أعيدوا للمساجد قدسيتها
إننا نرى الكثير ممن يتكاسلون عن الأعمال الصالحة وينشطون في طلب الدنيا ويتوسعون في إعطاء نفوسهم ما تشتهي نضرب لذلك مثلا ً في علاقة كثير من الناس بالمساجد وحضور الجمعة والجماعة، فنرى الكثير يسكنون بجوار المساجد ولا يدخلونها، يجاورون المساجد ببيوتهم ويبعدون عنها بقلوبهم، وذلك دليل على ضعف الإيمان في قلوبهم أو انعدامه لأن عمارة المساجد بالصلاة والعبادة والتردد إليه من أجل ذلك علامة الإيمان. ترى هؤلاء يملؤون الأسواق ويأكلون الأرزاق، ولا يتجهون إلى المساجد ولا يشاركون المسلمين في إقامة شعائر الدين، و البعض الآخر من الناس- وهم كثر- يأتون إلى المساجد في فتور وكسل، ويمضون فيها قليلا من الوقت على مضض وملل، فالكثير منهم إذا سمع الإقامة جاء مسرعاً ثائر النفس ودخل في الصلاة وهو مشوش الفكر، لم يُراعِ أدب الدخول إلى المسجد ولم يعمل بسنّة الرسول صلى الله عليه وسلم حيث يقول[إذا سمعتم الإقامة فامشوا وعليكم بالسّكينة فما أدركتم فصلّوا وما فاتكم فأتمّوا ] وفاته أجر التقدم لإلى المسجد وانتظار الصلاة إن التأخر في الحضور إلى الصلاة كما أنه يفوِّت أجورا ً كثيرة فهو أيضاً يفتح باب التهاون بالصلاة ويجر في النهاية ترك صلاة الجماعة، واليوم كما تعلمون كثر التأخر عن المساجد وقل الجلوس فيها، ففات بذلك من الخير الكثير على الأمة، وضعفت منزلة المساجد في القلوب كثير من الناس وقلَّ تأثيرها فيهم فظهر الجفاء وتنكرت القلوب وتفككت الروابط حتى صار الجار لا يعرف جاره ولا يدري عن حاله، فاتَّقوا الله عباد الله وأعيدوا للمساجد مكانتها في قلوبكم، وبكروا في الذهاب إليها، وأكثروا من الجلوس فيها.
__________________
أَطْـــ ي َــافْ المَـــ جْ ـــد
حَمَامَةً تَحْمِلُ رِسَالةً لِكَيْ تُوَّصِلَ تَارِيخَ أَرْضَ الرِبَاطْ عَبْرَ نَافِذَةِ العَالَمْ ..لِنَجْعَلَ مِنَ الأَلمْ أَمَلْ
|