والى هنا
نكون قد بيننا معنى الموت والحياة وان كلاهما خلق من خلق الله سبحانه..
ولكن الحياة التى تستمر ولا يليها موت هى الحياة الآخرة واما الموت فانه ينتهى عند البعث فليس بعد البعث موت .. ولكن حياة الخلد أما فى نار جهنم ونستعيذ بالله منها او فى الجنة اللهم آمين ..
قبل الحساب
نبأنا الحق تبارك وتعالى فى كتابه العزيز
ان الأنسان يخرج من الحياة الدنيا بطريقتين ...
اما تحيط به الملائكة يبشرونه بالجنة وما ينتظره من نعيم يهونون عليه لحظات سكرات الموت ..
واما محاطا بملائكة العذاب والعياذ بالله .. يضربونه على وجهه وعلى مؤخرة جسده وينذرونه بالنار وعذاب الحريق ... فيتمنى فى هذه اللحظة لو لم يولد ويستشعر الجريمة الكبرى التى ارتكبها فى حق نفسه ..
ولكن بعض العلماء يقولون
انا الله سبحانه وتعالى حدد طريقة الخروج من الدنيا الى حياة البرزخ فى القبر على أساس ثلاث حالات :
ففى سورة الواقعة يقول الحق سبحانه وتعالى :
بسم الله الرحمن الرحيم
" فأما ان كان من المقربين (88) فروح وريحان وجنت نعيم (89) واما ان كان من أصحب اليمين (90) فسلم لك من أصحب اليمين (91) وأما ان كان من المكذبين الضالين (92) فنزل من حميم (93) وتصلية جحيم" ( الأيات من 88 _94 ) سورة الواقعة ..
ان هذه الآيات الكريمة
لم تبين الحالة التى يغادر عليها الأنسان الحياة الدنيا .. ذلك أن المقربين وأصحاب اليمين هؤلاء وهؤلاء تتلقاهم ملائكة الرحمة ويبشرون بالجنة ولكن لكل درجات تختلف عن الأخر..
فالمقربون او السابقون
لهم الدرجات العلى والمقام العال عند ربهم ولا يحسب أحد أن السابقين او المقربين هم الذين عاصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاهدوا معه وحاربوا فقط ...! وأن من جاء بعدهم لن يصل الى درجاتهم مهما فعل ...!
فأن الله هو العدل سبحانه ويأبى العدل ان يحرم محبا لله متفانيا فى العبادة من الدرجة العالية فى الآخرة..
لذلك نجد القرآن الكريم يخبرنا
أن هؤلاء السابقين أو المقربين الذين هم أقرب خلق الله الى الله سيكونون من الأولين ومن الآخرين ولكن كثرتهم ستكون من الأولين ..
وأقرا قول الحق سبحانه وتعالى :
بسم الله الرحمن الرحيم
" ثلة من الأولين (13) وقليل من الآخرين " ( الأيتان 13 ؛ 14 من شورة الواقعة )..
ان عدل الله سبحانه وتعالى يأبى الا يجعل الباب مفتوحا لكل مجتهد فى عبادته .. راغب فى التقرب اليه .. ليجزيه اعلى الدرجات فى الأخرة .. ما دام قد أخلص لله ورعاه فى كل شئون حياته ..
ولكن القول بالقلة والكثرة
الكثرة فى الأولين والقلة فى الأخرين .. يلفتنا الى علم سبحانه واحاطته بحال خلقه .. وكيف ان الدنيا ببريقها ستجذب الناس أكثر وأكثر كلما تقدم الزمن .. بحيث يقل عدد المخلصين فى عبادة الله سبحانه والحريصين على رضاه والمجاهدين فى سبيله ..
وقد أنبانا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعلامات كثيرة ..
تتحقق كلما أقتربت الساعة .. وكل هذه العلامات التى تحققت ترينا ان البعد عن منهج الله سيزداد .. والمعصية ستكثر والأخلاص فى القلب سيقل ..
حتى ان الناس يحاولون تفسير الدين على ما يرضى أهوائهم ومصالحهم الدنيوية ... وتزخرف المساجد بينما تخرب القلوب التى يملؤها الرياء والنفاق ..
ونعود مرة اخرى الى ساعة الأحتضار
تلك الساعة التى يكون فيها الأنسان بين الحياة والموت !
ونقول ان هذه الساعة اذا جاءت فان النسان يعلم يقينا أنه سيموت فليس فى هذه الساعة كذب ..! ولا فيها أحساس بامكان الهروب ..
اذ أن الانسان يكشف عنه الكثير من الحجب فيعلم يقينا أنها ساعة الرحيل ..
وقد يرى الملائكة من حوله سواء ملائكة الرحمة أو ملائكة العذاب والعياذ بالله ويسمعهم وفى تلك اللحظة فان بشريته تكون قد خمدت فلم تعد له أرادة فى عمل دنيوى يمكن ان يفعله ..
وفى هذه اللحظة ايضا لا تقبل التوبة ..
لأنه ما دام الأنسان قد رأى ملائكة الموت وعلم يقينا بأنه راحل او ميت فلايوجد ايمان بالغيب ولكن يوجد يقين مرئى بالحقيقة وليس مع العين وما تراه ايمان .. فمتى رأت العين وشاهدت فليبس مع العين أين .. فالأيمان هو بما لاتراه .. اما ما تراه وتشاهده فليس ايمانا ولذلك لا يمكن ان تقول لشخص جالس معك : أنا أؤمن بانك جالس معى ولكن الأيمان يكون بالغيب المحجوب عنك وخلاف ذلك فهو ليس الا مشهدا ....
والى لقاء آخر