عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 11-12-2007, 11:46 AM
الصورة الرمزية طالبة العفو من الله
طالبة العفو من الله طالبة العفو من الله غير متصل
مشرفة سابقة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2007
مكان الإقامة: الإسكندرية
الجنس :
المشاركات: 5,524
الدولة : Egypt
افتراضي

- المفاضلة بين عائشة وفاطمة :
- وقال العلامة ابن القيم – رحمه الله - :" الخلاف في كون عائشة أفضل من فاطمة أو فاطمة أفضل إذا حرر محل التفضيل صار وفاقاً ، فالتفضيل بدون التفصيل لا يستقيم فإن أريد بالفضل كثرة الثواب عند الله – عز وجل – فذلك أمر لا يطلع عليه إلا بالنص لأنه بحسب تفاضل أعمال القلوب لا بمجرد أعمال الجوارح ، وكم من عاملين أحدهما أكثر عملا بجوارحه والآخر أرفع درجة منه في الجنة ، وإن أريد بالتفضيل بالعلم فلا ريب أن عائشة أعلم ,أنفع للأمة وأدت إلى الأمة من العلم ما لم يؤد غيرها واحتاج إليها خاص الأمة وعامتها ، وإن أريد بالتفضيل شرف الأصل وجلالة النسب فلا ريب أن فاطمة أفضل فإنها بضعة من النبي – صلى الله عليه وسلم – وذلك اختصاص لم يشركها فيه غير أخواتها ، وإن أريد السيادة ففاطمة سيدة نساء الأمة وإذا ثبتت وجوه التفضيل وموارد الفضل وأسبابه صار الكلام بعلم وعدل ، وأكثر الناس إذا تكلم في التفضيل لم يفصل جهات الفضل ، ولم يوازن بينهما فيبخس الحق وإن انضاف إلى ذلك نوع تعصب وهوى لمن يفضله تكلم بالجهل والظلم " ( بدائع الفوائد 3/161-162 – فتح الباري 7/109 ) .

- ثانيا ً : سودة بنت زمعة – رضي الله عنها - :

- قال الذهبي :" هي أول من تزوج بها النبي – صلى الله عليه وسلم – بها النبي بعد خديجة ، وانفردت به نحواً من ثلاث سنين أو أكثر حتى دخل بعائشة ، وكانت سيدة جليلة نبيلة ... وهي التي وهبت يومها لعائشة رعاية لقلب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – " ( سير أعلام النبلاء 2/266-267) .

- ومن حرصها على ابقاء في عصمة النبي – صلى الله عليه وسلم – أنها آثرت يومها لعائشة إيثاراً منها لرضاه عليه الصلاة والسلام وحباً في المقام معه لتكون من أزواجه في الدنيا والاخرة ، فكان النبي يقسم لنسائه ولا يقسم لها وهي راضية بذلك مؤثرة رضى رسول الله – رضي الله عنها - .

- ثالثاً : عائشة – رضي الله عنها وأرضاها - :
- هي عائشة بنت أبي بكر الصديق وأمها أم رومان بنت عامر الكنانية .
- كانت أحب أزواج النبي – صلى الله عليه وسلم – إليه وهي المبرأة من فوق سبع سماوات الصديقة بنت الصديق .
- لم يتزوج رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بكراً غيرها ولم ينزل الوحي عليه في لحاف امرأة سواها ، وبسببها شرع التيمم ونزل القرآن ببراءتها وطهرها عندما رميت بالإفك آيات تتلى حتى قيام الساعة .
- وكانت أعلم نساء النبي – صلى الله عليه وسلم – بل هي أعلم النساء على الإطلاق .
- كان الأكابر من أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم – يرجعون إلى قولها ويستفتونها .
- كانت وفاتها سنة ثمان وخمسين وصلى عليها أبو هريرة – رضي الله عنهم أجمعين - .

- من مناقبها :
- ما رواه البخاري أن عمرو بن العاص سأل النبي – صلى الله عليه وسلم - :" أي الناس أحب إليك قال عائشة قلت : من الرجال قال: أبوها " .
- وهذا الحديث فيه منقبة عظيمة لأم المؤمنين عائشة وهي أنها أحب الناس إلى قلبه ، قال الحافظ الذهبي :" وهذا خبر ثابت على رغم أنوف الروافض وما كان عليه الصلاة والسلام ليحب إلا طيبا ... فأحب أفضل رجل من أمته وأفضل امرأة من أمته ، فمن أبغض حبيبي رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فهو حري أن يكون بغيضاً إلى الله ورسوله ، وحبه عليه السلام لعائشة كان أمراً مستفيضاً " ( سير أعلام النبلاء 2/142 ) .

- ومن مناقبها :
- أن جبريل أرسل إليها سلامه مع النبي – صلى الله عليه وسلم - ، فقد روى البخاري عن عائشة قالت :" قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يوما يا عائش هذا جبريل يقرئك السلام ، فقلت : وعليه السلام ورحمة الله وبركاته ترى ما لا أرى – تريد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – " .

- ومن مناقبها : ما رواه الشيخان عن ابي موسى الأشعري قال :" كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا مريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون وفضل عائشة على النساء كفضل الثؤيد على سائر الطعام " .

- من مناقبها
عدم قبول النبي – صلى الله عليه وسلم – الشكوى في حقها :
- في البخاري :" كان الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة، قالت عائشة: فاجتمع صواحبي إلى أم سلمة، فقلن: يا أم سلمة، والله إن الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة، وإنا نريد الخير كما تريده عائشة، فمري رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأمر الناس: أن يهدوا إليه حيثما كان، أو حيثما دار، قالت: فذكرت ذلك أم سلمة للنبي صلى الله عليه وسلم، قالت: فأعرض عني، فلما عاد إلي ذكرت له ذلك فأعرض عني، فلما كان في الثالثة ذكرت له فقال: يا أم سلمة لا تؤذيني في عائشة، فإنه والله ما نزل علي الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها " .

- أخرج مسلم في صحيحه :" أرسل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة، بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فاستأذنت عليه وهو مضطجع معي في مرطي. فأذن لها. فقالت: يا رسول الله! إن أزواجك أرسلنني إليك يسألنك العدل في ابنة أبي قحافة. وأنا ساكتة. قالت فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم "أي بنية! ألست تحبين ما أحب؟" فقالت: بلى. قال "فأحبي هذه" قالت، فقامت فاطمة حين سمعت ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم. فرجعت إلى أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرتهن بالذي قالت. وبالذي قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقلن لها: ما نراك أغنيت عنا من شيء. فارجعي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقولي له: إن أزواجك ينشدنك العدل في ابنة أبي قحافة. فقالت فاطمة: والله! لا أكلمه فيها أبدا. قالت عائشة: فأرسل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش، زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وهي التي كانت تساميني منهن في المنزلة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولم أر امرأة قط خيرا في الدين من زينب. وأتقى لله. وأصدق حديثا. وأوصل للرحم. وأعظم صدقة. وأشد ابتذالا لنفسها في العمل الذي تصدق به، وتقرب به إلى الله تعالى. ما عدا سورة من حد كانت فيها. تسرع منها الفيئة. قالت، فاستأذنت على رسول الله صلى الله عليه وسلم. ورسول الله صلى الله عليه وسلم مع عائشة في مرطها. على الحالة التي دخلت فاطمة عليها وهو بها. فأذن لها رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقالت: يا رسول الله! إن أزواجك أرسلنني إليك يسألنك العدل في ابنة أبي قحافة. قالت ثم وقعت بي. فاستطالت علي. وأنا أرقب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأرقب طرفه، هل يأذن لي فيها. قالت فلم تبرح زينب حتى عرفت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكره أن أنتصر. قالت فلما وقعت بها لم أنشبها حين أنحيت عليها. قالت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتبسم "إنها ابنة أبي بكر " .

- والعدل الذي كن يسألن عنه هو التسوية بينهن في المحبة القلبية ، فقد كان – ومن خصائصها ومناقبها التي دلت على عظيم شأنها ورفعة مكانتها شهادة الباري جل وعلا لها بالبراءة مما رميت به من الإفك وبرأها مما رماها به أهل الإفك في عذرها وبراءتها وطهرها .

- قال ابن القيم :" أنزل في عذرها وبراءتها وحياً يتلى في محاريب المسلمين وصلواتهم إلى يوم القيامة وشهد لها بأنها من الطيبات ووعدها المغفرة والرزق الكريم ، وأخبر سبحانه أن ما قيل فيها من الإفك كان خيرا لها ولم يكن ذلك الذي قيل فيها شراً لها ولا خافضاً من شأنها بل رفعها الله بذلك وأعلى قدرها وأعظم شأنها وصار لها ذكراً بالطيب والبراءة بين أهل الأرض والسماء فيالها منقبة ما أجلها وتأمل هذا التشريف والإكرام الناشيء عن فرط تواضعها واستصغارها لنفسها حيث قالت :" ولشأني في نفسي كان أحقر من أن يتكلم الله في بوحي يتلى ولكن كنت أرجو أن يري الله رسول الله رؤيا يبرئني الله بها " .

- ومما كان لها تشريفا أنها كانت سببا في نزول آية التيمم ، ففي البخاري أن " عائشة – رضي الله عنها – استعارت من أسماء قلادة فهلكت فأرسل رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ناساً من أصحابه في طلبها فأدركتهم الصلاة فصلوا بغير وضوء فلما أتوا النبي – صلى الله عليه وسلم – شكوا ذلك إليه فنزلت آية التيمم فقال أسيد بن حضير :جزاك الله خيراً فوالله ما نزل بك أمر قط إلا جعل لك منه مخرجاً وجعل فيه للمسلمين بركة "

- ومن فضائلها أن النبي – صلى الله عليه وسلم – لما لحق بالرفيق الأعلى كان في بيتها وبين سحرها ونحرها وكان مسنداً ظهره إلى صدرها وجمع الله بين ريقه وريقها في آخر ساعة من ساعاته في الدنيا وأول ساعة من الآخرة ودفن في بيتها .

- فقد روى البخاري في صحيحه عن عائشة قالت :" أن رسول الله لما كان في مرضه جعل يدور بين نسائه ويقول :" أين أنا غداً ؟ " - حرصاً على بيت عائشة واستبطاء ليوم عائشة – فلما كان يومي قبضه الله بين سحري ونحري " .

- رابعاً : حفصة بنت عمر – رضي الله عنهما - :

- ولدت – رضي الله عنها – قبل المبعث بخمس سنين وتوفيت سنة خمس وأربعين .
- البخاري 3783 :" أن عمر بن الخطاب، حين تأيمت حفصة بنت عمر من خنيس بن حذافة السهمي، وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قد شهد بدرا، توفي بالمدينة، قال عمر: فلقيت عثمان بن عفان، فعرضت عليه حفصة، فقلت: إن شئت أنكحتك حفصة بنت عمر، قال: سأنظر في أمري، فلبث ليالي، فقال: قد بدا لي أن لا أتزوج يومي هذا. قال عمر: فلقيت أبا بكر، فقلت: إن شئت أنكحتك حفصة بنت عمر، فصمت أبو بكر فلم يرجع إلي شيئا، فكنت عليه أوجد مني على عثمان، فلبثت ليالي ثم خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنكحتها إياه، فلقيني أبو بكر فقال: لعلك وجدت علي حين عرضت علي حفصة فلم أرجع إليك؟ قلت: نعم، قال: فإنه لم يمنعني أن أرجع إليك فيما عرضت، إلا أني قد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ذكرها، فلم أكن لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولو تركها لقبلتها " .

- قال الذهبي – رحمه الله - :" وروي أن النبي – صلى الله عليه وسلم – تطليقه ثم راجعها بأمر جبريل عليه السلام له بذلك وقال :" إنها صوامة قوامة وهي زوجتك في الجنة " ( سير أعلام النبلاء 2/228) .

- وفي ما ذكرناه دلالة على أنها كانت على قدر كبير وجانب عظيم من رفعة مكانتها وجلالة قدرها – رضي الله عنها وأرضاها - .

- خامساً : زينب بنت خزيمة – رضي الله عنها - :
- يقال لها أم المساكين لكثرة إطعامها المساكين وهي من بني عامر بن صعصعة وتوفيت ورسول الله – صلى الله عليه وسلم – حي .
- فيكفيها شرفاً وفخراً أنها احدى أمهات المؤمنين اللاتي ضرب عليهن الحجاب والللاتي هن أزواج نبيه في الدنيا والآخرة .
- كانت وفاتها سنة أربع للهجرة – رضي الله عنها وأرضاها - .

- سادساً : أم سلمة – رضي الله عنها - :

- اسمها هند بنت أبي أميمة القرشية المخزومية .
- روى الإمام مسلم في صحيحه عن أم سلمة قالت :" سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول :" ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول : إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم آجرني في مصيبتي وأخلف لي خيراً منها إلا أخلف الله له خيراً منها " قالت : فلما مات أبو سلمة قلت : أي المسلمين خير من أبي سلمة أول بيت هاجر إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ثم إني قلتها فأخلف الله لي رسول الله – صلى الله عليه وسلم ، أرسل لي رسول – صلى الله عليه وسلم – حاطب بن أبي بلتعة يخطبني لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – " .

- من مناقبها أنها تشرفت برؤية جبريل حيث رأته عليه السلام في صورة دحية الكلبي ، فقد روى الشيخان في صحيحيهما عن أبي عثمان قال :" أنبئت أن جبريل أتى النبي – صلى الله عليه وسلم – وعنده أم سلمة فجعل يتحدث فقال النبي – صلى الله عليه وسلم –لأم سلمة من هذا ؟ أو كما قال قالت هذا دحية فلما قام قالت والله ما حسبته إلا إياه حتى خطبه النبي – صلى الله عليه وسلم – يخبر خبر جبريل "

- قال الإمام النووي :" وفيه منقبة لأم سلمة – رضي الله عنها – وفيه جواز رؤية البشر الملائكة " .

- قال العلامة ابن القيم :" ومن خصائصها : أن جبريل دخل على النبي – صلى الله عليه وسلم – وهي عنده فرأته في صورة دحية الكلبي " .( جلاء الأفهام ص 136 ) .

- أكرمها الله بالصواب والسداد فيما تشير به ومن ذلك لما أشارت به على النبي – صلى الله عليه وسلم – عام الحديبية حينما أمر الصحابة أن يحلقوا رؤوسهم وينحروا هديهم فتثاقلوا ذلك طمعاً منهم في أن يدخلوا مكة ويطوفوا بالبيت .

- فقد روى البخاري في صحيحه :" فلما فرغ من قضية الكتاب، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: (قوموا فانحروا ثم احلقوا). قال: فوالله ما قام منهم رجل حتى قال ذلك ثلاث مرات، فلما لم يقم منهم أحد دخل على أم سلمة، فذكر لها ما لقي من الناس، فقالت أم سلمة: يانبي الله، أتحب ذلك، اخرج لا تكلم أحدا منهم كلمة، حتى تنحر بدنك، وتدعو حالقك فيلحقك. فخرج فلم يكلم أحدا منهم حتى فعل ذلك، نحر بدنه، ودعا حالقه فحلقه، فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا وجعل بعضهم يحلق بعضا، حتى كاد بعضهم يقتل غما" .

- فهذه الأدلة فيها أنها كانت عظيمة القدر والمكانة وهي آخر أزواج النبي – صلى الله عليه وسلم – موتاً وقيل ميمونة .

- سابعاً :زينب بنت جحش – رضي الله عنها - :
- هي زينب بنت جحش كانت من سادة النساء دينا وورعاً وجوداً ومعروفاً رضي الله عنها وكانت وفاتها سنة عشرين .
- من مناقبها أنها كانت تقول :" زوجكن أهاليكن وزوجني الله تعالى من فوق سبع سماوات " . ( البخاري ) .
- وذلك لقول الله تعالى { وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً }
- قال الإمام الذهبي :" فزوجها الله تعالى بنبيه بنص كتابه بلا ولي ولا شاهد فكانت تفخر بذلك على أمهات المؤمنين وتقول زوجكن أهاليكن وزوجني الله من فوق عرشه " ( سير أعلام النبلاء 2/211 ) .
- في الصحيحين أن نساءه سألنه :" أينا أسرع بك لحوقا؟ قال: (أطولكن يدا). فأخذوا قصبة يذرعونها، فكانت سودة أطولهن يدا، فعلمنا بعد: أنما كانت طول يدها الصدقة، وكانت أسرعنا لحوقا به، وكانت تحب الصدقة " .
- لأن زينب كانت قصيرة فعلمن أن المقصود بطول اليد الصدقة وكانت – رضي الله عنها – كثيرة الصدقة .
- روى الإمام مسلم في صحيحه :" تقول عائشة عن زينب لم أر امرأة قط خيراً في الدين من زينب وأتقى لله وأصدق حديثاً وأوصل للرحم وأعظم صدقة وأشد ابتذالا لنفسها في العمل الذي تصدق به وتتقرب به إلى الله ما عدا سورة من حدة بها " .
- قال الإمام الذهبي :" ويروى عن عمرة عن عائشة قالت : يرحم الله زينب لقد نالت في الدنيا الشرف الذي لا يبلغه شرف إن الله زوجها ونطق به القرآن وإن رسول الله قال لنا :" أسرعكن لحوقاً أطولكن باعاً " فبشرها بسرعة لحوقها به وهي زوجته في الجنة " ( السير 2/215 ) .

- ثامناً : جويرية بنت الحارث :

- هي جويرية بنت الحارث من بني المصطلق .
- وجاءت إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – وطلبت منه أن يعينها على مكاتبتها لنفسها عل ثابت بن قيس فعرض عليها النبي ما هو خير لها في العاجل والآجل وهو أن يؤدي عنها ما كاتبها لنفسها فوافقت على ذلك وأسلمت وتزوجها سيد الخلق وأطلق لها أسارى من قومها .
- توفيت – رضي الله عنها – سنة خمسين للهجرة .

- تاسعاً : أم حبيبة – رضي الله عنها - :
- هي رملة بنت أبي سفيان رضي الله عنها قال الذهبي – رحمه الله - :" وهي من بنات عم الرسول – صلى الله عليه وسلم – وليس في أزواجه من هي أقرب نسباً إليه منها ولا في نسائه من هي أكثر صداقاً منها ولا من تزوج بها وهي نائية الدار أبعد منها ، عُقد له – صلى الله عليه وسلم – عليها بالحبشة وأصدقها عنه صاحب الحبشة وأصدقها عنه صاحب الحبشة أربع مائة دينار وجهزها بأشياء " ( السير 2/219) .

- ومما زاد في قدرها وعلو شأنها أنها أكرمت فراش رسول الله – صلى الله عليه وسلم – من أن يجلس عليه أبوها لما قدم المدينة لعقد الهدنة بين الرسول – صلى الله عليه وسلم – وبين قريش ومنعته من الجلوس عليه لأنه كان يومئذ على الشرك ولم يكن قد أسلم .

- كانت شديدة الخوف من الله – عز وجل – ومن العابدات الورعات فقد روى الحاكم عن عوف بن الحارث قال :" سمعت عائشة تقول دعتني أم حبيبة زوج النبي – صلى الله عليه وسلم - عند موتها.
فقالت: قد كان بيننا ما يكون بين الضرائر، فغفر الله ذلك كله وتجاوز وحللتك من ذلك كله فقالت عائشة: سررتني سرّك الله وأرسلت إلى أم سلمة، فقالت لها مثل ذلك وتوفيت: سنة أربع وأربعين، في إمارة معاوية -رضي الله تعالى عنهما- " .

- العاشرة : صفية بنت حيي بن أخطب :

- كانت – رضي الله عنها – ذات حسب وجمال ودين وكانت وفاتها سنة اثنتين وخمسين في خلافة معاوية – رضي الله عنها - .

- الحادية عشر : ميمونة بنت الحارث – رضي الله عنها - :
- تسميتها باسم " ميمونة : إنما سماها بهذا الاسم المبارك هو النبي – صلى الله عليه وسلم – كما أخرجه الحاكم بإسناد صحيح عن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال :" كان اسم خالتي ميمونة برة فسماها رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ميمونة " المستدرك 4/30 .

- حقوق أمهات المؤمنين :


- هؤلاء هن أمهات المؤمنين اللاتي يجب على كل مسلم الإقرار بفضلهن والاعتراف بعظم منزلتهن وأنهن أمهات المؤمنين كما أطلق الله ذلك عليهن وأن من طعن فيهن أو واحدة منهن كان بعيدا عن الله ورسوله وعباده المؤمنين .

- إن الإسلام الذي نؤمن به قد جعل لألأم منزلة عظيمة ، ومكانة سامية ، وحسبها شرفاً وفخراً أن يوصي الرسول – صلى الله عليه وسلم – أحد أصحابه وقد جاء يسأله :" من أحق الناس بحسن صحابتي قال : أمك قال ثم من ؟ قال : أمك قال ثم من قال أمك قال ثم من ؟ قال أبوك " .

- وأمهات المؤمنين حقهن أكبر وأسمى من أمهات العصب والدم في المكانة ، وأعلى منزلة ، لذلك الأدب مع أمهات المؤمنين يكون كما يأتي :

- أولا ً : الترضي عليهن والصلاة عليهن :
- جاء الصحابة إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – كما في الصحيح أنهم قالوا :" يا رسول الله كيف نصلي عليك ؟ قال : قولوا : اللهم صلّ على محمد وعلى أزواجه وذريته كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد وعلى أزواجه وذريته كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد " .

- وعندما يفعل المرء ذلك فإنه علامة على تمام دينه ومن حسن أدبه ، ألم يطلب منا النبي أن نصلي عليهن كما نصلي عليه .

- ثانياً : معرفة فضلهن ومحبتهن :
- قال أبو بكر الباقلاني :" ويجب أن يعلم أن خير الأمة أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وأفضل الصحابة العشرة الخلفاء الراشدون الأربعة – رضي الله عن الجميع - ونقر بفضل أهل البيت – بيت رسول الله – وأنهن أمهات المؤمنين ، ونبدع ونفسق ونضلل من طعن فيهن أو في واحدة منهن لنصوص الكتاب والسنة في فضلهم ومدحهم والثناء عليهم فمن ذكر خلاف ذلك كان فاسقاً للكتاب والسنة نعوذ بالله من ذلك " ( الانصاف فيما يجب اعتقاده ولا يجوز الجهل به ص 68 ) .

- ثالثاً : الإقتداء بهن ودراسة سيرتهن :
- ومن حسن الأدب مع أمهات المؤمنين الإقتداء بهن في كل شيء .
- فمثلا لقد ضربت أمهات المؤمنين أروع الأمثلة في طاعة الزوجة لزوجها مهما كلفتها الطاعة من مشاق .
- فهذه خديجة رضي الله عنها تتقدم على زوجات النبي – صلى الله عليه وسلم – في نصرة الزوج وتصديق النبي من أول لحظة بعث فيها إلى الناس بشيراً ونذيراً ، وتقف بجانبه في أصعب اللحظات كما :" كلا أبشر. فوالله! لا يخزيك الله أبدا. والله! إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق " .
- وفي العلم الشرعي والتفقه في الدين
- وفي حسن العشرة والصبر على خشونة العيش نجد أنهن جميعا يضربن أروع الأمثلة في ذلك ، فهذه رملة بنت أبي سفيان – أم حبيبة – أم المؤمنين – رضي الله عنها – فقد كانت تحفظ من أحاديث النبي – صلى الله عليه وسلم – ما يزيد على الألفي حديث .
- وكانت تفتي من يسألها من رجال ونساء في أدق المسائل ما يصعب على غيرها وماذاك إلا لقربها من رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال هشام بن عروة عن أبيه :" ما رأيت أحداً أعلم بفقه ولا بطب ولا بشعر من عائشة " .
- فعلى كل طالب للعلم أن يجعل من سيرة أم المؤمنين نبراساً له وسراجا مضيئا له ، فإنها نعم الأم ونعم المثل ونعم القدوة .
- وفي مجال الاجتهاد في العبادة والزهد وكلهن – رضي الله عنهن – مثل لذلك ، إلا أن حفصة بنت عمر – رضي الله عنها – تسبقهن في ذلك .
- فهذا جبريل – عليه السلام – ينزل من السماء فيقول للرسول – صلى الله عليه وسلم – وقد طلق النبي حفصة :" أرجع حفصة فإنها صوامة قوامة وإنها زوجتك في الجنة " .
- وفي مجال التصدق على الفقراء والإحسان إليهن ، لا نستطيع أن ننكر على إحداهن – رضي الله عنهن أنها لم تتصدق على الفقراء وتحسن إليهن ، إلا أننا نجد زينب بنت جحش – رضي الله عنها – تتفوق على غيرها في هذا المجال ، وقد شهد لها الرسول بذلك .
- فقال :" أسرعكن لحاقاً بي أطولكم يدا " .
- فكانت أول من لحق بالنبي – صلى الله عليه وسلم – لأنها كانت أول من توفي من نساء النبي ولحق به ، لقد كانت سخية كريمة خيرة ، تتصدق على الفقراء والمساكين .
- وفي اجتهادهن في إرضاء النبي – صلى الله عليه وسلم – والبعد عن كل شيء قد يُظن – مجرد الظن – أنه قد يسيء إلى شخص النبي – صلى الله عليه وسلم – فهذه رملة بنت أبي سفيان ن أم حبيبة – أم المؤمنين – يأتي إليها أبوها وهو مشرك قبل فتح مكة ، ويدخل عليها بيتها ويهم بالجلوس على فراش رسول الله – صلى الله عليه وسلم - .
- فتخطف فراش رسول الله قبل أن يصل إليه وتعلن له صراحة بأنه لا يمكن له أن يقترب من فراش رسول الله الطاهر حتى لا ينجسه ، أو حتى لا يسيء إلى رسول الله وهو ما يزال بعد مشركا .
- عندما ظنت – مجرد الظن – أنه يسيء إلى زوجها إذا غاب عنها في نفسها وماله فهكذا يجب على كل امرأة أن تبالغ في إرضاء زوجها كما فعلت أم حبيبة – رضي الله عنها - .

- ثالثاً : من الأدب معهن الذب عنهن والوقوف في وجه من يسيء إليهن :
- كان سلفنا الصالح منذ عهد الصحابة إلى عصرنا هذا ، لا يزال الصالحون يضعون أمهات المؤمنين في مكانة عالية ولا يسمحون لأي شائن مبغض أن يطعن فيهن .
- بل يرون ذلك من أفضل القربات والجهاد في سبيل الله في الذب عنهن وتوقيرهن واحترامهن وحسن الأدب معهن .

- رابعاً : من الأدب معهن التسمي بأسمائهن :
- ينبغي على المسلمين تسمية البنات بأسماء أمهات المؤمنين .
- وأن نذكر بناتنا ونجعلهن دائما باتصال دائم وحب مستمر مع أمهات المؤمنين .
- وأن يتخلقن بأخلاقهن وعدم التشبه بالساقطات العاهرات الراقصات كما هو شأن عامة المسلمين .


صيد الفوائد

__________________




رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 33.80 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 33.17 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.88%)]