
18-10-2007, 12:33 AM
|
 |
عضو نشيط
|
|
تاريخ التسجيل: Sep 2007
مكان الإقامة: cairoy
الجنس :
المشاركات: 140
الدولة :
|
|
تابع ماقبله
آنفاً ولا يحتاج الأمر إلى أكثر من قراءة الآيات في المصحف الشريف في سورة الأحزاب من الآيات (28- 34): { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا 28 وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا 29 يَا نِسَاء النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا 30 وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُّؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا 31 يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا 32 وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا 33 وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا }(1) الأحزاب : 28 – 34 .
بل سورة الأحزاب كلها في ذكر أمهات المؤمنين : ففي الآية السادسة منها يقول تعالى : { النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ} ,ثم تعود السورة بعد جولة تمهيدية لتذكرهن في الآية (2 إلى الآية (40) ثم في الآية (50) –إلى الآية (62) تصريحاً أو تلميحاً ثم في الآية (69) وهي تنهى عن أذى النبي صلى الله عليه وسلم في أزواجه مع أن عددآياتها (73) ثلاث وسبعون ! فلو كانت الآية نصاً في العصمة لاستلزم ذلك عصمة أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ولما كان ذلك منفياً بالاتفاق فلا دلالة في الآية إذن على عصمة أحد .
ثالثاً: إلزامهم بعصمة (آل البيت ) جميعاً :
لفظ ((أهل البيت)) عام يشمل أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم جميعهم ومنهم آل جعفر وآل العباس وآل عقيل ومنهم بناته الأربع , أليس بناته من أهل بيته ؟ ! ومنهم أبناؤه أليس أبناؤه من أهل بيته ؟ ! إن هؤلاء جميعاً من ((أهل البيت )) فكيف يخصص النص بأهل بيت علي وحده والآية نص في أهل بيت النبي ؟! وقد مر بنا تهافت القول بدلالة حديث الكساء على التخصيص , ثم إن أولاد علي رضي الله عنه كثيرون وقد أعقبوا ومنهم محمد وعمر فلم اقتصرت العصمة على اثنين منهم فقط ؟! ثم إن الحسن رضي الله عنه عنده ذرية فلم يكن أحد منهم معصوماً مع أنهم من أهل البيت , وأبوهم الحسن أفضل من الحسين رضي الله عنه وأكبر ؟! ثم لماذا اقتصرت العصمة على واحد من أولاد الحسين , ثم تسلسلت في الواحد بعد الواحد من ذريته مع أن الكل ينتسبون إلى أهل البيت الذين نزلت الآية فيهم – كما يقولون .
إن هذه الآية إما نص في العصمة ((فأهل البيت)) جميعاً معصومون وإلا فلا دلالة فيها على العصمة لا سيما وحديث الكساء فيه الدعاء لعدد مخصوص هم علي وفاطمة والحسن والحسين وليس فيه الدعاء لغيرهم من ذريتهم ممن لم يأتوا بعد .
إنهم يقولون :إن قول النبي صلى الله عليه وسلم مشيراً إلى هؤلاء الأربعة ((إن هؤلاء هم أهل بيتي )) يعني قصر الآية عليهم وإخراج البقية منها , ونحن نقول مجاراة لهم : ابقوا على قولكم هذا واصمدوا عليه إلى الأخير ولاتدخلوا معهم أحداً من أهل بيت النبي وسترون النتيجة في غير صالحكم !! إذن كيف يستطيعون نقل ((العصمة)) إلى الخامس فما دون ؟! وما الذي أدخل هؤلاء وأخرج غيرهم ؟ ! وما هذه الازدواجية والانتقائية ؟ ! أليس لها من ضابط أو مقياس ؟ !
رابعاً : الإرادة الشرعية والإرادة القدرية :
ومن الأدلة على عدم دلالة الآية على العصمة أن((الإرادة )) التي جاءت فيها شرعة لاقدرية وإليك البيان :
وردت ((الإرادة )) الإلهية في نصوص الشرع على ضربين :
الضرب الأول : الإرادة القدرية الكونية :
وهي المشيئة التي لابد من وقوع وتحقق ما تعلق بها من مراد الله , ولا تلازم بين هذه الإرادة ومحبة الله وأمره الشرعي , فقد يريد الله ويشاء وقوع شيء يكرهه لحكمة يعلمها وبأسباب من خلقه أنفسهم كوقوع الزنا والكذب والكفر والله تعالى لا يحب ذلك ولايأمر به شرعاً وإنما نهى عنه لكنه يقع بإذنه ومشيئته يقول تعالى : { وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ} (1)الأنعام : 112 . , ويقول تعالى عن هذه الإرادة :{ إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}(2) يس:82 . ,
{ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلاَ مَرَدَّ لَهُ}(3)الرعد :11 . , { وَلاَ يَنفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدتُّ أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ إِن كَانَ اللّهُ يُرِيدُ أَن يُغْوِيَكُمْ} (4) هود :34 , فالله أراد غوايتهم مع أنه لم يأمر بها ولم يحبها فإنه كما أخبر عن نفسه : { يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ} (5) النحل :90 , لكن ما كل ما أراده الله وأحبه وأمر به شرعاً يقع ولاكل ما كرهه ونهى عنه لايقع وهنا يأتي دور الضرب الثاني من الأرادة وهي :
الإرادة الشرعية :
وهي بمعنى المحبة والقصد والأمر الشرعي الذي قد يقع وقد يتخلف مقتضاه كما في قوله تعالى : { يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ }(6) البقرة : 185 , وهذه الإرادة يتوقف وقوع مقتضاها ومرادها على العبد فقد يقع إذا قام العبد بأسبابه الجالبة , وقد لايقع إذا قصر فيها فيقع ما يكرهه الله ولا يريده أي لايحبه ولايأمر به , ويحب الله شيئاً ويأمر به فلا يقع , فالله تعالى يحب اليسر لكل خلقه وأراده وأمر به , ويكره العسر لهم كما في الآية السابقة وكما في قوله :{ يُرِيدُ اللّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ }(7) النساء :28 . , لكنه لايتحقق في حق كثير من الناس الذين يشددون على أنفسهم ويثقلون عليها مع أنهم داخلون تحت خطابه تعالى :{ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} وقوله : { يُرِيدُ اللّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ }, والله تعالى أراد من عباده جميعهم الطاعة بمعنى أمرهم بها وأحب أن يفعلوها لكن محبوب الله ومراده هذا وأمره لم ينفذه أكثرهم ! في حين أنه لم يرد أشياء وكرهها لكنها واقعة رغم أن الله لم يردها : يقول سبحانه : { تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ}(الانفال 67 )
فوقع مرادهم وهو أخذ الفداء من الأسرى دون مراد الله وهو القتل
ويقول أيضاً { وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ } النساء 27
ويقول { مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ } المائدة 6
فالخرج واقع للبعض رغم أن الله ما يريده والتطهير لا يتحقق للكل رغم أن الله يريده لهم جميعاً فالاية خطاب لجميع الأمة وهي تشبه تماماً (اية التطهير) إذ اللفظ نفسة يتكرر في الايتين وهو في الإرادة الشرعية التى تتوقف على استجابة المخاطب وليس في الإرادة الكونية القدرية التى لابد من وقوعها
وحتى يمكن حمل الايه على العصمه لابد أن تكون الإرادة فيها قدرية كونيه من الله إذ العصمه التى اثبتوها إنما هي بجعل من الله لا بتكلف من العبد ولادليل على ذلك على ذلك أبداً فبالإضافة الى كون اللفظ أصلا في الإرادة الشرعية لوجود ما يشبهه وهو ليس في الإرادة القدرية فهناك قرائن تدل على أن الإرادة شرعية لاقدرية منها :
1-حديث الكساء
إذ لو كانت إرادة الله قدرية لابد من وقوعها لما دعا لهم إذ هم أغنياء عن دعائه صلى الله عليه وسلم لكون الله تعالى شاء (( عصمتهم )) وقدرها حتماً فلا حاجة له وأيضاً فلو كانت الاية في العصمه وهو معصومون من الأصل فرسول الله صلى الله وسلم يعلم ذلك فعلام يطلب لهم شيئاً حاصلاً من الأساس أي كما قال تحصيل حاصل وتحصيل الحاصل لغو ينبغي أن ننزه عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأيضاً يقال : هل عصمتهم قبل دعاء النبي أم بعدة ؟ فإن كانت حصلت بدعائه أي بعده فهم غير معصومين من قبل وغير المعصوم كيف ينقلب معصوماً ؟؟ وإن كانت حاصلة بدون دعائه أي قبله فعلام دعا ؟؟!
2-سياق الكلام
فالكلام الذي جاء في سياق النص (( إنما يريد ...)) توجيه وأمرونهي يبدأ بقوله { إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا 28 وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا 29 يَا نِسَاء النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ } الى قولة تعالى { وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا } الى قولة { فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ } الى قوله تعالى { َقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ } ثم قال معللاً هذه التوجيهات والاوامر والنواهي { إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ } ثم يستمر بقوله { وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ ...} وإذن المخاطب يحتمل في حقه الطاعة والمعصية فيحذره الله من المعصية ويحثه على الطاعة فالإرادة هنا شرعيه بمعنى أن الله يأمر بما أرادة وأحبه فاحرص أيها المخاطب على تحقيق إرادة الله في تطهير هذا البيت الذي تنتسب اليه وإذهاب الرجس عنه والا إما أن تخرج من هذا البيت بالطلاق { فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا }وحين ذلك فمهما عملت فعملك لاينسب إلى هذا البيت الذي يحب الله أن يرفع من شأنه .وإما أن تضاعف لك العقوبة ضعفين إذا ارتكبت ما يخدش سمعة هذا البيت الطاهر وذلك من أجل أن يبقى المخاطب – أزواج النبي صلى الله عليه سلم –حذراً يقظاً على الدوام تحقيقاً لإرادة الله , وهذا المعنى لايستقيم إذا كانت المشيئة أو الإرادة كونية حتمية ,ولذلك جمع الله بين النهي عن المخالفة والأمر بالطاعة وإرادته الثمرة الناتجة عن ذلك وهي التطهير في آية واحدة فقال : { وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا } فمن حمل الإرادة على الإرادة الكوبية القدرية فكما قال تعالى : { إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا} و العقيدة مبناها على القطع والإحكام لاعلى الظن والاشتباه , ولايتحصل إمكان أو احتمال تفسير الآية ((بالعصمة)) بدلالة الآإنما هو احتمال في احتمال فسقط بها الاستدلال .
المعنى المقصود من الآية
ولعل سائلاً يسأل ما المعنى الذي ترمي إلية الآية فنقول :هو أمر الله جل وعلا وإرشاده لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم أن يترفعن عن كل ما من شأنه أن لايتناسب وسمعة بيت النبي وكونهن بنتمين إلى هذا البيت الذي هو بيت أعظم النبيين وخاتمهم وأطهرهم ,فعليهن أن يدركن خطر هذا الانتماء والمنزلة التي وضععهن الله فيها وأي طهر وأي نقاوة يريدها الله لهن ويحب أن يتصفن بها ,ولذلك نهاهن أن يطالبن رسوله بما تطالب به النساء الأخريات أزواجهن من الزينة والنفقة ,وبين ((إن من يأت منهن بمعصية ظاهرة القبح يضاعف عقابها , فإن المعصية من رفيع الشأن أشد قبحاً فناسب أن يضاعف جزاؤها)) . والجملة الشرطية لاتقتضي وقوع الشرط كما تقول لولدك إن رسبت ضربتك والقصد تحذيره حتى لايرسب , ولذلك خاطب الله رسوله قائلاً : { لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ }(1)الزمر:65 . وهو صلى الله عليه وسلم لم يشرك ولم يحبط عمله . وقال له أيصاً : { فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ}(2)يوبس :94. وهو صلى الله عليه وسلم لم يشك ولم يسأل .
فكذلك قوله لأمهات المؤمنين رضي الله عنهن: { يَا نِسَاء النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ} ,فلم تأت واحدة منهن بفاحشة ولم يضاعف لها العذاب , بل العكس حصل – كما سأوضحه – والنهي لايستلزم وقوع المنهي عنه كما قال تعالى :{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا}(3) الأحزاب : 1 . ,وذلك في مطلع السورة التي خاطب الله بها أزواج نبيه بقوله :{ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ} – وقوله – { وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} ورسول الله صلى الله عليه وسلم لم يطع الكافرين والمنافقين وأزواجه لم يخضعن بالقول ولم يتبرجن تبرج الجاهلية الأولى , بل أقمن الصلاة وآتين الزكاة واتقين الله وأطعنه ورسوله وقمن بتنفيذ هذه الموعظة خير قيام واخترن الله ورسوله والدار الآخرة والعيش مع رسول الله على خشونته وخلوبيته من كل ما يمكن أن يجذب امرأة ويغريها بالبقاء فيه ,ولقد كان اختيارهن الله ورسوله والدار الآخرة على الدنيا وزينتها صادقاً حقيقياًمقبولاً عند الله الذي لاتخفى عليه خافيه والدليل على ذلك أن الله قبل هذا الاختيار بأن كافأهن بجملة أمور منها :
-حرمة الزواج عليهن .
-حرمة تطليق واحدة منهن ليتزوج غيرها .
-وذلك بقوله في الأية(52) من السورة نفسها :{ لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاء مِن بَعْدُ} , وهذا تحريم للزواج عليهن – { وَلَا أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ} وهذا تحريم لتطليق أي واحدة منهن .
-ومنها اختيارهن أمهات للمؤمنين { النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ }(1) الأحزاب : 6 . , وتحريم زواجهن من غير رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد وفاته ليبقين زوجات أبديات لهذا الرسول الكريم لافي الدنيا فقط , وإنما في الآخرة أيضاً , وذلك بقوله : { وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمًا}(2)الأحزاب :53 .
وكل هذه التوجيهات والتحذيرات والوصايا من أجل ماذا ؟ من أجل أن الله يريد لهذا البيت أن يكون طاهراً بعيداً عن كل ما يقدح في طهارته ورفعيه . فقوله تعالى :{ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا } , تعليل لما تقدم وروده في السياق
بعده
سالم
__________________
@سالم@
يقينى بالله يقينى
|