عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 24-11-2007, 07:19 PM
الصورة الرمزية بدر من المغرب
بدر من المغرب بدر من المغرب غير متصل
قلم برونزي
 
تاريخ التسجيل: Sep 2006
مكان الإقامة: المغرب
الجنس :
المشاركات: 1,803
الدولة : Morocco
افتراضي


5- لعل رحمة ربي حين يقسمها * * * تأتي على حسب العصيان في القسم

وهذا غير صحيح، فلو كانت الرحمة تأتي قسمتها على قدر المعاصي كما قال الشاعر لكان على المسلم أن يزيد في المعاصي حتى يأخذ من الرحمة أكثر، وهذا لا يقوله مسلم ولا عاقل؛ ولأنه مخالف قول الله تعالى: ﴿ إن رحمت الله قريب من المحسنين ﴾ [الأعراف:56]. والله تعالى يقول: ﴿ ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون ﴾ [الأعراف: 156].

6- وكيف تدعو إلى الدنيا ضرورة من * * * لولاه لم تخرج الدنيا من العدم

الشاعر يقول لولا محمد - صلى الله عليه وسلم - لما خُلقت الدنيا، والله يكذبه ويقول: ﴿ وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ﴾ [الذاريات: 56].

وحتى محمد - صلى الله عليه وسلم - خُلق للعبادة وللدعوة إليها يقول الله تعالى: ﴿ وأعبد ربك حتى يأتيك اليقين ﴾ [الحجر: 99].

7- أقسمت بالقمر المنشق إن له * * * من قلبه نسبة مبرورة القسم

الشاعر يقسم ويحلف بالقمر والرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول: { من حلف بغير الله فقد أشرك } حديث صحيح رواه أحمد.

ثم يقول الشاعر يخاطب الرسول قائلاً:

8- لو ناسبتْ قدرَه آياتُه عِظَماَ * * * أحيا اسمه حين يُدعى دَارِسَ الرِمَمِ

ومعناه: لو ناسبتْ معجزات الرسول - صلى الله عليه وسلم - قدره في العِظَم، لكان الميت الذي أصبح بالياً يحيا وينهض بذكر اسم الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وبما أنه لم يحدث هذا فالله لم يُعط الرسول - صلى الله عليه وسلم - حقه من المعجزات، فكأنه اعتراض على الله حيث لم يعط رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حقه!!

وهذا كذب وافتراء على الله، فالله تعالى أعطى كل نبي المعجزات المناسبة له، فمثلاً أعطى عيسى - عليه السلام - معجزة إبراء الأعمى والأبرص وإحياء الموت، وأعطى لسيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - معجزة القرآن الكريم، وتكثير الماء والطعام وانشِقاق القمر وغيرها.

ومن العجيب أن بعض الناس يقولون: إن هذه القصيدة تسمى بالبردة وبالبُرأة، لأن صاحبها كما يزعمون مرض فرأى الرسول - صلى الله عليه وسلم -، فأعطاه جبته فلبسها فبرئ من مرضه - وهذا كذب وافتراء - حتى يرفعوا من شأن هذه القصيدة، إذ كيف يرضى الرسول صلى الله عليه وسلم بهذا الكلام المخالف للقرآن ولهديه - صلى الله عليه وسلم - وفيه شرك صريح؟

علماً بأن رجلاً جاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال له:ما شاء الله وشِئْتَ، فقال له الرسول - صلى الله عليه وسلم -: { أجعلتني لله نداً ؟ قل ما شاء الله وحده } رواه النسائي بسند جيد. والند: المثل والشريك.

فاحذر يا أخي المسلم من قراءة هذه القصيدة وأمثالها المخالفة للقرآن، وهدي الرسول - عليه الصلاة والسلام -، والعجيب أن في بعض بلاد المسلمين من يُشَيع بها موتاهم إلى القبور، فيضمون إلى هذه الضلالات بدعة أخرى حيث أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالصمت عند تشييع الجنائز ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

نقلاً من كتاب"معلومات مهمة عن الدين"
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 15.61 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 14.98 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.03%)]