عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 20-11-2007, 01:19 AM
الصورة الرمزية أبو خولة
أبو خولة أبو خولة غير متصل
عضو متميز
 
تاريخ التسجيل: Jun 2007
مكان الإقامة: الجزائر
الجنس :
المشاركات: 315
الدولة : Algeria
Unhappy


6- ما أقبحها من صورة للعروسِ في ليلةِ زفافها ! : منذ حوالي 15 سنة حضرتُ زواجَ إحدى قريباتي . وفي الليلة التي سبقت عرسَها أو سبقت زواجَـها ( وبعد العشاء من تلك الليلة ) طلبني أبوها على جناحِ السرعة . ذهبتُ إليه فأخبرني بأن ابنـتَـه العروسَ تريدني من أجل طرح بعض الأسئلة الفقهية علي . توقعتُ أن تكون الأسئلةُ مستعجلة وأن تكون الأسئلةُ خاصة بالنساء , بحيث يستحي الرجلُ عادة أن يطرحها عوضا عن ابنـته خاصة في ليلة ما قبل زواجها , ومنه قلتُ له " مرحبا بابنـتك وأسئلتها " . نادى ابنـتَـه التي كانت في حجرة مجاورة فدخلت علينا . طرحت علي ما شاءت من الأسئلة وأجبتها على أسئلتها بتوفيق من الله , وكانت الأسئلةُ على خلافِ ما توقعتُ : كانت عامة وليست خاصة , ولم تكن مستعجلة . ومع ذلك ما دمتُ قد أتيتُ عندها وطرحتْ علي أسئلـتَـها فإنني أجبـتُـها . وكان يمكن أن أجيبها بالتفصيل عما سألتْ عنه وأن أجيـبَـها كذلك عما لم تسألْ عنه , كما كان يمكن أن أستغلها فرصة – كعادتي – لتقديم النصائح والتوجيهات المناسبة لها , كما ... ولكنني وعلى خلاف العادة أجبـت العروسَ باختصار شديد وعما سألت عنه فقط , ثم دعوتُـها بطريقة غير مباشرة للإنصراف. لماذا ؟ , لأنني رأيتُ أمامي عجبا حينما دخلتْ علينا هذه العروسُ أنا وأبوها . رفعتُ بصري لأنظرَ إليها على اعتبار أنها من محارمي , ولكنني رأيتُ ما جعلني أغضُّ بصري في الحين لأجيبَ عن أسئلتها بسرعة ولأصرفها بسرعة عني وعن أبيها بطريقة لبقة . المرأةُ – في أصلها - كائنٌ جميلٌ جدا , وهي من أجملِ ما في الكون ( ماديا ) , ومنه فهي تجلبُ إليها الرجلَ عادة سواء كان أجنبيا عنها أو كان من محارمها [ وإن كان الجلبُ يختلف في طبيعته بين الأجنبي عنها ومحرمها ]. وأنا مع هذه العروسِ بالذاتِ فإنني كنتُ سأغضُّ بصري عنها بسرعة وأصرفُـها عني بسرعة , حتى ولو كانت أجنبية عني . وبصراحة لن أفعل هذا , فقط لأنها أجنبية عني ولأن الله طلب منا – نحن الرجال - غض البصر عن الأجنبيات عنا , ولكنني كنتُ سأغض بصري عن هذه العروس – حتى ولو كانت أجنبية عني - لبشاعةِ المنظرِ الذي رأيـتُـه أمامي , وهو من أبشع المناظر التي رأيـتُـها في حياتي . وهذا الذي رأيـتُـه منها رأيته في حوالي 5 أو 10 ثواني فقط .
1-رأيتُ عروسا , وجهةُ نظري فيها أنها لا تشبهُ المرأةَ ولا تشبهُ العروسَ . رأيتُ عروسا لا أذكرُ من صورتها إلا اليدينِ وما تعلق بالجزء العلوي من جسدها , أي العنق وما فوقه .
2-رأيتُ يدين بأظافر طويلة ومصبوغة لا تشبه يدي عروس , ولكنها تشبهُ يدين أو رجلين لحيوان مفترس.
والحنة في نظري تُجمل المرأةَ ولكن الأصباغَ - خاصة إن زادت عن التوسط والاعتدال – تُقبحها وتُشوه صورتها كل التشويه .
3-رأيتُ وجها يشبه كلَّ شيء إلا أن يشبهَ وجهَ امرأة : وجها على سطحه أشياء اصطناعية تلمعُ من بعيد , ولا تعبِّـرُ عن أي جمال حقيقي , بل هو لمعانٌ يقول بلسانِ حاله بأن هذا الجمالَ لوجه المرأة هو جمالٌ كاذبٌ , وما أبعد الفرقَ بين المسكِ أو العنبر أو حتى العطور الكحولية وبين هذه الأشياء اللامعة التي تُـقبِّح ولا تُـجَمِّـل والتي تكذبُ ولا تصدُقُ .
4- رأيتُ أصباغا على وجه المرأة سمكُـها كبيرٌ جدا وتُـغطي مساحة كبيرة جدا من وجه المرأة بالطريقة التي تُـصبحُ معها العروسُ تصلحُ – في نظري – أن تكون وسيلة لتخويف الغير خاصة في أماكن مظلمة , ولكنها لا تصلحُ أبدا أن تكون عروسا تـتـزينُ لزوجها من أجل إدخال الفرحة على قلبه وكذا من أجل تحصينه . رأيت أصباغا يصعبُ معها أن تعرفَ أين هو وجه المرأة الحقيقي لأن أغلبه مُغطى بالأصباغِ .
5-رأيتُ عينين مصبوغٌ محيطُ كلّ منهما بالأصباغِ من كل لون , والصبغةُ تغطي كذلك الرموشَ والأجفانَ . رأيت عينين لم يـبـق أمامَ العروسِ أو صاحباتها أو أهلها أو ... إلا أن يُدخلوا الأصباغَ إلى داخل العينينِ من العروسِ ليطمسوا لها بصرَها نهائيا . ما أبعدَ الفرقَ بين الكحلِ للعينينِ وبين هذه الأصباغ القبيحة والمـَقَـبِّـحـة .
6- ولكنَّ أبشعَ ما رأيتُ في تلك الليلةِ هو شعر هذه العروسِ : ومهما وصفتُ الشعرَ وشكلَـه فلن أقدرَ مهما كنتُ شاعرا أو أديـبا أو لُـغويا أو فيلسوفا أو ... الذي أنا متأكدٌ منه – على الأقل من وجهة نظري – هو أن شعرَ هذه العروسِ كان يُـشبه كلَّ شيء إلا أن يُـشبه شعرَ إنسان ولا أقولُ شعرَ امرأة ولا أقولُ شعرَ عروس . رأيتُ شعرا كأن الماشطة طُـلبَ منها أن تُـشوِّشه لا أن تُـصلحَـه وتُـزينه , أن تُـقبحه لا أن تُـجمله , أن تَـخلطه لا أن تُـنظِّـمه , أن تخلطَـه وتُـشبكه لا أن تُـسرحه , ... والشعر كذلك مصبوغٌ بطريقة مبالغ فيها , وكان عليه أشياءٌ تلمعُ لمعانا زائدا : لمعانَ الكذبِ والزور والبهتانِ .
وباختصار لقد رأيتُ في تلك الليلة منظرا تمنيتُ أن لا أراه في حياتي كلِّـها . وبعد أن خرجت العروسُ وغادرتُ أنا دارَ أبيها جلستُ مع نفسي لأسترجعَ ما مرَّ بي وعليَّ , وكأنني كنتُ في حلم مزعج .
وأنا أنبه في نهاية هذه الوقفة من ذكرياتي إلى جملة مسائل :
1- الحنةُ , والسواك , والمسك والعنبر وكذا العطور الكحولية و... والكحلُ أفضلُ مليون مرة من الأصباغ المختلفة .
2- الذي يقوم بالإشهارِ للأصباغ التي تضعها المرأةُ على يديها أو وجهها أو عينيها أو شعرِها تجارٌ وليسوا أطباء .
3- أجملُ امرأة في العالم هي المرأةُ الطبيعية .
4- الذي يُـقدِّرُ جمالَ المرأة التقدير الأسلمَ هو الرجل ( وليس المرأة ) قبلَ أن تكونَ هي المرأة , ومنه فلا يليقُ أن يقولَ لي قائلٌ " أنت يا هذا رجلٌ , ولذلك أنتَ لا تعرفُ ما يُجمِّلُ المرأةَ وما يُقبحُـها ".
5- يصل حاليا ثمنُ أو تكلفةُ "ماشطة العروس" , يصل أحيانا إلى مليون سنتيم ( وهو ما يعادل نصف مرتب موظف عادي في الجزائر لشهر كامل ) , وهذا مبلغٌ باهظ جدا وكبير جدا وضخمٌ جدا , وهو نوعٌ من أنواع الجنون عند البعض من أبناء وبنات هذا الجيل . وأنا أعتبر دوما بأنه لا يليقُ أن تحترمَ العاداتِ والتقاليدَ إلا بشرطين وهما : كون العادة أو التقليد حلالٌ في الشرع , ثم كون العادة والتقليد غير مكلفة للمسلم التكليف الزائد والشاق . إذا لم يتوفر الشرطان معا , فلا يليق احترامُ العادة أو التقليد . ومنه فإنني أقولُ بأنه غير مقبول نهائيا وغير مقبول البتة من ولي العروسِ أن يترك ابنـته العروسَ تخسرُ هذا المبلغَ الباهظ من أجل " الماشطة " . إنني أعتبر أن في هذا من الإسراف والتبذير ما فيه , فضلا عن أنه لا يُـجمِّل المرأةَ أبدا بل إنه يُـقبحُها كل القبح . والعادةُ جرت في الكثير من الأحيان ( ولا أقول دوما ) – وهذا رأيي- على أنه كلما كان المبلغُ أكبرَ كلما كانت " المشطةُ " أسوأَ وأقبحَ .
6- العروسُ في العادة تخسرُ ما تخسرُ على الأصباغ وكذا على الماشطة , لا لأنها مقتنعةٌ بصواب ذلك ولكن لسببين آخرين : أولهما مراعاة لعادات وتقاليد النساء , حتى لا يقال عنها بأنها لم تفعل مثلَ " الناس" , وثانيهما من أجل التفاخرِ مع غيرها حين تخبرهن بأنها دفعت من أجل زينتها ومن أجل " مشطتها " مبلغا أكبر مما دفعت أيُّ عروس أخرى .
7- العروس تفعل بمناسبة زواجها ما يُـقبحها لا ما يُـجملها حقيقة , وتخسر ما لا يجوز لها أن تخسرَه و... وهي تعلمُ خطأ ذلك . ولقد سألتُ خلالَ سنوات وسنوات , سألتُ عشراتِ العرائس وربما مئات النساء الأخريات فأجابتني الأغلبيةُ الساحقةُ منهن بأنهن يفعلن ذلك فقط من أجل " الناس" ليس إلا .
نسأل الله أن يحفظنا وأن يحفظ نساءنا وأن يُـطهر أعراسَـنا من كل بدعة أو حرام أو إسراف أو تبذير آمين.
__________________
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 19.22 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 18.58 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.30%)]