
09-11-2007, 12:18 AM
|
 |
عضو مبدع
|
|
تاريخ التسجيل: Apr 2007
مكان الإقامة: for the Islam
الجنس :
المشاركات: 1,293
الدولة :
|
|
أبراهيم بن آدهم فى زماننا(قصه وعبره)

يا ربي حمدا ليس غيرك يحمدٌ
يا من له كل الخلائق تصمد ٌ
أبواب غيرك ربنا قد أوصدت
و رأيت بابك واسع لا يوصد
احبتى
قرأت في سيرة إبراهيم بن أدهم -رحمه الله- موعظة رائعة جاء شاباً إلى إبراهيم أبن أدهم
قال : يا إبراهيم لقد أسرفت على نفسي بالذنوب و المعاصي , فقل لي في نفسي قولا بليغاً
قال : أعظك بخمس
قال : هات الأولى
قال : الأولى : لا تأكل من رزق الله و أعصي الله
قال : كيف يا إبراهيم و هو الذي يطعم و لا يُطعم ؟
قال : عجبا لك تأكل من رزقه و تعصيه !
قال : هات الثانية
: قال : الثانية : لا تسكن في أرض الله و أعص الله
قال : كيف يا إبراهيم الأرض أرضه و السماء سمائه ؟!
قال : عجبا لك تأكل من رزقه و تسكن في أرضه و تعصيه!..
قال : هات الثالثة
قال : الثالثة : اذهب في مكان لا يراك فيه الله و أعصي الله
قال : أين يا إبراهيم و هو الذي لا تأخذه سنة و لا نوم ؟!
قال : عجبا لك تأكل من رزقه و تسكن في أرضه وفي كل مكان يراك ثم تعصيه !
قال : هات الرابعة
قال : الرابعة : إذا أتاك ملك الموت ليقبض الروح فقل له : إني لا أموت الآن
قال : من يستطيع يا إبراهيم ؟!.. و الله يقول
{ فإذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعة و لا يستقدمون }
قال : عجبا لك تأكل من رزقه و تسكن في أرضه وفي كل مكان يراك و لا تستطيع رد الموت إذا أتاك و تعصيه
قال : هات الخامسة
قال : الخامسة : إذا جاءك الزبانية ملائكة العذاب تأخذك إلى النار فخذ نفسك إلى الجنة
قال : من يستطيع هذا يا إبراهيم ؟!
قال : عجبا لك تأكل من رزقه و تسكن في أرضه وفي كل مكان يراك و لا تستطيع رد الموت إذا أتاك و تملك لنفسك جنة و لا نار ثم تعصيه
قال : أسمع يا إبراهيم أنا أستغفر الله و أتوب إليه
فأعلنها توبة و إنابة و فرار إلى الله

ومن فوائد هذه القصة
أن الشاب المذنب هو من طلب النصيحة لشعوره بألم المخالفة وهكذا يجب أن نكون معشر الخطاءين
ثم أنه خاف وتأثر ولم يكن حاله مع النصيحة مجرد " انفعال صورة " يزول بزوال المؤثر بل بقيت نصيحة حاضرة حية في خلده
وكذلك جمال وكمال نصيحة العابد الزاهد الذي هجر دنيا المال والجاه وهي مقبلة عليه فأعرض عنها مقبلاً على الله والدار الآخرة

ولأننا نعيش عصراً مختلفاً بأناس مختلفين ومغريات تعيش مع الإنسان حتى في أخص أحواله
ولأن ترك القبيح صار جميلاَ وحسنة من الإنسان على نفسه ومجتمعه
لذا فقد تخيلت واعظاً زاهداً كإبراهيم أو الحسن –رحمهما الله - يخاطب أهل زماننا فيقول:
إذا كنت عاصياً ولا بد فلا تستحلن المعصية ولو انهمكت فيها انهماك من لا ينزع البتة.
إذا عصيت فلا تجاهر واستخف ما وسعك الجهد في ذلك.
لا تقارف كبيرة ولا موبقة وابتعد عن مظانهما ففيهما العطب.
لا تكن قدوة لغيرك في الإثم فتكون كالشقي من ابني آدم.
لا تكن رأساً في الباطل وعلم سوء يأرز إليه الأبالسة والمبطلون.
لا تجعل خطيئتك من الباقيات السيئات وبادرها بخير ما استطعت إلى ذلك سبيلاً؛ ولا تستكثر على نفسك أو منها الخير.
لا تتخذ من ذنبك طريقاً لمزيد من الذنوب فثم الهاوية!
كن هماماً بالتوبة وحدث نفسك بالأوبة ولا تقطع عليك خط الرجعة فالله سبحانه يحب العبد التواب.
لا تسوغ خطأ الآخرين لأنك واقع في ذات الخطأ أو غيره.
لا تعنف ناصحاُ ولا تشغب على محتسب وتذكر أنك من جلب على نفسه الناصحين والمحتسبين.لا يتسلل لعقلك الباطن شعور باستحالة ترك المعصية وهجرانها، ولا تستسلم لعدونا المتربص _ أعاذنا الله وإياك منه .
كلنا ذوو خطأ ولا جرم؛ ولكن لنحفظ أنفسنا ومجتمعاتنا من أن يكون واحدنا شيطاناً مريداً ضالاً مضلاً.
وبعد؛ فليس فيما سبق ما يدعو للمعصية أو يهون من شأنها؛ وكل ما سبق راجع لنصوص أو أصول شرعية وما كان منها مخالفاً للشريعة المطهرة فمطرح مردود وأستغفر الله منه.
|