الموضوع: لمن ولائك؟
عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 26-08-2007, 09:55 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,020
الدولة : Yemen
Icon1


بسم الله الرحمن الرحيم ..
اسف اختى نسيت ان اشكرك لهذا الموضوع حقيقتن جدا رائع وخطير الى درجه انى ابحرت فيه ..
بارك الله فيكى ..
-ماهو تعريف ومفهوم الولاء والانتماء لديكم؟
الانتماء والولاء :‏
- يقول الباحث مجدي أبو زيد : ( يعد الانتماء محوراً مفصلياً يكشف الكثير عن الآلية النفسية التي تتحكم في علائقية المجتمع بأفراده ،ومازال الكثيرون ينظرون الى الانتماء على أنه يخص الجانب السياسي وتجلياته ،في حين أنه يتجذر في كافة الجوانب الاقتصادية والثقافية والاجتماعية ) .‏
- وعرفه باحثون : ( أنه مجموعة متكاملة من الأفكار والقيم والأعراف والتقاليد التي تتغلغل في أعماق الفرد فيحيا بها وتحيا به .حتى تتحول الى وجود غير محسوس كأنه الهواء يتنفسه الإنسان وهو لا يراه) .‏
- فالانتماء جذر الهوية الاجتماعية والكينونة الاجتماعية ومن ثم الاجابة من نحن ؟ كما يشكل مجموعة الروابط التي تشد الفرد الي جماعة أو عقيدة أو فلسفة معينة .‏
- يميل الباحثون في علم الاجتماع الى تحديد الانتماء الاجتماعي للفرد وفقاً لمعيارين أساسيين متكاملين هما : - العامل الثقافي الذاتي الذي يأخذ صورة لجماعة معينة أو حزب أو عقيدة محددة .‏
- العامل الموضوعي: الذي يتمثل في معطيات الواقع الاجتماعي الذي يحيط بالفرد أي الانتماء الفعلي للفرد أو الجماعة .‏
الــــــــولاء‏
- هو الجانب الذاتي في مسألة الانتماء ،ويعبر عن أقصى حدود للمشاركة الوجدانية والشعورية بين الفرد وجماعة الانتماء .‏
- فالولاء حالة دمج بين الذات الفردية في ذات أوسع منها وأشمل ،ليصبح الفرد بهذا الدمج جزءاً من أسرة أو من جماعة أو حزب أو أمة أو من الانسانية جمعاء .‏
التمايز بين الانتماء والولاء‏
قد ينتمي الفرد بالضرورة الى عشيرة ،ولكنه لايشعر بالولاء لها .وعلى خلاف ذلك لاينتمي فرد الى عشيرة محددة ،ولكنه قد يكون عشائرياً بمفاهيمه وتصوراته .‏
-فالانتماء الفعلي يفرض نفسه ،ويتجاوز حدود وأبعاد العامل الذاتي ،وذلك كله مع اعتبار إمكانية التطابق بين العنصرين ،قد يكون المرء عربياً ومؤمناً بعروبته ،أو مسلماً مؤمناً بإسلامه في الآن الواحد ،هذه حالة نجد فيها تطابقاً بين الانتماء والولاء .‏
- أما الولاء كونه البعد الثقافي والموضوعي لهذا الانتماء قد يتطابق وقد يتنافر مع الانتماء .مثلاً في حالة التطابق تجد عربياً يتكلم اللغة العربية ،ويعيش على الأرض العربية ،ويشعر بالانتماء التام لأمته العربية .أما في حلة التنافر تجد عربياً آخر يتكلم اللغة العربية ويعيش على الأرض العربية،ولكن ولاءه وتصرفاته وسلوكه مع مجموعة أو فكر أو جماعة أو دولة معادية للأمة العربية .‏


-كيف نعيد زراعة الانتماء فى النفوس؟
نعيده بعودتنا الى الانتماء للإسلام


لقد أتى على الناس حين طويل من الدهر ورثوا الدين كما يورث المتاع، وصار المرء يدعى مسلما لأن أبويه مسلمان، أو لأنه نشأ في وطن يقر أهله بالإسلام دينا رسميا. وصار الإحساس بالانتماء إلى الإسلام –في أحسن الحالات –مجرد فورات عاطفية تطفو على السطح مرات قليلة في العمر.
لهذا وجب علينا مراجعة هذا الأمر بوعي وشجاعة؛ وسنجد حينها أن انتماءنا لهذا الدين لابد أن يستصحب جملة معان ومبادئ، أولها:

الانتماء النفسي/الشعوري: الذي يستشعر صاحبه جلال هذا الدين وجماله، يحس به يسري في أوصاله حارا قويا متدفقا..إنه شعور واضح الغاية يقطع مع كل الاختيارات الخاطئة الضالة، صاحبه ليس من الذين يأكلون ويتمتعون كما تأكل الأنعام، ولا من الذين تعجبك أقوالهم في الحياة الدنيا ويشهدون الله على مافي قلوبهم وهم ألد الخصام..ولا من الذين جعلوا قصارى جهدهم في الحياة لقمة لينة، ومركبا فارها، وحلة جميلة، ونومة مريحة، وامرأة وضيئة، ومظهرا كاذبا، ولقبا أجوف..
إنه شعور يمتح من عقيدة صافية صحيحة واضحة ارتضت الله ربا خالقا مدبرا رازقا..واتخذته –وحده- معبودا تخضع له الرقاب..عقيدة ليست مجرد تمن وكلام يلقى، وإنما هي عمل وحركة لا يفتران..
إنه إحساس نفسي بالفخر والعزة أن جعلك المولى عز وجل ممن يدينون بالدين الذي ارتضاه (إن الدين عند الله الإسلام) آل عمران19
بالدين الذي أكمله الله تعالى وأتمه (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا)المائدة03
عن عمر رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (مثلكم ومثل أهل الكتابين كمثل رجل استأجر أجيرا فقال: من يعمل لي من غدوة إلى نصف النهار على قيراط ؟ فعملت اليهود، ثم قال: من يعمل لي من نصف النهار إلى صلاة العصر على قيراط ؟ فعملت النصارى، ثم قال: من يعمل من صلاة العصر إلى أن تغيب الشمس على قيراطين؟ فأنتم هم، فغضبت اليهود والنصارى، وقالوا: مالنا أكثر عملا وأقل أجرا؟قال: هل نقصتكم من حقكم شيئا: قالوا: لا. قال: فذلك فضلي أوتيه من أشاء.) وقال صلى الله عليه وسلم: (نحن الآخرون من أهل الدنيا والأولون يوم القيامة)

إنه إحساس نفسي بامتدادات الإسلام الزمانية والمكانية..تحس بأخوة الرسول صلى الله عليه وسلم وقد بشرك بها..وتحس بأخوة المسلمين في كل مكان مهما نأى، فتفرح لأفراحهم وتألم لأحزانهم.

بهذه المعاني النفسية يصير الانتماء إلى الإسلام منبعا فياضا لمحبة الله تعالى واتباع المصطفى عليه السلام، ومحركا قويا للعمل الدؤوب لصالح استعادة أمجاد أمتنا.


الانتماء الفكري التصوري:

لا يكفي أن يكون الإسلام مجرد مشاعر وعواطف في قلب المسلم، بل عليه أن يبني للإسلام بنيانا قويا جميلا في فكره وتصوراته، فيؤمن بذلك بمنظومته الفكرية القائمة على أسمى قيم الحرية البناءة، والعقل المهتدي، والعدالة الشاملة..منظومة فكرية تمتح من المعين الصافي وتسير لتحقق مصالح العباد في العاجل والآجل، لا يستهويها نزق التمرد على الحق، ولا تبهرها الأضواء المزيفة القادمة من الضفاف الأخرى..
إنه الفكر المتوقد الذي يركب مراكب الدين الآمنة، يستوعب عقيدته وشريعته وحضارته ليثبت وجوده وأصالته بالحجة العلمية والتحليل الرصين والحوار الهادئ..
إنه فكر يستند إلى عقل انقذفت فيه أنوار الهداية فغشيته؛ قال عليه الصلاة والسلام: (ما اكتسب رجل مثل فضل عقل يهدي صاحبه إلى هدى ويرده عن ردى).

الانتماء السلوكي العملي:

إن للانتماء النفسي والتصوري حقيقة تشهد عليه وتدل على صدقه؛ إنها السلوك العملي الذي يبسطه الإنسان بين يدي دعواه؛ قال تعالى (إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر).التوبة18
ويتمثل هذا الانتماء السلوكي في إقامة العبادات والشعائر لله تعالى، فتلك غاية الخلق، وتلك صلة المخلوق بخالقه.
إنها العبادة المخلصة لله تعالى، المهتدية بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، العبادة الشاملة غير المتوقفة، الممتدة زمانا ومكانا (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين) الأنعام 162.

العبادة الوافية التي تتعدى الفريضة لتنهل من فيض النوافل والقربات..العبادة الخاشعة الحاضرة الذهن والجارحة، المناجية لرب الكون..العبادة الباكية بين يدي الرحمن الرحيم..المعترفة بالضعف والذلة..الراجية لعفو وعون القوي القدير.
ويتجسد هذا الانتماء أيضا في الأخلاق والمعاملات، فإنما بعث المصطفى الكريم ليتمم مكارم الأخلاق، وإنما جعل الدين معاملة.
إنه سلوك القدوة المضيئة في دروب الناس المتخبطين الذين يلقون الخطوات على غير هدى ولا رشاد.
بهذه المعاني يكون الانتماء إلى الإسلام انتماء مصيريا، لا يبغي عنه المسلم حولا ولا يرضى بغيره بدلا، فيعيش به وله، ويرى سعادته في خدمة الدين والتمكين له، وإن بذل في سبيل ذلك المال والنفس والولد والوقت والجهد..يجتهد كل الجهد في سلوك السبل المؤدية إلى نصرته.


يتبــــــــــــــــــــــــــــع
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 25.26 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 24.65 كيلو بايت... تم توفير 0.61 كيلو بايت...بمعدل (2.43%)]