عرض مشاركة واحدة
  #45  
قديم 27-12-2007, 04:22 PM
الصورة الرمزية فراشة المنتدى
فراشة المنتدى فراشة المنتدى غير متصل
قلم مميز ومشرفة سابقة
 
تاريخ التسجيل: Jun 2006
مكان الإقامة: -
الجنس :
المشاركات: 1,967
047 تكمله السورة الكريمة يونس


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نعود معا باذن الله تعالى لتكمله تدبر سورة يونُس


· أفعال الناس تجاه قضاء الله تعالى:

الآيات تواجه المتعجبون من قدر الله ولكن أفعالهم أشد غرابة
(فَلَمَّا أَنجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنفُسِكُم
مَّتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَينَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) آية 23 .
فبعد أن نجاهم الله تعالى بغوا في الأرض بغير الحق
فكيف يلجأ الناس إلى الله تعالى فقط في ساعة الشدة ويعرفون أن لهم رباً يلجأؤون إليه
ثم يتكبرون بعد النجاة وكأن نجاتهم كانت من عند أنفسهم...


· قصص الأنبياء عن التوكل على الله:
عرضت السورة قصص ثلاث من الأنبياء الذين توكلوا على الله فنجاهم الله تعالى ؛
وقد عرضت السورة الجزئية الخاصة بالتوكل في كل قصة من القصص المذكورة وهذا لخدمة هدف السورة.
وهذه القصص تؤكد أن المؤمنين بقضاء الله وقدره يتكلون على الله والذين لا يؤمنون هم المشككون والمجادلون في حكمة الله وعدله:
o قصة نوح الذي توكل على الله تعالى فأنجاه الله ومن معه
(وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُم مَّقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللّهِ
فَعَلَى اللّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُواْ أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُواْ إِلَيَّ وَلاَ تُنظِرُونِ) آية 71



o قصة موسى مع فرعون
(وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ *
فَقَالُواْ عَلَى اللّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) آية 84 و 85.



o قصة قوم يونس
(فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّآ آمَنُواْ كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الخِزْيِ فِي الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ) آية 98.

وقد يتبادر الى الذهن لماذا أغرق الله تعالى فرعون بعدما قال أنه آمن ونجّا قوم يونس
والحالتان متشابهتان نوعاً ما؟

في حالة فرعون
نقول أن الله تعالى علم وهو علاّم الغيوب أنفرعون إنما قال آمنت أضطراراً لا إختياراً
ولو عاد إلى الدنيا لضلّ وأضل ولم يكن كلماته صادقة بأنه آمن
(وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ
قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِـهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ *
آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ) آية 90 و91.

وقال الإمام الفخر: آمن فرعون ثلاث مرات
أولها قوله (آمنت)
وثانيها (لا إله إلا الذي آمنت به بنو اسرائيل)
وثالثها (وأنا من المسلمين)
فما السبب في عدم قبول إيمانه؟
والجواب أنه إنما آمن عند نزول العذاب والإيمان في هذا الوقت غير مقبول
لأنه يصير الحال حال إلجاء فلا تنفع التوبة ولا الإيمان .....
قال تعالى: (فلم يك ينفعهم إيمانهم لمّا رأوا بأسنا).

في حالة قوم يونس عليه السلام
فقد علم الله تعالى أنهم سيكونون مؤمنين حقاً فعفا عنهم وكانوا على وشك الهلاك بعذاب الله
لكنهم حسن إيمانهم وقد أثبت التاريخ ذلك فأصبحوا قوماً صالحين طائعين مؤمنين،
والله تعالى يريد من عباده إيمان الإختيار لا إيمان الإكراه والاضطرار
(فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّآ آمَنُواْ كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الخِزْيِ فِي الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ) آية 98
فمن كان ليعلم هذا إلا الله الحكيم العليم ولهذا علينا أن نؤمن بقضاء الله وقدره لأنه ليس عبثاً
ولكن لكل أمر حكمة قد نعلمها
وقد يخفيها الله تعالى عنا وهذا ليمتحن صدق إيماننابه
فلو علمنا الحكمة من كل شيء فما قيمة إيماننا بالغيب إذن؟

· ختام السورة:
(وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ *
وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِّنَ الظَّالِمِينَ) الآيات 105 – 106
كيف نتعامل مع قضاء الله بالجديّة والتوكل على الله ؟؟؟؟
ثم تأتي الآية فيها توجيه الرسول صلى الله عليه وسلم للمؤمنين
. بالتوكل على الله ؛
. واللجوء إليه ؛
. والصبر على ما يلقوه من الأذى في سبيل الله ؛
والإستمساك بشريعة الله تعالى ؛
فهو سبحانه الحكيم العدل (وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّىَ يَحْكُمَ اللّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ) آية 109.


سميّت السورة بـ (سورة يونس)

لذكر قصته عليه السلام فيها وماتضمنته من العبرة والعظة برفع العذاب عن قومه حين آمنوا
بعد أن كاد يحل بهم العذاب والبلاء ؛
وهذه من الخصائص التي خصّ الله تعالى بها قوم يونس لصدق توبتهم وإيمانهم وأن الله لا يظلم الناس
فلو علم صدق إيمان أي عبد من عباده ينجيه في الدنيا والآخرة لأنه هو الحكيم العدل.

وفي خواطر الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله
لما سئل عن ورود قصة نوح وموسى عليهما السلام مع فرعون ويونس عليه السلام
مجتمعين في هذه السورة ؛؛
قال أن الذي يجمع بينهم هو الماء
فالله تعالى أغرق قوم نوح بالماء ، وأغرق فرعون بالماء ؛
أما يونس فقد نجاه الله من بطن الحوت بعد أن قذف في الماء.
فالماء كان مرة مصدر هلاك ومرة مصدر نجاة فسمّى الله تعالى السورة
باسم من نجّاه من الماء وهو يونس عليه السلام،
والله أعلم.




انتهت السورة الكريمة يونس
والى لقاء قريب باذن الله تعالى مع سورة كريمة من كتاب الله عز وجل
__________________
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 26.03 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 25.40 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.43%)]