عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 01-09-2007, 02:21 PM
الصورة الرمزية ابو كارم
ابو كارم ابو كارم غير متصل
قلم مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2006
مكان الإقامة: فلسطين
الجنس :
المشاركات: 2,323
الدولة : Palestine
افتراضي

مواصلة الرد على القائد العربي
والأستغاثة لأننى أعرف موضوعك التالي
فما هي الاستغاثة ؟
الاستغاثة دعاء خاص يكون عند الضيق أو الاضطرار. فهي أحد أنواع الدعاء؛ فما يقال عن الدعاء من أحكام يقال عن الاستغاثة.
لقد جاءت آيتان في القرآن تنصص على الاستغاثة بالله هما:
* (إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ) (الأنفال:9). وهؤلاء هم أهل بدر y .
* (وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ وَيْلَكَ آمِنْ) (الأحقاف:17).
والشاهد أن الاستغاثة لم ترد شرعيتها في القرآن بغير الله.

الطلـب من المخلـوق نوعــان
أما قوله تعالى عن موسى u :
* (وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَــى حِينِ غَفْلَةٍ مــِنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلانِ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ) (القصص:15).
لأن هذه استغاثة سببية ليست مختصة بالله وحده. فإن
الدعاء أو الطلب من المخلوق نوعان:
1. طلب في ما يقدر على إجابته. وذلك في حال حضوره وسمعه ما يطلب منه كأن تدعو أخاك أن يحمل لك حاجتك، أو يدفع عنك عدوك، أو يخلصك من حريق أو غرق. وفي هذا يقول سبحانه:
*(وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ) (المائدة:2).
ومنه استغاثة الرجل المذكور بموسى u .
2. أما الدعاء أو الطلب الممنوع والذي عليه مدار حديثنا وبحثنا فهو دعاء المخلوق فيما لا يقدر عليه إلا الله، وذلك حين يكون غائباً أو ميتاً؛ فهو لا يسمع ولا يبصر ولا يقدر على إجابة من يدعوه. وفي هذا يقول سبحانه:
* (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ) (الأحقاف:5).

لا يستغـاث إلا باللــه
كماجاءتآياتأخرى تحصر الاستغاثة بالله وحده وتنهى عن الاستغاثة بغيره منها:
* (أَمنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ) (النمل:62).
إذ يقرر اللهتعالى هنا أن الذي يجيب دعاء المضطر إنما هو إله.
وبما أنه ليس من إله مع الله؛ إذن لا يصح دعاء غير الله وإلا كان بمنزلة دعاء المعدوم. بل هو كذلك حقاً وواقعاً. وفي هذا يقول تعالى:
* (إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (العنكبوت:42).
والحاصل أن الاستغاثة بغير الله تجعل من ذلك الغير إلها مع الله، وذلك شرك. وكون المستغاث أو المدعو من دون الله يضفي عليه صفة الإله ورد في مواضع أخرى كقوله تعالى:
* (فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ لَمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ) (هود:101). و(آلهة) جمع (إله).
*(قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلا تَحْوِيلاً) (الإسراء:56).
وفيالآيةتسفيه لمن يدعو غير الله لكشفما بهمن ضر؛لأنهلا يملك كشفه عنه، كما أنه لا يملك تحويله إلى غيره.
المشركــون القدمــاء كانـوا يوحــدون اللـه بدعــاء الاستغاثــة
والعجيب أن مشركي العرب كانوا إذا وقعوا في شدة وكرب توجهوا إلى الله بالدعاء فاستغاثوا به، وتركوا آلهتهم التي كانوا يدعونها وقت الرخاء. فلم يكن العرب أيام جاهليتهم يستغيثون بغير الله! وقد ثبت هذا في آيات كثيرة من القرآن منها:
* (وَإِذَا مَسَّ الأِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَاداً لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ) (الزمر:8).
* (هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ) (يونس:22).
بل إن منهم من إذا ركب البحر فهبت عليهم عاصفة، أو وقع في شدة وكرب فوجد نفسه قد نسي آلهته التي كان يدعوها من قبل, واندفع هو ومن معه يستغيثون بالله وحده علم بطلان ما كان يصنع من قبل من دعاء آلهته وقت اليسر والرخاء ، بعد أن تحقق من عجزها عن إغاثته وقت الشدة والبلاء. وفي ذلك يقول تعالى:
* (وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ
فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمَا يَجْحَدُ بِآياتِنَا إِلا كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ) (لقمان:32).
ومقتصد أي سالك سبيل القصد أي الاعتدال بمعنى أنه سيستمر على توحيد الله فلا يدعو غيره بعد إذ نجاه من تلك الشدة.
وهذا يبين أن الناس في زماننا قد انحدروا في شركهم إلى أسوأ مما كان عليه المشركون في الجاهلية الأولى!.
__________________


غزة يا أرض العزة

سلاماً من القلب يا نزف القلب




 
[حجم الصفحة الأصلي: 24.59 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 23.97 كيلو بايت... تم توفير 0.62 كيلو بايت...بمعدل (2.53%)]