الموضوع
:
الاختلاط في التعليم, هل يجب ان يُطبق ؟ ام يمنع منعا باتا؟ ام يٌطبق لمراحل معينه؟
عرض مشاركة واحدة
#
3
06-09-2007, 03:26 AM
فرقد قيس العطية
عضو مشارك
تاريخ التسجيل: Aug 2007
مكان الإقامة: سوريا
الجنس :
المشاركات: 49
الدولة :
بسم الله الرحمن الرحيم
إني لا أوافق .......................
رواية وداعاً بابل
للكاتب العراقي اليهودي - نعيم قطان
ترجمة آدم فتحي – منشورات الجمل
الرواية من 208 صفحة وجدتها بالنسبة لي رائعة وأعجبتني ..تتحدث عن يهود العراق في سنوات ماضية وهي تحكي حياة الكاتب نفسه طفولته وشبابه .. بما إن الكاتب يهودي لم يفاجئني تحيزه لقومه في إنهم هم دائماً الأذكى والأمهر وووو ...
لم أفرد هذه المساحة لها في هذا الموضوع كي أحللها بل فقط كي أخبركم بأن هناك رواية جميلة تستحق القراءة من وجهة نظري المتواضعة
فضلت أن أنقل لكم مقاطع بإختياري من الرواية كي تعيشوا أجوائها .. قراءة ممتعة
*******
في المقهى في جلسة نقاش مع الأصحاب لأول مرة أخذ نسيم يتحدث باللهجة اليهودية كنا اليهوديين الوحيدين في المجموعة..كانوا جميعهم مسلمين وكانت لهجتهم هي لغتنا المشتركة ..في العراق يكفي حضور مسلم واحد في مجلس ما كي تفرض لهجته نفسها على الجميع ..
*******
يكفي أن يفتح أحدنا فمه ليشي بهويته ..في كلماتنا محفور شعار أصولنا ..فهل يجد المسلم الشاب تسلية أفضل من أن ينصت إلى عجوز يهودية تخاطب موظفاً مسلماً ؟ إنها تشوه بعض الكلمات اليهودية وتعقبها بعبارة أو عبارتين مما يجري على ألسنة المسلمين ومهما مطت شفتيها فهي لن تقدر إلا على إساءة النطق بلهجتها مما لا يخفى أثره المضحك على أحد ..وعادة ما يعمد أنصاف الأميين من اليهود إلى ترصيع جملهم بكلمة أو كلمتين من كلام المسلمين حتى وهم يتحدثون فيما بينهم فذلك يؤكد أن لهم بين المسلمين معارف وعلاقات ..
أما المسلمين فإنهم لا يقترضون إلا من العربية الفصحى وليس لهم أي موجب لتسليط حكم سلبي على لهجتهم بل هم لا يلجئون إلى لهجات اليهود أو المسيحيين إلا للترفيه عن بعض الضيوف وتتخذ أي كلمة يهودية خالصة في فم المسلم صبغة مرادفة لكل ما هو مثير للسخرية والإزدراء
*******
في مجموعتنا لم نكن يهوداً ولا مسلمين كنا عراقيين مهمومين بمستقبل بلدنا وبالتالي بمستقبل كل منا على إن المسلمين كانوا يحسون بأنهم عراقيون أكثر من الآخرين وممهم قلنا لهم هذه أرضنا ونحن هنا من منذ أكثر من خمسة وعشرين قرناً وإننا سبقناهم إلى هذا المكان فإنهم لا يقتنعون .. نحن مختلفون ..أليس لون بشرتنا أكثر نصاعة من لون بشرة البدو ؟ ألا نرطن بلغات أجنبية ؟ وهب أن أنجب تلاميذ اللغة العربية هم من اليهود وأن مدارس الكنيس الإسرائيلية تخرج أفضل المتخصصين في النحو العربي ..فإن ذلك لا يغير من الأمر شيئاً ..هويتنا ملوثة ..
*******
عندما أراد نسيم أن ينشر مسرحيته في كتاب رأى الناشر إنه من الضروري أسلمة إسم عائلة نسيم وهكذا تحول من إبراهام إلى إبراهيم .. ما الفرق؟ إنه الشيخ نفسه أبو إسحاق وإسماعيل الذي وردت أخباره في التوراة والقرآن ..
*******
كنا نعيش على طرف عالم المسلمين وغالباً من شعرنا جراء ذلك بغرابته التي كثيراً ما تحولت إلى نوع من الفضول تجاه كل ما هو غير مألوف لكنه عالم العدوانية والتنازلات أيضاً نحن جيران المسلمين ومن ثم علينا أن نتجنب ضرباتهم ونستدر رضاهم المهم أن يتركونا في سلام ..
كانت الأم اليهودية تدعو إبنها بالمسلم إذا أرادت شتمه فيما لا تبخل المسلمات بنعت اليهودي على أبنائهن المتمردين ..
*******
بالنسبة إلى جدتي فإن دخول حي المسلمين أمر لا يجوز حتى مجرد التفكير فيه لا بسبب الخوف من المجهول فحسب بل وأيضاً كي لا نفتح الباب لرد الزيارة في المقابل مما قد يسمح للمسلمين بوضع قدم في حرم معبد من معابد اليهود ..
*******
أُصبت في مرفقي ونُصحنا بالذهاب إلى رجل مسلم مبارك ذاع صيته لا يصعب عليه لا الساق المكسورة ولا الذراع المرضوضة .. أحكمت أمي لف رأسي كي لا تقع عيون المسلمين على لون شعري الفاتح وإختارت لي ملابس لا يشي شيء منها بأصولي اليهودية ثم سلمتني إلى والدي فأمسكت بيده وأنا مقتنع تماماً بأني على سفر وأني سأقوم بإجتياز حدود بلدي وكم كانت دهشتي عظيمة وأنا أتوغل في تلك الشوارع الغريبة فإذا الأبواب شبيهة بأبوابنا وإذا النوافذ غير مختلفة عن نوافذنا والناس كانوا يرتدون أغطية الرأس نفسها ويلفونها بالعقال نفسه ...
*******
كان اليهود يشكلون الدرع الواقي والعمود الفقري للدولة العراقية وحين دخلت الجيوش البريطانية بغداد سنة 1917 مُجبرة العثمانيين على التقهقر إلى آخر ماقلهم كان أول همهم أن يعلنوا للسكان العرب أن ساعة التحرير قد دقت وإن ساعة الإستقلال قاب قوسين أو أدنى ولم يكن أحد ليزف هذه البشرى إلى العرب غير اليهود وحدهم كانوا قادرين على القيام بدور المترجم .
*******
لم تجد الحكومة بداً من الإعتراف لليهود بتفوقهم على الأقل في أمر معين : المعرفة باللغات الأجنبية وإذا كان تعليم الإنجليزية إجبارياً في جميع المدارس فإنه أفضل ما يُدرس في المدارس اليهودية وعلى الرغم من ذلك لم نكن نفخر بحذقنا للإنجليزية أو حتى الفرنسية بقدر ما كنا فخورين بطريقتنا المرنة في تناول العربية وفي الإمتحانات التي كانت الوزارة تقررها على جميع المدارس في نهاية كل سنة قل أن يكون صاحب الجائزة الأولى غير يهودي .
*******
إذا أراد اليهودي أن يحصل على وظيفة مدير عام للبريد أو للسكك الحديدية فإن عليه أن يضاعف الجهود وأن يثبت دون أي دحض ممكن أنه لا يمكن الإستغناء عنه وأنه من المستحيل على أي مسلم أن يعوضه وفي ما عدا ذلك وعلى الرغم من مؤهلاتنا أو من حاجيات البلد ظلت أبواب الجيش والسلك الديبلوماسي مغلقة تماماً في وجوهنا .
*******
ذهبنا لزيارة بابل .. وحدهم اليهود يستطيعون الإحساس بإنبعاث ماض حي من تحت ركام الحجارة هذه .. لاصلة للعرب بابل حين فتحوها كنا نحن سكانها الأصليين جئنا إلى هنا أسرى عبيداً لنبوخذ نصر إلا إننا إنتصرنا على الرغم من هزيمتنا وعلى هذه الأرض كتبنا التلمود وهكذا إنحدر من نسل الأسرى وأبناء العبيد كبار العلماء والفلاسفة .
وفي طريق العودة أغمضت عيني وأخذت أرى نفسي حافي القدمين ماشياً على الرمل الحارق وعلى الظهر حمل ثقيل إلى جانب إخوتي الأسرى ونحن نعبر الصحارى والأنهار والسيول دون أن نحني الظهر أو نخفض الرأس كنا نغمض الجفون على مشهد ذلنا مهيئين أنفسنا لنمنح العالم التلمود ذاك الكنز من الحكمة الأبدية .
*******
سجلنا في مدرسة للمسلمين .. قالوا لنا أصدقائنا ..ستضطرون إلى أن تحفظوا عن ظهر قلب صفحات كاملة من القرآن وسيجبرونكم على شرح أشعار الجاهليين كلها
في الصف كنا كنا الوحيدين نسيم وأنا اللذين عرفا الإجابة عن مسألة تتعلق بمعنى آية قرآنية ..رفع نسيم يده بتردد ثم سرعان ما خفضها كان من الصعب أن نسجل تميزنا في هذا المجال .. ظللت رافعاً يدي ووخزني نسيم بمرفقه كي أصمد ..لن نعود إلى رفع اليد قبعنا في وحدتنا ..كانوا يرفضوننا لكنهم لن يوقفوننا عن السير قُدماً في طريقنا ستكون كتابتنا للعربية أفضل وسيضطر الأستاذ والتلاميذ إلى الإعتراف بحقنا في التقاسم سيضطرون إلى قبول هبتنا .. شهادة غرامنا بلغتنا .. هذا الغرام الذي كان يتغذى بكل طاقات طموحنا .. كانت تلك اللغة مُلكاً لنا بقدر ما كانت ملكاً للمسلمين ولن يستطيع أي أستاذ أن يقول عكس ذلك .
*******
على ظهر غلاف الرواية كُتب:
هذه الوجوه التي تنظر إليَ .. هذه الوجوه التي تبتعد .. هذه الوجوه التي أتطلع إليها من وراء زجاج الباص .. ستكون هي العراق .. ستكون هي كل ما يتبقى لي من العراق .. عساني أحمل إنعكاسها فيَ إلى الأبد .. لابد من ذلك كي أحتفظ بطفولتي .. لابد من ذلك كي أستطيع دخول العالم الجديد دون أن أكون مبتوراً من هذا الجزء الأساسي فيَ .. دون أن أكون قد بعثرت عبثاً هذا العنقود من الأحلام والذكريات ..
*******
نعيم قطان : روائي من مواليد العراق سنة 1928 له إسهامات في المقالة والنقد والكتابة المسرحية .. يقيم بكندا منذ سنة 1954 حيث يتولى منصباً إدارياً سامياً على رأس مجلس الفنون إلى جانب مواصلة النشاط الأدبي .. من رواياته (فريدة -1991) و (ثروة العابر - 1989) و ( في الصحراء وهي مجموعة قصصية - 1974)
جزاك الله خير ياأخي أبوكارم لأن هذا الموضوع مهم جدا
فرقد قيس العطية
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى فرقد قيس العطية
البحث عن المشاركات التي كتبها فرقد قيس العطية
[حجم الصفحة الأصلي: 21.73 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط
21.12
كيلو بايت... تم توفير
0.61
كيلو بايت...بمعدل (2.80%)]