وعندما تذكر حركة فتح تذكر العاصفة و رجالها الأوائل الذين أشعلوا فتيل الثورة لتنير درب العودة و الحرية و الإستقلال الوطني..
هو أحد رجالات الفتح المؤسسين لعاصفتها الخالدة..
رجل قل ما جاد الزمان بمثله،تربى على يديه الأشبال الذين حملوا الثورة لتصل إلى كل بيت و حارة..
إبتسم أعداء الحق بعد أن رحل إلى الدار الآخرة ظناً منهم بأن الثورة قد أخمدت نيرانها و أن العاصفة قد حطت أوزارها..
وخاب ظنهم و تبين أن إستشهاده كان بداية جديدة إنطلق منها أشباله ليأخذوا بالثأر و ليكملوا مشوار العودة و التحرير الذي بدأه الشهيد مع رفاق دربه..
إنه الشهيد القائد أبوعلي إياد..
محطات في حياة الشهيد البطل
الاسم الكامل :- وليد احمد نمر نصر الحسن، من مواليد قلقيلية في 12 / 1 / 1935م .
اتم تحصيله الثانوي في قلقيلية حيث حصل على شهادة المترك عام 1953 . عمل مدرساًبعد المترك مباشرة ولمدة وجيزة في مدارس قلقيلية وعزون . انهى دورة تدريبية لاعداد المعلمين في بعقوبة العراق عام 1954. عمل مدرساً في المملكة العربية السعودية منذ عام 1954 وحتى 1962 ولم يكن عمله في السعودية بعيداً عن العمل العسكري اذ كان مدرساً في دورات اعداد الجند وتثقيفهم .
في عام 1962 وفور اعلان استقلال الجزائر انتقل اليها ليعمل مدرساً ويسهم في حركة التعريب في هذا البلد العربي .
انضم الى العمل الثوري الفدائي منذ الاعلان عن انطلاق الثورة الفلسطينية في الفاتح من كانون الثاني عام 1965.
في عام 1966 انيطت به مهمة الاعداد للعمليات العسكرية في الارض المحتلة انطلاقاً من الضفة الغربية. وقد اسهم في هذه الفترة مع القائد أبي عمار في تجنيد الكثير من ابناء فلسطين لحركة فتح .
وفي هذه الفترة النضالية قاد الهجوم على بيت يوسف في 25/ 4/ 1966 وكان هذا الهجوم باعتراف القادة الاسرائيليين، من اعنف ما تعرضت له المستعمرات الاسرائيلية حتى ذلك التاريخ .
وفي الفترة ذاتها قاد عدة عمليات منها الهجوم على مستعمرات هونين، المنارة، كفار جلعادي .
في عام 1966 غادر الى سورية ليقوم هناك بتدريب واعداد قوات العاصفة، وأخذ باعداد قوافل الاشبال ورعايتهم في اطار الثورة الفلسطينية المسلحة .
وفي سورية، في معسكر الهامة المشهور اصيب اثر انفجار لغم اثناء التدريب باحدى عينيه وبساقه التي استعاض عنها بعصاه التي مازال لها ذكريات عند رفاقه الفدائيين.
عاد الى الاردن عقب حرب حزيران عام 1967 واوكلت اليه مهمة قيادة الثورة الفلسطينية في عجلون .
نفذ خلال فترة وجوده في الاردن عدة عمليات عسكرية عبر نهر الاردن استهدفت معسكرات الاحتلال ومستعمراته .

في 27/7/1971 استشهد ابو علي اياد في أحراش " جرش عجلون" .
اقامت قيادة الثورة الفلسطينية والقيادة العامة لقوات العاصفة جنازة رمزية للشهيد في 17/ 8/ 1971 انطلقت من مستشفى الهلال الاحمر الفلسطيني في المزة الى جامع فلسطين في مخيم اليرموك .
من الالقاب التي اطلقها القائد ابو عمار عليه " عمروش فلسطين" وكان اللقب حبيباً الى قلبه شأنه شأن اللقب الآخر"بطل الجبل". انتخب عضواً في اللجنةالمركزية لحركة فتح في مؤتمر الحركة العام الثاني مع انه كان موجوداً خلال المؤتمر في المستشفى. كذلك كان عضواً في القيادة العامة لقوات العاصفة .
شارك الى جانب عمله العسكري بنشاطات سياسية فكان ضمن الوفود الفلسطينية التي زارت الاقطار العربية والاشتراكية وكان آخر زياراته مع وفد الثورة وعلى راسهم " ابو عمار " الى الصين. اسهمت علاقاته الودية مع القادة العراقيين في تسهيل امداد الفدائيين في الكرامة بالسلاح . كما واسهمت علاقاته الوطيدة بالسوريين في ظهور ما عرف باجازة فتح وهي الورقة التي كانت الدائرة العسكرية في فتح تصدرها لتسهيل التحرك بين الاقطار العربية .
نعي الشهيد ابو عمار للقائد ابو علي اياد بسم الله الرحمن الرحيم
"إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعداً عليه في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به".
صدق الله العظيم
يا إخواني ونحن نحتفل اليوم ونحن ننحني إجلالاً واحتراماً وتقديساً لهؤلاء الشهداء الأبرار الذين سقطوا على درب فلسطين على درب القدس الشريف، شاء من شاء وأبى من أبى. القدس عاصمة دولة فلسطين نعم القدس الشريف عاصمة دولة فلسطين شاء من شاء وأبى من أبى (واللي مش عاجبه يشرب من بحر غزة)، أقولها ليس باسمي وليس باسم هؤلاء الأخوة وليس باسم إخوتنا العرب من المحيط الى الخليج وليس باسم أمتنا الإسلامية وليس باسم العالم المسيحي فقط ولكن أقولها كذلك باسم هؤلاء الشهداء الأبرار الذين سقطوا على الطريق الى القدس نعم على الطريق الى القدس يا أبا صبري ويا أبا علي اياد نعم من الشهداء الذين سقطوا من أحمد موسى الى آخر شهيد سقط على درب الشهادة... يحيى عياش.
عندما انطلقنا ولا زلت أذكر تلك المواقف الأصيلة التي لولاها لما استمرت الثورة تلك المواقف الأصيلة التي وقفها الأخوان الشهيدان أبو صبري وأبو علي اياد مع إخوانهم الشهداء وأقول هذا باعتزاز فحركتكم حركة فتح نحن لا نقول تقدموا بل قدمنا شعارنا فاتبعونا لذلك فنحن نتبع هؤلاء الشهداء الأبرار نتبعهم نتبعهم الى القدس لأننا قلنا دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشريف ( واللي مش عاجبه يشرب من البحر الميت )، هذا ليس نداء فلسطينياً فقط إنما كان النداء حتى في آخر اجتماع جمع العرب ولأول مرة بعد ست سنوات على أرض الكنانة في القاهرة قاهرة المعز وكان هذا النداء دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.
دربنا ليس بسهل إطلاقاً ونعرف ذلك ولكن استبشروا فاجتماع القاهرة لم يكن لقاء عادياً ومرة أخرى فإنه يعيد اللحمة ويعيد التضامن لأمتنا العربية بعد أزمة الخليج.
أقول لأخي السفير المغربي أن يبلغ جلالة الملك الحسن الثاني أننا نريد اجتماعاً عاجلاً للجنة القدس وللجنة الرئاسية للمؤتمر الإسلامي أو لكليهما معاً كما يريد وكما يرغب حتى نجيب لماذا يحاولون تزوير الحقائق وهذا القرار الأخير الخطير الذي صدر في المحكمة الإسرائيلية بالسماح بالصلاة في باحة الحرم الشريف أقول لهم لا، هذه أولى القبلتين... أولى القبلتين... أولى القبلتين.
نعم إنه لا بقرار محكمة عليا ولا كبرى ولا متوسطة لا بل القرار إلهي { سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله..} فهذه إرادة الله العلي القدير.
إخواني: هناك محاولات كثيرة الآن يعملون نفس المشكلة التي حصلت في الحرم الإبراهيمي الشريف واليوم اجتمعت لجنة القدس بخصوص هذا القرار لنرى ماذا نفعل بخصوص هذا القرار لنرى ماذا نفعل أمام هذا الحدث الخطير الذي يحاول تحويل الحرم الشريف والمسجد القدسي المبارك الى منطقة للصلاة لليهود.
نحن لسنا ضد اليهود ولكن الاعتداء على مساجدنا والاعتداء على مقدساتنا لن نسمح به وإن كنا نحن الفلسطينيين قد سمحنا به فلن يسمح به العرب ولا المسلمون ولا المسيحيون ولذلك أقول نحن مع السلام العادل والشامل الدائم على جميع المسارات العربية المسار اللبناني، الفلسطيني والسوري ولن يكون سلاماً عادلاً وشاملاً الا إذا كان على جميع المسارات العربية.
وأرى أن الالتزام بالاتفاقات يجب أن يكون من الطرفين وليس من طرف واحد إطلاقاً.
إن القدس عاصمة دولة فلسطين وهي جزء من الأراضي التي احتلت عام 1967 وينطبق عليها القراران 242، 338 اللذان هما أساس وأرضية لمؤتمر مدريد للسلام، الأرض مقابل السلام، وليس الأمن مقابل السلام..
إخواني أخواتي..
أعود وأشدد على ضرورة التزام الطرفين بالاتفاقات، فلا أحد يستطيع أن يغطي قرص الشمس بأصابع يديه فالقدس عاصمة دولة فلسطين وأقول لاخوتي الشهداء كل شيء رخيص في سبيل القدس والعهد هو العهد والقسم هو القسم وسنستمر حتى القدس حتى القدس حتى القدس.