لا تـفـقــد الأمـــل
بعض الناس قد يصيبه العجز في مسابقة الصالحين والحذو حذوهم لضعف عزمه وهمته ، إذا سمع أو قرأ عن سيرتهم وعرف جهادهم وعملهم ورقـيّهم في درجات الكمال وشدة محاسبتهم لأنفسهم وكثرة بذلهم ، ظن أن لا سـبـيـل لمنافسة أولئك القوم ، وأنهم قد سبقوه وليس له أن يصل إلى ما وصلوا إليه من الجـد والإجتهاد في طاعة الله ، فـيـفـقـد الأمل ويـبـدأ الشيطان يلعب على هذا الإحساس ، فيوسوس له بأنه لا يمكنه اللحاق بأولئك الصالحين وأنه مهما عمل فـلن يُـقـدّم أو يُـؤخِّـر لأن دخول الجنة برحمة الله وليس بالعمل .
فضل الله واسع لا يتصوره الإنسان ورحمته وسعت كل شيء ، دخول الجنة بعد رحمة الله يحتاج إلى عمل ، والجنة درجات وكل درجة تحتاج إلى عمل وكلما زاد العمل ارتفعت الدرجات وارتـقى الإنسان في هذه الدرجات .
الجنة ليست واحدة إنما هي جنات لا يعلمها إلا الذي خلقها وأنشأها ، وكل جنة من هذه الجنات فيها درجات ومنازل ــــ فاختر ما شئت من الدرجات بقدر عملك ـــ
من سِعَـتِ هـذه الجنات أن الله سينشئ لها خلقا جديدا فـيُـسكـنهم نواحي الجنة .
روى أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
(( لا تزال جهنم يُـلقى فيها وتـقـول هل من مزيد حتى يضع رب العزة قدمه فينزوي بعضها على بعض وتقول ـ قط ... قط ـ بعزتك وكرمك . ولا يزال في الجنة فضل حتى يُـنـشئ الله لها خـلقا فـيُسكـنهم فضل الجنة .... البخاري ومسلم )) .