عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 07-09-2007, 11:31 AM
الصورة الرمزية شبل المسجد
شبل المسجد شبل المسجد غير متصل
عضو مبدع
 
تاريخ التسجيل: Jun 2007
مكان الإقامة: فلسطــــــــ غزة الصمود ــــــــــــــــين
الجنس :
المشاركات: 817
الدولة : Palestine
Icon1

مسلسل مجموعة الثأر المقدّس (عملية فندق بارك)
الحلقة الثانية
الاسير البطل القسامي معمر شحرور








قسامي أخر أطل كنجم متلألئ في سماء فلسطين.. ليرسم صورة جديدة لعمالقة تربوا في عرين كتائب العز والفخار.. ممن صنعوا من المحن والآلام آمالا.. ومن الغضب بركانا.. ومن الانتقام دمارا..
إنه القسامي البطل معمر شحرور.. صاحب الروح الفكاهية.. واحد من ألئك الذين تسلحوا بعقيدة القرآن.. وانطلقوا بخطا ثابتة نحو ردع الطغيان.. ليردوا على إجرامه بمعلية ثأر مقدسة تخلدت على مر الأزمان.. فما كان منهم إلا أن مرغوا أنف المحتل بالتراب.. فلم ينل بعدها وسام الشهادة على أرض الإسراء والمعراج بل تقلد وسام الأسر في السجون الصهيونية في أرض الرباط.
المولد والنشأة:
ولد الأسير القسامي معمر فتحي شريف شحرور في طولكرم عام 21/9/1979م.. وهو ينحدر من عائلة عريقة في العمل النضالي ضد الاحتلال.. التحق بركب الدعوة في المساجد منذ نعومة أظفاره.. تربى في حلقات الذكر والقرآن.. وانضم للعمل المقاوم في حركة حماس على الرغم من صغر سنه في بدايات حياته..
تعليمه:
تلقى القسامي معمر تحصيله العملي في كلية فلسطين التقنية حيث تخرج منها حاملا لشهادة الدبلوم في التربية الرياضية، ثم التحق بجامعة القدس المفتوحة ليكمل دراسة البكالوريوس في التربية الإسلامية إلا أن المطاردة حالت دون تلقيه لهذا العلم الشرعي المكمل للإعداد البدني.. كما أن حقد الصهاينة حرمه قبل الحصول على شهادة الدبلوم من المنحة التي حصل عليها لدراسة القانون في تونس بعدما أنهى دراسة الثانوية في مدرسة إحسان سمارة في طولكرم.
نشاطه في الانتفاضة:
وهكذا وقع معمر في سجال غير مباشر مع مخابرات الاحتلال الصهيوني في ريعان شبابه.. ليجد نفسه أمام معركة جديدة ومن نوع جديد في مقاومة المحتل.. ففي عام 2000م عام انطلاق انتفاضة الأقصى المباركة انخرط في العمل الميداني هو ورفيق دربه الشهيد عامر الحضيري ومعه نصر يتيمة ونهاد كشك ومهند شريم حيث كانوا جميعا يأتمرون بأمر القائد القسامي عباس السيد.. فكان معمر يتقدم صفوف المسيرات التي كانت تتوجه لما يعرف بالمقر العسكري الصهيوني DCO حيث يتم رشق جنود الاحتلال بالحجارة والزجاجات الحارقة.. ولكنه على غير العادة المتبعة في المسيرات فقد كان يقود المسيرة هو وعامر من خلال ترديد الشعارات بواسطة السماعات اليدوية وبعد وصولها الى أقرب نقطة على DCO يبدأ بمحاولات اقتحام منطقة المصانع الصهيونية المقامة على أرض خضوري سعيا الى إيقاع إصابات في صفوف الحراس هناك.. مستخدما سلاح الحجر وما يعرف أيضا بالدفاش –السلاح اليدوي المكون من ماسروة مياه مغلقة من اتجاه ومعبأة برصاص حقيقي-.
من الحجر الى كتائب القسام:
وهكذا استمر عمله في تحريك المسيرات وتنظيم التظاهرات واستخدام وسائل بدائية في مقاومة المحتل.. الى أن جاءت تلك اللحظة التي انضم فيها الى كتائب عز الدين القسام.. ليبدأ معهم رحلته الجديدة نحو الشهادة التي لم ينلها بسبب الاعتقال..
فقد انتقل من رمي الحجر والزجاجات الحارقة على الحواجز العسكرية الى قبض اليد على زناد موت المحتل برصاص معبأ بالإيمان.. ومن نقل المصابين وذرف الدموع على الشهداء جندي ميداني في حماس الى فارس قسامي في كتائب العز والفخار.
وبدأ معمر مع هذه النقلة النوعية بالتدرب على استخدام السلاح وتجهيز الأحزمة الناسفة على يد القائد القسامي الشهيد نشأت جبارة.. فخاض معارك شرسة مع القوات الصهيونية التي حاولت التوغل في بدايات انتفاضة الأقصى.. وفي أحد الأيام وقبل صلاة الفجر تفاجأ جميع أهالي طولكرم بعدد من الآليات الصهيونية تتقدم من الجهة الجنوبية للمدينة أثناء استراحة المقاومين الذين أنهكم تعب الانتظار.. فاختار الصهاينة في حينها وقتا حرجا لمباغتة المقاومين ولكنهم تفاجؤوا بأسود رابضة تترصد تحركاتهم وتمطرهم بطلقات من أسلحة رشاشة لم تظهر إلا في ذلك اليوم.. أنهم أسود القسام الذين خرجوا للذود عن حمى المدينة التي أراد الغاصبون إعادة احتلالها مرة ثانية..
لقد كان هذا الموقف أول ظهور لمعمر بزي عسكري يحمل سلاح الإم16 القصيرة يقاوم تقدم الآليات الصهيونية المصفحة.. مما دفعها للفرار كالأرنب أمام ضربات لم يكونوا ليتوقعوها ممن نذروا أنفسهم لله.
القسم والانتقام:
وفي يوم 5/8/2001م كان القسامي عامر الحضرير رفيق دربه على موعد مع الشهادة بعدما نالت من جسده الطاهر صواريخ الحقد الصهيوني التي أحرقت جسده بالكامل في عملية اغتيال جبانة.. أحرقت قلب معمر وأشعلت في صدره رغبة بالثأر والانتقام.. في عملية تفوق كل تصور تهتز لها أرض فلسطين المحتلة لتكون دمارا على المحتل ويطرب بأنغامها جيل النصر القادم الذي يحمل الأمل وتباشير التحرير.. فضلا عن اعتقال رفيق دربه الآخر القسامي نهاد كشك المحكوم عليه بالسجن المؤبد.. فأقسم معر ومن بقي معه من رفاق على الرد الرادع فأبر بقسمه.. بانفجار ارتجفت له أرض نتانيا..
تفاصيل عملية بارك الشهيرة:
ففي 27/3/2002م رقصت أرض نتانيا المحتلة عام 48م على دقات صوت التفجير الذي سوى مطعم بارك دمارا حيث كان يتواجد قطعان المستوطنين الراقصين على جراحات الشعب الفلسطيني في يوم عيد الفصح عندهم.. لقد كانت عملية استشهادية اعتبرت الأضخم في تاريخ الاحتلال نفذها الاستشهادي القسامي عبد الباسط عودة ابن محافظة طولكرم.. قتل خلالها 32 إسرائيليا وجرح مالا يقل عن 180 معظمهم في حالة خطرة..
تجنيد الاستشهاديين:
لقد بدأ معمر عمله مع القائد القسامي عباس السيد كمرافق وحارس شخصي الى جانب الشهيد عامر الحضيري والمعتقل نهاد أبو كشك.. وبعد انضمام الشهيد القسامي فواز بدران مهندس مادة القسام19 شديدة التفجير الى كتائب القسام ونجاح عمليته الأولى التي نفذها الاستشهادي أحمد عليان.. وعد عباس السيد الصهاينة بعشر عمليات استشهادية عرفت بالعهدة القسامية العشرية.. اغتيل خلال تنفيذها القسامي فواز البدران.. فأراد المهندس عباس الرد بخماسية تؤلم المحتل.. فطلب من القسامي معمر شحرور والقسامي المعتقل نهاد أبو كشك بواسطة رجل اتصال القسامي عامر الحضيري العمل على تجنيد الاستشهاديين للمهمة القادمة ولم يكونا يعلما أن صاحب الطلب هو عباس السيد.. فوقع اختيار نهاد على الاستشهادي عبد الباسط عودة ووقع اختيار معمر على المعتقل نضال قلق.. وبعد اعتقال نهاد واغتيال عامر في نفس اليوم انكشف أمر الخلية القسامية فاضطر المهندس عباس وحارسه معمر الى الاختفاء والمطاردة.. ولم يكن في يد معمر ما يقوم به فقام بالتواصل مع الشهيد القسامي علي الحضيري شقيق الشهيد عامر واتفقا على الانتقام لاغتيال عامر ولكن لم يملكا الوسائل التي تساعدهم.
ساعة الصفر:
وفي إحدى الأيام التي ظهر فيها معمر أثناء توجهه للصلاة في المسجد بعد طول غياب التقى في القائد المهندس عباس السيد الذي عرض عليه الانضمام الى كتائب القسام فأخبره معمر في حينها "أنه عضو في الكتائب".. فأعطاه عباس مبلغا من المال ليوصله الى عبد الباسط عودة ونضال القلق اللذين طوردا بعد العثور على وصيتهما في جيب نهاد لحظة الاعتقال المفاجئ.. وبدأت ساعة الصفر في ليلة استدعى فيها المهندس عباس معمر لإحدى الشقق السكنية السرية في المدينة وطلب منه إحضار الاستشهاديين "عبد الباسط ونضال" فحضر عبد الباسط واعتذر نضال لمرض ألم به.. وتم تصوير عبد الباسط الذي ألقى وصيته ثم انطلق من الشقة في رحلة الثأر المقدس الى مطعم بارك في قلب نتانيا ليوقع فيهم 32 قتيلا وأكثر من 180 جريحا معظمهم في حالة الخطر.. حيث تم نقله بواسطة السائق فتحي الخصيب الذي كان يجيد العبرية ويمتلك أوراقا مزورة شبه رسمية تسمح له بالتجول بسهولة في قلب الأراضي المحتلة عام 48م.
الاعتقال:
لقد كانت عملية الاعتقال لهذا القسامي شاهدة على عظم صنيع هذا البطل حينما أقسم على الثأر المقدس فأبر بقسمه.. ففي 9/5/2002م شوهدت المروحيات الصهيونية تحلق بكثافة فوق ضاحية ذنابة التي تبعد نصف كيلومتر عن مدينة طولكرم.. وبعد دقائق من تحليق المروحيات القتالية التي تستخدم عادة في الاغتيالات.. بدأ تطويق المنطقة بالكامل بواسطة مئات الآليات المصفحة من المجنزرات والدبابات وجيبات الهمر الأمريكية وسيارات مراقبة خاصة والمئات من جنود المشاة الذي انتشروا في أرجاء المنطقة.. في عملية وصفت بالأضخم في محافظة طولكرم.. وبعد ساعة من تطويق المكان سمع صوت المكبرات الصهيونية تصرخ بأعلى صوت 'معمر سلم نفسك' 'معمر سنقصف المنزل الذي تختبئ فيه بالقذائف 'معمر أمك وأختك معنا رهينة حتى تسلم نفسك'.. بهذه الكلمات التي توسل فيها جيش الاحتلال القسامي معمر تسليم نفسه بعد مطاردة طالت مدتها دون التمكن من أسره حيث كان يخرج من بين أنيابهم في كل مرة سالما حينما حاولوا اعتقاله أكثر من مرة من منزله أو من أماكن اعتقدوا وجوده فيها.

وحينما باءت كل محاولاتهم بالفشل.. وثبت لهم عجز أجهزتهم الفنية والإلكترونية عن رصد مكان معمر بالرغم من قربهم منه.. لجؤوا الى طرق لا إنسانية فقد أجبر مسؤول المنطقة في الجيش الصهيوني أم معمر وأخته على الصراخ بمكبر الصوت.. كوسيلة ضغط أخرى من أجل تسليم نفسه.. وبعد سبع ساعات ومع كلمات أمه التي ألقيت على الأرض وهي تصرخ 'يما سلم حالك يا بطل... الله يرضى عليك'.. خرج معمر الذي رق قلبه لأمه وأخته كالأسد الهصور من عرينه.. رافع الرأس مبتسما ابتسامة المنتصر الذي جر وحده جيوشا جرارة من اجل اعتقاله.. وكأنه ميدان حرب تتقابل فيه الجيوش المدججة بالسلاح والعتاد.. فما كان من القائد العسكري للجيش الصهيوني إلا أن قام بإلقاء تحية المحاربين له.. لمّا رأى تلك الجندية التي ارتسمت ملامحها في كل تعابير وجه معمر.
الحكم مدى الحياة 29 مرة
لم يكتفي الصهاينة باعتقال القسامي معمر وبالتحقيق الميداني معه فقد حكم عليه بالسجن الفعلي مدى الحياة 29 مرة (29 مؤبد) و20 سنة إضافية هو والثلاثة الذين كانوا معه في المحكمة نصر ومهند وفتحي الذين وقفوا كالجبال الشم وهم يتلقون حكما غير واقعيا لا ينم إلا عن حقد دفين.
بصمات عز باقية:
بالرغم من اعتقال معمر إلا أن بصماته بقيت في كل ميدان.. فقد غاب عن الأنظار ولكن صورته التي أرق فيها الصهاينة وألب حياتهم ما زالت تعشعش في قلوب أهالي المحافظة الذين وجدوا فيه رجل التضحية والفداء.. رجل المقاومة والإباء.. تستذكره أجيال النصر حاملة اللواء..
__________________


سر على بركة الله شيخنا
لا يضرك أذى المنافقين والمتخاذلين
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 24.06 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 23.43 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.62%)]