السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
مميزتنا الكريمة بسمة شهيد
أشكر حضرتك على هذا الموضوع المطروح
و على هذا الحوار الأخوي الثنائي الجميل
و إن كان الحوار غير متكافىء بالمشاعر الوطنية
إلا أنه حواراً متوقعاً بين شابة مدركة تماماً لأمور الأمة وما يحصل فيها وما يعاني مسلميها و ما يتربص بها من أخطار و ما ينتظرها لو لم نتدارك الأمور
و بين شاب في بداية حياته وفقه الله ، يرى شبابه مسير و ليس مخير ، لأنه يجعل غيره يرسم له أفعاله ، بدل أن يقررها بنفسه ، و إن كان من يرسم له طريقه ليس بشكل مباشر ، بل هو غير مباشر كأي شاب عربي مسلم في عمره ، و ماأقصده هو كل ما يشغلون به شبابنا للبعد عن قضايا أمتنا الفعلية
السؤال كما تفضلتِ بطرحه ، ما هو الأهم حصار غزة ، أو الكرة
مداخلة عن الكرة تحيرني فعلا : غريبة هذه الكرة التي تجمع الملايين في جميع أنجاء العالم ، من أجل النظر إلى شيء صغير يتراكض ورائه اللاعبين , و ينفقون الكثير من المال من أجل أقدام تلاحق هذه الطابة
لعبة كانت للتسلية ، فأصبحت تسلي لتنسي الشباب أنفسهم و تشغلهم عن هموم حياتهم
فوصلتنا عربية إسلامية جاهزة لتشغلنا أكثر مما تشغلنا حياتنا
هي لعبة بروح رياضية ، فأصبحت لعبة تحدث مشاكل بين شبابنا بين منتمي إلى و إلى
و هيهات يا شباب أمتي أن تجتمعوا على الحق يدا واحدة ، إن كنتم تتنازعون تشجيعاً لفريق دون آخر
إن كانت اللعبة تحدث هذه المشاكل بينكم ، فكيف سنتفق في حرب مستمرة علينا و على إسلامنا ، آه يا شباب أمتي...
و ها هي هذه الكرة الصغيرة تجمع الناس حولها للمتابعة و محاولة حجز أوقات لأمور حياتهم توقيتاً للمباراة
في وقت أننا لن نجد وقتاً ربما لنشاهد برنامجاً يتحدث عن أمتنا العربية / الإسلامية أو عن نكبة فلسطين ، أو ما يحصل من تهجم على الإسلام و المسلمين ، إلخ...
طيب بسومة ، لنتخيل هذا الأمر سوياً
لو نزلنا إلى الشارع الآن ، وحاولنا حضرتك و أنا أن نأخذ الشارع مقسماً ، بين شماله وجنوبه ، و بدأنا بالإستفتاء على جميع شباب المنطقة المحددة على أن نلتقي في النهاية في المنتصف عند نقطة محددة ، سنجد النتيجة مطابقة تماماً لما تفضل به شقيقك ربما لنسبة تزيد عن 75% إن لم يكن أكثر
بين إستهزاء بما يحصل ، و بين عدم إحساس بالمسؤولية ، و بين أحقية الجهاد التي أفهموها خطأ لشابنا ، و بين كل ما يحصل من التهجم على عرباننا و مسلمينا ، دون أن يجدوا دفعاً من أحد
في مقابل كل ما يشغلون به شبابنا من نت و فضائيات و برامج و رياضة و إشغال الشباب في أي طريق تبعده عن يفكر بنفسه كيف يدافع عن أمته
نسأل الله أن يهدي شباب المسلمين في كل مكان
أشكر حرصك بطرح هذا الموضوع ، وبداية حرصك على مناقشته مع شقيقك
على العموم ، سلامي لعائلتك وشقيقك ، و إن شاءالله نجد له قريباً مشاركة بيننا ، يكتب لنا أفضل الطرق برأيه لنصرة الإسلام ، فمؤكد في داخله حس وطني مشابه لحس شقيقته ، و لكن ربما بحاجة لمن يساعده على أن يخرج ما بداخله و يشجعها
أتركك و الجميع في رعاية الله و السلام ختام و خير الكلام و الصلاة و السلام على رسول الله
__________________
و لربّ نازلةٍ يضيق بها الفتى ذرعاً ، وعند الله منها المخرجُ ضاقت .. فلما استحكمت حلقاتها .. فرجت .. و كنت أظنها لا تُفرجُ
.
|