الأمة اليوم بحاجة إلى مفســـــرين جدد
بسم الله الرحمن الرحيم
الأمة اليوم بحاجة إلى مفسرين جدد
إن من أمس حاجات الأمة اليوم أن يشمر شباب المسلمين عن سواعدهم فيتعلموا اللغة العربية ويدرسوا الإسلام دراسة عميقة فيخرجوا لنا بحلة جديدة منقحة لتفسير القرآن الكريم ، لا يعني ذلك عدم حاجتنا للتفاسير القديمة أو أن نؤل القرآن الكريم تأويلا جديدا يخالف ما يحتمله ، وإنما أقصد تنقيح التفاسير القديمة من كل غبار ، فكم من حديث ضعيف استدل به المفسرون ، وكم من رواية إسرائيلية أدخلوها التفاسير حيث قصص الأنبياء كقصة يوسف وداوود ويحيى وغيرهم عليهم من الله أفضل الصلاة والسلام، فقد روي في بعض التفاسير أنه لما أغوت امرأة العزيز سيدنا يوسف استلقت على ظهرها فحل يوسف إزاره وجلس بين شعبها الأربع ثم رأى أباه يعض على إصبعه فارتدع عن ذلك ، هل يعقل هذا ؟ طالما أن هذه الروايات إسرائيلية فلماذا تكتبونها إذن؟ ليس هذا فحسب، بل وكم من أمور بحثوا فيها لا تغني شيئا كالبحث في طول شراع سفينة نوح عليه الصلاة والسلام والبحث في اسم الأخ الأصغر لسيدنا يوسف والبحث عن مربية يوسف عليه الصلاة والسلام ، هل هي أمه أم خالته.
وكم من سبب للنزول استدل به المفسرون على ما يقولون ، وكان قد وجب عليهم رد هذه الرويات رد دراية لمخالفتها نصوص القرآن الكريم ، كسبب نزول قوله عز وجل في سورة التوبة (ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين ، فلما آتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون. فأعقبهم نفاقا في قلوبهم إلى يوم يلقوه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون) إذ قالوا إن الآية نزلت في الصحابي الجليل ثعلبة بن حاطب لا حول ولا قوة الا بالله وقد كان من أهل بدر ، نعم بدلا من أن يردوا هذه الرواية استدلوا بها وغيرها الكثير.
المفسرون القدامي هم أئمة عظام نجلهم ونحترمهم ، وهم بعملهم هذا إنما قاموا بنقل ما ورد في التفسير من باب نقل الأمانة ، فبارك الله فيهم ، ولكنهم بشر، وكان بوسعهم كتابة أفضل من ذلك واتباع نهج أفضل كنهج الإمام ابن جرير الطبري مثلا .ما أريد قوله هو أن الأمة بحاجة إلى مفسرين جدد يقومون بأعباء التفسير وينقحوا كل كا علق به ، ويفسروا القرآن تفسيرا يشحذ النفوس ويزيدها إيمانا وقوة ، فيا مسلمين هلموا ، وشمروا عن سواعدكم ،والسلام عليكم ورحمة الله
|