عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 07-09-2007, 10:55 AM
الصورة الرمزية شبل المسجد
شبل المسجد شبل المسجد غير متصل
عضو مبدع
 
تاريخ التسجيل: Jun 2007
مكان الإقامة: فلسطــــــــ غزة الصمود ــــــــــــــــين
الجنس :
المشاركات: 817
الدولة : Palestine
Cool مسلسل مجموعة الثأر المقدس (عملية فندق بارك ) الحلقة الأولى

بسم الله الرحمن الرحيم
(قاتلوهم يعذبهم الله بأبديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين)







مسلسل مجموعة الثأر المقدّس (عملية فندق بارك)


قصة نسج أبطالها من واقع امتلأ مرارة أسطورة في الثأر

سبعة أبطال أذاقوا المحتل ويلات القسام

وصاغوا من صنيعهم مثلا في الانتقام

وصفوا بمرتكبي المذبحة

عملية هزت أركان المحتل في زمن الذل والهوان
وما زال اسمهم يلوح في ذاكرة الوجدان
ردوا على مجازر المحتل بمعلية اعتبرت الأكبر والأعنف في تاريخه منذ الانتفاضتين
وما زالت صداها يتردد مع وقع كل تفجير
يجلوا دياجير الظلام
انها عملية فندق بارك الشهيرة
وفرسانها هم أبطلال الثأر المقدس
هؤلاء الأبطال الذين حملت إحدى أياديهم مصحفا والأخرى حارت بين ضغطة على الزناد وبين انتزاع أرواح جلادي هذه الأمة بكبسة زر الانتقام..
لقد كانت توأمة بين أرواحهم والسلاح، هذه الأرواح التي انتفضت لتلبي نداء الثأر المقدس، فعشقت الجهاد فكرا ومنهجا وسلوكا، سلاحهم العقيدة التي وجدت لها مكانا في مستقر قلوبهم فهاجت بها جوارحهم، ترفع لواء العزة والكرامة التي تغذي عروق أياديهم بالإباء لتستبسل في ميدان التحدي رصاصا ينطلق مع كل تحريكة إصبع يرقص على أنغام صدى صوت الرصاص وألحان التفجير التي ترعب آلة الرعب التي لا تقهر.. ولكنها انكسرت كالطير الجريح.. تترنح وهي تهوي أمام ضربات من جعلوا من أجسادهم حمم تحرق فيهم كل أخضر ويابس.. وتثخن فيهم الجراح التي تحفر في كل مغتصبة خندقا يدمي عنفوانهم ويمرغ كبرياءهم.. فكانت عمليتهم الشهيرة في قلب نتانيا خير شاهد ودليل...

الحلقة الأولى
الأسير البطل
مسؤول خلية الثأر المقدس
القائد القسامي المهندس "عباس السيد"









أسد قسامي صاغ من لحن البطولة أسطورة نسج على أنغمها تاريخا يعزف كل لحظة وحين حينما علم ذلك الجيل الصاعد كيف يكون الثأر والانتقام.. كيف يكون النزال حينما يستنشق الفارس عبير طيب الغبار ورهج السنابك في ساح الوغى مترجلا لا يحتمي بجدار..
إنه القائد المهندس عباس السيد.. واحد من ألئك الذين طلقوا الدنيا وزينتها ليسرجوا خيلهم في معركة القدس والأقصى غير آبهين بقسوة الجلاد ولا بسلاحه الفتاك ولا ببلدوزراته المحصنة.. ليكون رد هذا القسامي عملية استشهادية اعتبرت الأعنف والأكبر والأكثر إيلاما للاحتلال.. إنها عملية بارك الشهير في قلب نتانيا.. فلم ينل بعدها وسام الشهادة على أرض الإسراء والمعراج بل تقلد وسام الأسر في السجون الصهيونية في أرض الرباط.
المولد والنشأة:
ولد الأسير القسامي المهندس عباس السيد المكنى "بأبي عبد الله" في مدينة طولكرم عام 1966م وهو ينحدر من أسرة ملتزمة بتعاليم الإسلام، تربى في المساجد والتحق بركب الإخوان المسلمين على الرغم من صغر سنه.
تعليمه:
تلقى عباس تعليمه في مدارس طولكرم حتى حصل على شهادة الثانوية في الفرع العلمي بتفوق وبمعدل93.2% أهّله لدراسة الهندسة الميكانيكية التي تلقاها في جامعة اليرموك في الأردن التي نشط فيها في مجال العمل الطلابي حيث كان أحد أعضاء مجلس طلبة جامعة اليرموك الفاعلين من أبناء الكتلة الإسلامية.. وعلى الرغم من ذلك فقد حافظ على تفوقه في الدراسة.. وقد وتخرج بعدها عباس من الجامعة ليعود الى ارض الوطن فلسطين التي انتظرته ليذود عن حماها..
عمله:
بعد عودته الى أرض الوطن فلسطين استطاع عباس العمل في مجال الأجهزة الطبية وإدارة أقسام الصيانة بشركة (الانترميد) بفعل توفيق الله له أولا ثم لقدراته الني تنم عن ذكاء وتميز عقلي ومهني مما دفع الشركة الى ان ترسله بمنحة دراسية لمواصلة تعليمه، ليعود بعد عام الى ارض الوطن يحل شهادة الماجستير في صيانة الأجهزة والمعدات الطبية ليتنقل بعدها بين الأعمال الحرة ذات الصلة بالإلكترونيات فضلا عن عمله في بعض المستشفيات.
شخصية قيادية:
لم تكن الكلمات البلاغية المصبوغة بكل أشكال البيان التي تخرج من فمه استرسالا بلا لعثمة ولا إرباك إلا شاهدة على الشخصية التي اختبأت خلف تواضع شخصية فريدة تحمل من الصفات القيادية المتميزة ما جعلها من الأكثر حبا في قلوب أبناء طولكرم الذين كانوا يحتشدون بالآلاف لسماع تصريحاته وتحليلاته السياسية التي كانت تخفي في ثناياها وعيدا برد قاس على مجازر الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني الأعزل لا بالكلمات بل بفعل مزلزل يرتقب..
هذا هو عباس الأب الحاني الذي يتقن فن احتواء جميع عناصره والجمع بين كوادره.. هذا المفكر السياسي صاحب التحليلات الدقيقة والرؤيا المبنية على وعي وإدراك لحقيقة الصراع وطبيعة الواقع.. وهذا القائد العسكري المخطط والمعد للعمليات الأكثر وقعا وإيلاما للاحتلال.. وهذا المتحدث والخطابي الذي تلامس كلماته عمق القلوب فتداوي الجراح.. وهذا المطارِد للاحتلال المطلوب رقم 1 في المحافظة والذي أدرج اسمه على رأس قائمة المطلوبين للتصفية بعدما أرهق الاحتلال بحثا عنه.. وهذا الصلب الصابر والعصي على الكسر أمام سطوة السجان الذي لم يجد إلا ضرب سلام التحية أما صخرة وصفها بالأسطورة حينما خرج من التحقيق محطما لكل أساليب تحقيقهم في عسقلان، ليصبح بعدها مثلا يحتذى.
زواجه من أحدى رائدات العمل الإسلامي:
هذا القائد بهذا المستوى لم يكن ليختار شريكة لحياته من ذوات الدنيا.. ففي عام 1993م تزوج عباس من إحدى قياديات العمل الإسلامي في مدينة طولكرم السيدة "إخلاص عبد الكريم الصويص" (أم عبد الله) والتي رزق منها بمولودته البكر "مودة" وبابنه "عبد الله".. فقد عاشت حياة مريرة وأحزانا كثيرة.. ولم تهنأ بحياة زوجية مستقرة وهي تواجه الصعاب وتتحمل الأذى لتكون نموذجا لزوجة صبورة كريمة ملتزمة.. وأم مربية فاضلة.. مؤمنة بربها مدركة أن كرامة هذه الأمة لا تعود إلا بالتضحيات.. فليس أقل من أن تحتسب عند الله الأجر وتصبر لتشد من أزر زوجها العباس الذي كانت كلماته تدق جنبات مسامعها كل لحظة وحين وهو يقول لها "أريدك كالخنساء وسمية.. أريدك والدنيا في يديك بل تحت قدميك…".
رحلاته مع الاعتقال:
الاعتقال الأول: لم يمض على زواج عباس الشهرين من أم عبد الله وإذا بجيش الاحتلال يطرق باب بيته الصغير بضربات مدوية في ليلة شديدة الظلمة ليسلب الفرحة من عيون عباس وزوجته التي صبرها رغم الهلع والقيد في يديه بقوله "إنني قد اخترتك لمثل هذه الأيام فكوني عند حسن ظني بك"، ثم وضعوا الغطاء على عينيه وقادوه بكل وحشية في جيب عسكري ليقع بعدها فريسة الاعتقال مدة لا تقل عن 11 شهرا.. ثلاثة منها في غياهب التحقيق في سجن طولكرم المركزي.. ليفرج عنه لاحقا في 21/5/1994م من سجن النقب الصحراوي.
الاعتقال الثاني: فرحة الإفراج عن عباس اكتحلت بلون الترقب والحذر.. فلم يمض ستة شهور على خروجه من المعتقل وإذا بالمشهد نفسه يتكرر.. طرقات باب.. وصرخات جنود.. ومداهمة للمنزل أشد من سابقتها، فلم يترك شيء في المنزل إلا وقعت عليه يد الجنود تفتيشا وتخريبا.. ثم اقتياد لعباس معصوب العينين ومقيد اليدين ليجد نفسه أمام اعتقال إداري في 22/11/1994م.. ولم يدم به الحال طويلا على ذلك حتى حول للتحقيق في سجن عسقلان المركزي الذي كان يعتبر في حينها "بالمسلخ" للأساليب الوحشية المتبعة مع المعتقلين في القضايا العسكرية.. فكانت فترة التحقيق معه عصيبة.. عانى فيها من أنواع العذاب أشكالا وألوانا بدءا بالضغوط النفسية ومرورا بأساليب الشبح والهز العنيف المحرم دوليا والعزل في زنازين انفرادية.. بالإضافة الى تهديده باعتقال زوجته من أجل تحطيم وكسر معنوياته العالية.. وبالفعل تم استدعاؤها الى الإدارة المدنية في طولكرم، ولكن تقديرات الله بإلغاء الاستدعاء تمت.. إلا أن بعد أسبوعين طوق الجنود باب المنزل الذي تم اقتحامه بوحشية وهمجية بالغة.. ثم تم جمع كل أفراد العائلة في غرفة واحدة.. وطلب الضابط من زوجته الجلوس على كرسي أمامه ثم أخذ بالتحقيق معها على مرأى ومسمع من أهلها.. واستمر التحقيق ثلاث ساعات متواصلة حتى قالت للمحقق "أعتقد أن مدة الضيافة قد انتهت.. فقد صارت الساعة الآن الواحدة والنصف بعد منتصف الليل !! ماذا تريد أكثر من ذلك؟؟!!… ".. وتبين لها أن المحقق كان يريد رسالة أعطاها إياها عباس في المحكمة فيها عن أساليب التعذيب التي تعرض لها في التحقيق.. ولكنها أنكرت أخذها شيئا وبكل جرأة ورباطة جأش قالت لهم "فتشوا كما تشاءون".. وهكذا خرجوا من البيت دون أن يحققوا مبتغاهم.. فهكذا أرادوا لأساليبهم التي تعارض كل الأعراف وحقوق الإنسان ان تبقى طي الجدران.. خمسة شهور من التحقيق المرير لم تلن له قناه.. وبقي صابرا متحديا بأن ينتزعوا منه اعتراف بمسؤوليته عن خلية عسكرية جميع أفرادها انتهى بهم الأمر الى الاعتراف بقادته لهم وبشكل مباشر من خلال المواجهة معهم في مكاتب التحقيق.. فلم يكن حينها جواب هذا الأسد الهصور إلا أن قال للمحققين "أتصدقهم وتكذبني".. وما أن انقضت فترة التحقيق حتى وقف جنرالات التحقيق أمامه احتراما ضاربين التحية العسكرية له.. ليصبح بعدها مثلا يضرب من قبل المحققين لمن يصمد لأكثر من أسبوع "أتظن نفسك عباس السيد".. فعلى الرغم من شدة البلاء إلا أن عباس كان يستشعر لذة الأذى في سبيل الله وإغاظة أعدائه وقد أفصح عن ذلك في إحدى رسائله الى زوجته خلال اعتقاله حيث يقول فيها:
(( كانت أيام التحقيق جميلة جدا.. حافلة بالمغامرات.. كانت تمر علي لحظات لم أتذوق طعمها من قبل.. كنت أشعر بقوة منبعها الاعتصام بحبل الله.. هي قوة أقوى من المحققين أنفسهم.. كانت تجربة غنية تزيد المرء إصرارا على المضي قدما في طريق الجنة.. تجربة تكشف عن معادن الرجال.. تجربة زالت آلامها وبقيت ذكرياتها الجميلة.. فصرحوا لي بتخوفهم من المد الإسلامي.. وعدم ثقتهم ببقاء دولتهم كما يزعمون.. كنت أعاملهم معاملة الند... فأصبحوا بعد فترة من التحقيق ضعفاء مهزومون عند مواجهتي ))
لقد وهب الله عباس قوة عجيبة وقدرات قلّما يتصف بها إنسان.. فمظهره المتأنق كان يخفي عزما من حديد.. جسّده الصمود الأسطوري في زنازين الاحتلال وأقبية التحقيق حيث أصبح اسمه متداولا في كراسات الأمن لدى سجناء حركة حماس داخل السجون والمعتقلات الصهيونية تحت عنوان "رجال قهروا الشاباك" وعن ذلك يقول احد الأسرى الذين عايشوا عباس خلال التحقيق معه عام 1994م ان عباس نقش على جدران الزنازين عبارات تحثّ الأسرى على الصمود مثل "الإنكار أقرب الطرق الى الدار" و" الاعتراف خيانة لله والوطن والمبدأ الكريم" غير ان أكثر تلك العبارات الموقعة باسم عباس السيد رفعا للمعنويات وشحنا للهمم كانت عبارة كتبها بالخبز الرطب الذي جفّ ليبقى على جدار الزنزانة تقول" إن ألم الشبح يزول، وقبح المحقق يختفي، لكن ألم الاعتراف باق لا يزول فاحذروا الاعتراف".
يتبع
__________________


سر على بركة الله شيخنا
لا يضرك أذى المنافقين والمتخاذلين
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 25.12 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 24.49 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.50%)]