عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 04-12-2007, 02:59 PM
الصورة الرمزية منيبة الى الله
منيبة الى الله منيبة الى الله غير متصل
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Sep 2005
مكان الإقامة: ----
الجنس :
المشاركات: 3,863
الدولة : Belgium
افتراضي

ونعود لنستكمل
اكبر دليل على أن هناك حياة أخرى لها قوانينها ..
اذا قرأت القرآن الكريم
تجد قول الحق سبحانه و تعالى :
" يأيها الذين آمنوا لاتتولوا قوما غضب الله عليهم قد يئسوا من الأخرة كما يئس الكفار من أصحب القبور " الأيه 13 سورة الممتحنة ..
الله سبحانه وتعالى يحذر المؤمنين من أن يتخذوا الكفار اولياء .. وذلك لأن الكفار يئسوا من الأخرة .. فهم اما منكروها .. واما لا يرجون منها خيرا ..ولو كانوا يرجون الخير لعملوا من اجلها .. وهنا نتوقف عند قول الحق تبارك وتعالى :
" كما يئس الكفار من أصحاب القبور "
لنتساءل : لماذا يئس الكفار ؟؟؟
والجواب:
الكفار يئسوا لأنهم عرفوا يقينا مصيرهم .. وعرفوا يقينا أن الله لن يشملهم برحمته .. ومعرفة هذا تقتضى فهما لأن اليأس لايصيب الأنسان الا أذا علم ان ما يرجوه هو المستحيل ..
ولو كان الموت عدما ما يئس الكفار وما أحسوا بشىء ؛ فالعدم ليس فيه أى نوع من الفهم والأدراك أو الرؤية أو الأحساس بشىء..
ولكن الكفار يئسوا من أن يجدوا أى نوع من الرحمة فى الأخرة وهذا لا يمكن أن يحدث الا اذا كان هناك فهم وادراك ..
أذن
الموت ليس عدما ولكنه عالم بقوانينه يستطيع الأنسان فيه أن يفهم وأن يعرف .. واذا اردنا دليلا آخر عما يحدث فى حياة البرزخ التى يكون الأنسان فيها بعد الموت ..
فلنقرأ قول الحق سبحانه وتعالى :
" النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا ءال فرعون أشد العذاب " الأيه 46 سورة غافر..
الحق تبارك وتعالى يخبرنا ...
أن آل فرعون سيعرضون على النار كل صباح ومساء ..
ولكن متى ؟؟؟
هل هذا العرض فى الحياة الدنيا ؟؟
بالطبع لا
لأنه لو كان ذلك حدث وراوا النار مرة واحده وهم فى الحياة الدنيا .. لآمنوا على الفور ..!
بل لكانوا أشد الناس ايمانا لأنهم راوا العذاب ومدى شدته .. ولما بقوا دقيقة واحده على كفرهم .. ولكن آل فرعون ظلوا على كفرهم وعنادهم وعبادتهم للبشر .. حتى أغرقوا فى البحر ..
والأية الكريمة تخبرنا بأنهم :
سيقادون فى الى أشد العذاب فى الأخرة وسيكونون فى الدرك الأسفل من النار ..
أى أنهم سيذوقون العذاب فعلا وهذا مؤكد فى الأيات بالقرآن الكريم ..
فاذا كانوا :
لم يعرضوا على النار ولا رأوها فى الدنيا
وفى الأخرة سيدخلون النار ويلقون أشد العذاب ...
فمتى يعرضوا على النار صباحا ومساء؟؟
أنه فى المرحلة التى بين الموت والبعث ..
آى فى حياة البرزخ
وتلك من الأدلة والبراهين التى ذكرها الله سبحانه فى القرآ، الكريم على ان الموت ليس عدما ولكنه وجود بقوانين خاصة .. يوجد فيه نوع من الفهم والا ما يئس سكان القبور من الآخرة ..!
وما عرض قوم فرعون على النار .. لأن عرضهم يقتضى فهما بأنهم سيعزبون فى تلك النار التى يروها صباحا ومساء..
وهناك من الأشياء الكثيرة التى تحدث للميت ويحس بها وهو بين الدنيا والآخرة..
واذا كان الموت خلقا ؛؛ والحياة خلقا ..
وكلاهما فيه الأحساس بشكل يختلف عن الأخر وكلاهما له قوانينه وكلاهما بعيد عن العدم ..
على اننا لا بد أن نلتفت الى ان:
الحق سبحانه وتعالى :
يذكر الموت قبل الحياة فى آيات كثيرة من القرآن الكريم ..
ذلك لأن الموت شابقا للحياة .. وأنه سبحانه يريد دائما أن يلفتنا الى الموت ..
حتى تكون الذكرى والسعى والهرولة الى الخير والأيمان والعمل الصالح ..
ولأن الدوافع الحياتية متمكنة فى النفس البشرية فهى ليست بحاجة الى تذكرة ..!
فهى موجودة بالفعل فى النفس البشرية وأوجدها الله تعالى حتى يتم عمارة الدنيا ..
ولكن الأنسان فى حاجة الى الألتفات الى الموت وأنه حقيقة ولا هروب منها..
وأنه انتقال الى الأخرة فلابد من أن نعمل من اجل حياة الموت والتى بدورها تنقلنا الى الدار الأخرة وهى اما شقى وأما سعيد ....
والى لقاء آخر
__________________
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 21.62 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 20.99 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.91%)]