته كلها و لا يصلحها ...
اذ من المراد من السلفية و الاتباع اصلاح النفس و الجو الذي تعيش به و لا أعتقد أن أحدا غير مصلح لنفسه سوف يصلح جوه الذي يعيش به ...
هذا من منظور أن الذين يقولون أنهم سلفيون ...
و أقول لكل من يدعي أنه على منهج السلف الصالح بمراجعة أوراقه و البحث عن الطريق الصحيح و لا يتستر وراء هذا الجدار المنيع الذي هو "السلفية"
و أعبر عن كل من يقول أنه سلفي و عمله يخالف قوله بقول الله تعالى :
"يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كَبُرَ مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون"
فهل تريد لنفسك المقت من الله ... بئس من مقته الله
و أدرج أقوالا لأهل العلم حول شرعية التسمي بالسلفي
- شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله .
((لا عيبَ على من أظهر مذهب السلف، وانتسب إليه، واعتزى إليه؛ بل يجب قَبول ذلك منه اتفاقا؛ فإن مذهب السلف لا يكون إلا حقا …)) (كتاب التحفة المهدية لمن سأل عن معنى السلفية ، طبعة الدار الأثرية ص 20) .
2- الإمام الذهبي رحمه الله .
قال : " . . . فالسَّلَفي مستفاد مع السَّلفي ـ بفتحتين ـ وهو من كان على مذهب السلف " السير (21/6) (عند ترجمته لأبي طاهر السِّلفي من كتاب التحفة المهدية لمن سأل عن معنى السلفية ص22 طبعة الدار الأثرية) .
3- سماحة الشيخ الإمام عبد العزيز بن باز - رحمه الله-
سئل– رحمه الله - : ما تقول فيمن تسمى بالسلفي والأثري ، هل هي تزكية؟
فأجاب سماحته : (إذا كان صادقاً أنه أثري أو أنه سلفي لا بأس، مثل ما كان السلف يقول: فلان سلفي، فلان أثري، تزكية لا بد منها، تزكية واجبة).( التحفة المهدية لمن سأل عن معنى السلفية ص 35) وهي من محاضرة مسجلة بعنوان: "حق المسلم"، في 16/1/1413 بالطائف.)
وسئل أيضا عن الفرقة الناجية فقال : ( هم السلفيون وكل من مشى على طريقة السلف الصالح ) (التحفة المهدية لمن سأل عن معنى السلفية ص 25).
4- العلامة المحدث الشيخ محمد ناصرالدين الألباني رحمه الله .
سئل الشيخ الألباني عن هذا الموضوع ونص السؤال "لماذا التسمي بالسلفية ؟ أهي دعوة حزبية أم طائفية أو مذهبية ؟ أم هي فرقة جديدة في الإسلام ؟
الجواب . قال : إن كلمة السلف معروفة في لغة العرب وفي لغة الشرع ؛ وما يهمنا هنا هو بحثها من الناحية الشرعية :
فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في مرض موته للسيدة فاطمة رضي الله عنها : "فاتقي الله واصبري ، ونعم السلف أنا لك " .
ويكثر استعمال العلماء لكلمة السلف ، وهذا أكثر من أن يعد ويحصى ، وحسبنا مثالاً واحداً وهو ما يحتجون به في محاربة البدع :
وكل خير في اتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف
ولكن هناك من مدعي العلم من ينكر هذه النسبة زاعماً أن لا أصل لها! فيقول : (لايجوز للمسلم أن يقول : أنا سلفي ) وكأنه يقول : (لا يجوز أن يقول مسلم : أنا متبع للسلف الصالح فيما كانوا عليه من عقيدة وعبادة وسلوك) .
لا شك أن مثل هذا الإنكار ـ لو كان يعنيه ـ يلزم منه التبرؤ من الإسلام الصحيح الذي كان عليه سلفنا الصالح ، وعلى رأسهم النبي صلى الله عليه وسلم كما يشير الحديث المتواتر الذي في الصحيحين وغيرهما عنه صلى الله عليه وسلم : "خير الناس قرني ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم " .
فلا يجوز لمسلم أن يتبرأ من الانتساب إلى السلف الصالح ، بينما لو تبرأ من أية نسبة أخرى لم يمكن لأحد من أهل العلم أن ينسبه إلى كفر أو فسوق .
والذي ينكر هذه التسمية نفسه ، ترى ألا ينتسب إلى مذهب من المذاهب ؟! سواء أكان هذا المذهب متعلقاً بالعقيدة أو بالفقه ؟
فهو إما أن يكون أشعرياً أو ماتريدياً ، وإما أن يكون من أهل الحديث أو حنفياً أو شافعياً أو مالكياً أو حنبلياً ؛ مما يدخل في مسمى أهل السنة والجماعة ، مع أن الذي ينتسب إلى المذهب الأشعري أو المذاهب الأربعة ، فهو ينتسب إلى أشخاص غير معصومين بلا شك ، وإن كان منهم العلماء الذين يصيبون ، فليت شعري هلا أنكر مثل هذه الانتسابات إلى الأفراد غير المعصومين ؟
وأما الذي ينتسب إلى السلف الصالح ، فإنه ينتسب إلى العصمة ـ على وجه العموم ـ وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم من علامات الفرقة الناجية أنها تتمسك بما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وما كان عليه أصحابه .
فمن تمسك به كان يقيناً على هدى من ربه . . . ولا شك أن التسمية الواضحة الجلية المميزة البينة هي أن نقول : أنا مسلم على الكتاب والسنة وعلى منهج سلفنا الصالح ، وهي أن تقول باختصار : (أنا سلفي) " .[مجلة الأصالة العدد التاسع ص 86 ـ90 ] (التحفة المهدية ص 34) .
ما دعوة أنفع يا صاحبتي ..
من دعوة الغائب للغائبة ...
ناشدتك الرحمن يا قارئا ...
أن تسأل الغفران للكاتبة ...
أسأل الله لك العفو و العافية بالدنيا و الاخرة و نفعنا بعلمك و عملك
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته