لماذا لم ينفعني القرآن حين رقيتُ به نفسي و أنا مريض ؟؟
:salam:
كثيراً ما نسمع شكوى بعض المرضى من استمرار آلامهم و أوجاعهم ..
فلا طبيب يداوي ..
و لا رقية أفادته ..
و لا عسل خفف عنه .
يتساءل الكثير من المرضى عن قوله تعالى { وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا (82) } الإسراء
و يتعجبون من عدم استنفاعهم بالرقية الشرعية ، و قد يسبب هذا الأمر شكوكاً في نفس المسلم و يزيدها و ينفخ فيها عــدوّه الشيطان .
فلماذا حصل هذا الأمر ؟؟
لماذا لا تنفع الرقية بعض الناس بينما تنفع غيرهم ؟؟
الإجابة عند ابن القيّم – رحمه الله – حيث يقول :
ههنا أمر ينبغي التفطن له ، و هو أن الأذكار و الآيات و الأدعية التي يُـستشفى بها و يُرقى بها ، هي نفسها نافعة شافية ، و لكن تستدعي قبول المحل و قوة همة الفاعل و تأثيره .
فمتى تخلّف الشـِـفاء كان ( لضعف تأثير الفاعل ) أو ( لعدم قبول المحل المنفعل ) أو ( المانع قوي فيه يمنع أن ينجح فيه الدواء . )
كما يكون ذلك في الأدوية و الأدواء الحسية ، فإن عدم تأثيرها قد يكون لعدم قبول الطبيعة لذلك الدواء .
و قد يكون لمانع قوي يمنع من اقتضاء أثره .
فإن الطبيعة إذا أخذتْ الدواء بقبول تام كان انتفاع البدن بحسب ذلك القبول ، فكذلك القلب إذا أخذ الرُقى و التعاويذ بقبول تام ، و كان للراقي نفس فعّالة و هِمّة مؤثرة أثــّـر في إزالة الداء .
انتهى كلامه رحمه الله .
كما أن لابن المنذر كلاماً حول هذا حيث أنه أجاب على سؤال يقول :
[ لماذا لا ينتفع الكثير من المرضى بالرقية ؟؟ ]
فأجاب قائلا : يذهب المريض إلى الراقي فلا يحصل له الشِفاء فيذهب إلى الثاني و الثالث و الخامس .. و قد يتردد على كل من يسمع عن شُهرته بالرقية و يتكبّد في ذلك المشاق الكثيرة و في النهاية لا يجد الشِفاء ، و هذا إمّا لحكمة أرادها الله ، و إما لخلل و نقص في المريض نفسه ، أو ضعف في الراقي .
انتهى
و أيضاً مما وُجد من كلام ابن القيّم في عدم انتفاع البعض بالرقيا قوله :
إن كون القرآن شفاء و الصلاة شفاء .. أمر لا يعُمُّ جميع الطبائع و الأنفس .
فهذا كتاب الله هو الشِفاء النافع و هو أعظم الشِفاء ، و ما أقل المستشفين به ، بل لا يزيد الطبائع الرديئة إلا رداءة .
انتهى كلامه .
|