عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 22-11-2007, 12:24 PM
الصورة الرمزية منيبة الى الله
منيبة الى الله منيبة الى الله غير متصل
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Sep 2005
مكان الإقامة: ----
الجنس :
المشاركات: 3,863
الدولة : Belgium
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيدهم اجمعين

سيدنا محمد عليه صلوات الله وتسليمه..
نعود لنستكمل معا
حوارنا عن حياة القبر أو الحياة
البرزخية
يقول الحق تبارك وتعالى
" قالوا ربنآ أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين فاعترفنا بذنوبنا فهل الى خروج من سبيل " ( الأية 11 من سورة غافر
ولكن الأيه الكريمة
لم توضح كيفية حدوث ذلك أو ترتيبه ..
فتأتى الأيه الكريمة الثانية فى قول الحق تبارك وتعالى
" كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحيكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم اليه ترجعون " ( الأيه 28 من سورة البقرة).

ونجد فى هذه الأية الكريمة
أن الحق تبارك وتعالى حدد لنا مراحل الحياة كلها الى يوم القيامة مرتبة ..
أولا ..
كنا أمواتا ثم أحيانا الله سبحانه وتعالى ..
ثم يميتنا ؛؛ ثم يبعثنا أحياء يوم القيامة ليتم الحساب ..
ونلاحظ من ذلك
أن حلقة الحياة فى الدنيا قد بدأت بالموت ولم تبدأ بالحياة..!
وكان المفروض فى مفهومنا نحن على الأقل أن تبدأ بالحياة ؛؛ وبداية الخلق كما نفهمها هى الحياة ؛؛ ولكننا بهذا المفهوم لانكون قد عرفنا معنى الحياة ..!

الناس تفهم وتعى معنى الحياة بانه الفترة الزمنية التى يكون للأنسان فيها وجود..
ومعنى الموت هو العدم او اللاشىء ..
والحقيقة غير ذلك تماما ..!
فالله سبحانه يقول :
" الذى خلق الموت ليبلوكم أيكم أحسن عملا هو العزيز الغفور " (الأيه 2 من سورة الملك ).

أذن ..
الموت ليس عدما ؛ ولكنه خلق من خلق الله كالحياة ؛ كلاهما خلق من خلق الله ؛؛ ولكل خلق قوانينه وحياته وما يتم فيه ؛ والله سبحانه وتعالى وحده القادر على ان ينقل مخلوقاته من عالم الموت الى عالم الحياة .. أو ينقلها من عالم الحياة الى عالم الموت..
هنا نتوقف ونتساءل

ماهو معنى الحياة ؟
وما هو معنى الموت ؟

بعض الناس يقول ان الحياة هى الحس والحركة الظاهرة لنا ..
وان كل شىء ليس فيه حس ولا حركة كالجماد ..نقول انه ليس بحقيقة..
ولكن هذا قول خطأ ..
فكل شىء فى الدنيا فيه حياة ولكنها حياة تلائم مهمته ..
والحق تبارك وتعالى يقول:
" فما بكت عليهم السمآء والأرض وما كانوا منظرين " ( الأيه 29 من سورة الدخان ).

الأرض تبكى .. السماء تبكى .. والجبال تسبح .. والحصى يسبح ..
فقد سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم تسبيح الحصى بين يديه الشريفتين..
أى أن كل فى هذا الكون فيه حياة ولكن تناسب مهمته .. فكل شىء فيه حس وحركة ولكن لا ندركها نحن ولكنها موجودة ..!

يقول الحق تبارك وتعالى :

" ثم استوى الى السمآء وهى دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا" أو كرها"قالتآ أتينا طآئعين" ( الأيه 11 من سورة فصلت ).

وهنا يجب أن نلتفت الى أن الله سبحانه قال:
قالتا
لنعرف ان الأرض والمساء لهما لغة تتحدثان بها وأنهما يسمعان أيضا .. مصداقا لقوله جل جلاله :

" اذا السمآء انشقت.. .. وأذنت لربها وحقت "
( الأيه 1 ؛2 من سورة الأنشقاق ).

ومعنى أذنت أى سمعت بأذنها فانقادت لأمر الله تبارك وتعالى لمجرد سماعها .. فأذنت أى استمعت لربها وأطاعت الأمر ؛ امرها الله سبحانه بالانشقاق يوم القيامة..

وهكذا نرى أن كل شىء فى الكون له حياة تناسب مهمته وأن الأعتقاد بان الجماد ميت لا حياة فيه اعتقاد غير صحيح..

خلق الله سبحانه حياتين

الحياة الدنيا ..

وهى الحياة الموقوتة وكل شىء فيها موقوت وله نهاية .. نهاية تصيب كل منا فيها بشكل مختلف او متشابه فمنا من يعيش ساعات ومنا من يعيش الى أرزل العمر ومن منا يعيش شهورا او سنوات ..
ولكن فى النهاية ..
لا بد من الشىء الحتمى وهو نهاية الحياة الدنيا والنتقال الى عالم الموت .. وخلق الحياة الأخرة الأبدية التى ليس فيها موت .. فعمر الموت ينتهى ببداية الحياة الأخرة الأبدية والتى فيها النعيم المقيم والنعمة التى لا تفارق ..
وخلق الحق سبحانه عالم الموت قبل المجىء الى الحياة الدنيا .. وعالم الموت تبدأ الحياة فيه بعد الخروج من الحياة الدنيا وقبل بلوغ الحياة الأخرة ..

ولذلك يقول الحق تبارك وتعالى :

" وان الدار الأخرة لهى الحيوان لو كانوا يعلمون " ( من الأيه 64 من سورة العنكبوت ).

والى لقاء آخر

نستكمل فيه ما بدأنا عن حياة البرزخ
وما قبل الحياة الأخرة
.....




__________________
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 21.34 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 20.71 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.95%)]