القسام أسس فروع تنظيم عمل الثورة
هو عز الدين عبد القادر مصطفى القسام من مواليد 1883م –جبلة –سوريا.
سافر إلى الأزهر هو وشقيقه فخري عام 1901م حيث تتلمذ على يد الشيخ محمد عبده.
استلم بعد عودته من الأزهر كتّاب والده لتعليم تحفيظ القرآن الكريم وغماما وخطيبا لمسجد المنصوري في مدينة جبلة.
بدأت أولى حركاته الثورية بالتضامن مع الثورة الليبية إبان الاحتلال الإيطالي لليبيا في بداية 1911 حيث قاد أولا مظاهرات تندد بالاحتلال الإيطالي لليبيا حيث كانوا يرددون "يا رحيم يا رحمن غرق أسطول الطليان" وبعدها عمل على تجنيد متطوعين وجمع التبرعات لاسناد الثوار الليبيين وبناء على ذلك جند حوالي 400 متطوع سافر بهم إلى استنبول للسفر من هناك بحرا إلا أن الأتراك منعوهم من المغادرة.عاد بعدها إلى سوريا(جبلة) حيث قام ببناء مدرسة بجزء من أموال التبرعات (تحمل اسم الآن) وسافر برفقة ابن عمه عبد المالك إلى ليبيا عبر مصر حيث قابل الشهيد عمر المختار وسلمه ما تيسر من أموال وتعاهدوا على المضي بالثورة ومقاومة الاحتلال.

وهكذا مع بدء الاحتلال الفرنسي لسوريا عام 1917 قاد وأسس أول ثورة مسلحة ضد الفرنسيين ،وفي محاولة لرشوته عرضوا عليه استلام القضاء والافتاء في سوريا إلا أنه رفض فنظموا له محكمة غيابية حكمت عليه بالإعدام وكان من شدة قمع الفرنسيين للثورة أنهم إذا أسروا أحد رجال القسام يحرقونه حيا!ومع اشتداد ملاحقة الفرنسيين وتضييق الخناق عليه آثر السفر إلى فلسطين حيث وصلها بحرا من جزيرة أرواد إلى حيفا عام 1921وكان ابن عمه عبد المالك مرافقا له في رحلته هذه ولحقت به بعد ذلك زوجته وبناته تهريبا عبر البحر.
عمل القسام لكسب لقمة عيشه كمدرس بمدرسة البرج الإسلامية ومن ثم مأذونا شرعيا وقام بحملة تبرعات بنى على أثرها مسجد الاستقلال الذي تولى لاحقا إمامته والخطابة فيه ،وكان من مؤسسي جمعية الشبان المسلمين وكان اكثر ما يهتم به من احتفالات هو ذكرى تحرير القدس على يد الناصر صلاح الدين حيث كان ينظم احتفالا كبيرا يحضره كثير من الناس ،وكانت معظم خطبه وأحاديثه سواء بالمسجد أو المدرسة تحرض على الجهاد وضرورة مقاومة الاحتلال الإنجليزي وأن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة ،
وأسس القسام خمسة أفرع لتنظيم عمل الثورة:-
1ـ فرع الإعلام و الخطابة للتحريض والتوعية وتولاه بنفسه مباشرة.
2ـ فرع لجمع التبرعات وشراء الأسلحة وكان يشرف عليه الشيخ فرحان السعدي.
3ـ فرع المخابرات وجمع المعلومات وتحديد الأهداف كان يشرف عليه الشيخ زيد الذي يعمل في الميناء.
4ـ فرع للتدريب على السلاح حيث أحضر مدربا خاصا من سوريا.
5ـ فرع للتجنيد والعمل العسكري.
عندما شعر القسام بالحاجة الماسة للمال لشراء السلاح أوفد أخاه فخري إلى سوريا حيث قام الأخير ببيع منزلهم في جبلة من أجل شراء السلاح ،سجن القسام أكثر من مرة على يد الإنجليز.
كان يردد باستمرار الحديث الشريف:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إذا ديس شبر من أرض المسلمين فعلى المرأة أن تخرج دون إذن زوجها وعلى الفتى أن يخرج دون إذن أبيه"،أصدر فتوى تقول بأن الجهاد المحتل الآن أولى من الحج ،طالما الأرض محتلة،فالجهاد ذروة سنام الإسلام..ولم يؤد الشيخ القسام فريضة الحج.
كانت آخر خطبة للقسام في مسجد الاستقلال يوم 10/11/1935م حيث أعلن الثورة وأوضح أن خارج للجهاد ولن يعود لهذه المسجد إلا بعد طرد الإنجليز واليهود من البلاد واشهر سلاحه على المنبر قائلا:"بهذا فقط يتم التحرير والاستقلال.
انطلق القسام من حيفا إلى القرى يرافقه العديد من المجاهدين وكان الإنجليز بإثرهم حيث تمت محاصرتهم أخيرا في أحراش يعبد قرب نزلة الشيخ زيد يوم 19/11/1935م ،وتمت محاصرتهم بحوالي 600 جندي وكانت طائرة حربية تحلق بالأجواء واستمر القتال حوالي سبع ساعات ورفض القسام خلالها الاستسلام حيث كان يرد على دعواتهم:"هذا جهاد نصر أو استشهاد ..يا رفاقي موتوا شهداء.
وهكذا استشهد الشيخ عز الدين القسام مع اثنين من رفاقه ،وجرح آخرون ونفذت ذخيرة المجاهدين..ودفن القسام وزميلاه في حيفا،مقبرة بلد الشيخ.
للقسام أربعة أولاد وثلاث بنات هن :ميمنة،خديجة وعائشة وابن واحد هو محمد وقد ولد في حيفا
الاحتلال يحاول هدم قبر الشيخ القسام :
حاولت سلطات الاحتلال أكثر من مرة هدم مقبرة الاستقلال في بلد الشيخ وهدم وإزالة قبر القسام لكن جماهير فلسطين داخل الخط الأخضر وخصوصا الحركة الإسلامية وعلى رأسها الشيخ رائد صلاح تصدوا لهم وكان المئات يتناوبون على الحراسة ويبيتون داخل المقبرة للذود عنها بارك الله فيهم وجزاهم عن المسلمين والقسام خير الجزاء.
وحتى لو أزالوا المقبرة وهدموا القبر الرمز فإن القسام باق في قلوب الجماهير وعقولها مدرسة للنضال والجهاد عبرة للاحتلال ومفهوم حي لتواصل الأجيال نضاليا وجهاديا حتى التحرير والعودة بإذن الله تعالى
واحد وسبعون عاما مرت على ذكرى معركة يعبد الخالدة التي خاضها الشيخ المجاهد عز الدين القسام مع رفاقه في جبالها في 19/11/1935 . ومنذ ذلك الحين ارتبط اسم جنين بعروة وثقى مع اسم الشيخ الجليل عز الدين القسام السوري المنبت والمنشأ.
الذي حمل المصحف في يد وضم البندقية باليد الأخرى رافعا شعار الجهاد في سبيل الله ومقاومة المحتل لأرض القداسة فلسطين.