
09-12-2007, 02:15 PM
|
 |
قلم مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Mar 2006
مكان الإقامة: فلسطين
الجنس :
المشاركات: 2,323
الدولة :
|
|
الكفن الأبيض لمرضى غزة بديلاً لتصريح السفر للعلاج

رفح- هاجر حرب- الشبكة الإعلامية الفلسطينية
كُتب على الطفل معتز ابن الثانية عشر خريفا أن يعيش وحيدا بلا أم.. فالحصار الذي قضى على كثير من جوانب الحياة الإنسانية في قطاع غزة لم يستثنى والدته. يسرى الديب (51 عاماً) التي أنهكها المرض جاء الحصار ليكمل على ما تبقي من أسرتها التي باتت ضحية أخرى لحصار غزة.
غلب الحزن والأسى نبرات الطفل معتز وهو يناجى والدته "أمي أرجوك لا تتركيني وحيدا، سأشتاق لكي". ذلك كان أخر ما سمعته يسري من طفلها قبل أن تفارق الحياة لتتركه وحيدا في هذه الدنيا يصارع الصعاب فيها بعد أن صارعت هي المرض لأكثر من عشرة أعوام.
يسرى كان مصيرها بعد هذه المعاناة الطويلة أن توفتها المنية وهي تنتظر تذكرة دخول "تصريح إسرائيلي" إلى الأراضي المحتلة 48 لتلقي العلاج لمرض عجز الأطباء في قطاع غزة عن تشخصيه ولتنضم بذلك لقائمة ضحايا الحصار مفتوحة العدد حتى اليوم.
القصة بدأت مع يسري الديب منذ عشرة أعوام حين ذهبت أول مرة لمستشفي الشفاء بمدينة غزة تشتكي من مرض أصابها في رقبتها لتجري لها فيما بعد عملية للغدة الدرقية المسئولة عن معظم المهام في جسم الإنسان، لكن التشخيص الخاطئ لمرضها دفعها لئن تعيش رحلة عذاب قاسية مع المرض.
تضاعفت معانة أم معتز حتى فقدت القدرة على الحديث بعد أن أصيبت بشلل في الأحبال الصوتية لها، مصحوبة بمضاعفات عديدة يترأسها ضيق النفس وصفير أثناء عملية استنشاق الهواء لحد أصبحت فيه لا تقوي على الحراك وليأتي الحصار الذي لم يترك شي إلا وجاء عليه كالنار في الهشيم.
وكان الإضراب الذي نفذه الأطباء في قطاع غزة كفيلا بفقدان أم معتز الجزء الأكبر من فرص البقاء حين كانت تقف لساعات طويلة على أبواب غرف الأطباء المضربين تلقي بسيل من التوسلات علها بذلك تسمع بأهآتها من به صمم. ولكن دون جدوى.
يقول أخيها ماهر الديب "لا نعرف لماذا كل هذا؟ من المسئول عن وفاة شقيقتي؟ الحصار أم الاحتلال أم الأطباء والمرض؟. وكأن أزمنة من تعقيد الأسئلة كانت لازمة للإجابة على من قتلك يا يسري؟!".
وتابع "منع الاحتلال شقيقتي من تلقي العلاج بدعوى المنع الأمني كون أحد أخوتها مقاوماً. أخر كلماتها كانت "ارحموا ضعفي وقلة حيلتي"
الحصار لم يوقف ظلمة عند هذا الحد ليسري فعلى الرغم من ضعف الحال الذي دفعها للحصول على مصاريف علاجها من أخوتها بعد أن قضي الحصار على ما كانت تجود به الأرض التي يزرعها زوجها لتكن لهم مصدر رزق، غير أن علاجها الذي إذا ما توقفت عن تناوله ستموت نفذ ولم يعد له أثر.
يقول ماهر "كانت تطلب الاستجداء من كل من تري في عينيه الرحمة والشفقة" أما رد الأطباء يشير إلى انه كان " صوتنا لن يسمع لأن الحصار ضرب علينا وسنموت ولن يتبقي منا أحد " يعنون الشعب الفلسطيني بمجملة، يضيفون "ختمنا غير معترف لدي (إسرائيل)".
أم معتز انتقلت إلى بارئها ولكنها لم تسدل الستار على مسلسل القتل الممنهج بحق الفلسطينيين حيث قائمة ضحايا غزة تبقي مفتوحة على مصراعيها.
__________________
غزة يا أرض العزة
سلاماً من القلب يا نزف القلب
|