¤°•|| الهمـــــــــــوم ||•°¤
°
¤
•
هو مشاعر مختلطه من الخوف و القلق و الضيق و الهواجس و الوساوس
تصيب الإنسان
عند توقع الأمر المكروه ، فإذا حدث الأمر المكروه فتلك المشاعر
تسمى الغم ،
فإن بقيت تلك المشاعر بعد انقضاء الأمر المكروه و شعر الانسان
بالخسارة
و الفقد فيسمى حزن .
ولما بويع سيدنا عمر رضي الله عنه بالخلافة رجع من البيعة إلى
بيته مغموما ،
فلما سئل قال : و مالي لا أغتم و ليس أحد من
المسلمين إلا و هو يطالبني بحقه أن أؤديه .
وقال صاحب مختار الصحاح : إذا اشتد الغم فهو الكرب ، و إذا
تجمعت الهموم
يقال حزبه كذا ، و كان عليه الصلاة و السلام إذا حزبه أمر فزع
إلى الصلاة .
والهموم تصيب كل البشر ، و لا تنتهي الهموم حتى يدخل الانسان الجنه ،
فهناك لا خوف عليهم و لا هم يحزنون ،
و أما قبل ذلك فكل يأتيه الهم على
قدر إيمانه أو كفره ، و على قدر طاعته أو معصيته ، الهموم
نوع من الابتلاء
قد يرفع الله به درجة العبد الصالح ، و قد يكفر به من سيئات
العاصي و قد
يعاقب به الكفرة و الفجرة .
°
¤
•
الهموم أنواع و درجات : فمنها هموم الصالحين
في تبليغ الدعوة و الإصلاح ،
و نشر الفضيلة و محاربة الرذيلة ، و هموم الحاكم العادل في إقامة
العدل في رعيته .
وهناك هموم العصاة و الأشرار ، لأن المعاصي لها عقوبتان واحدة
في الدنيا
و عقوبة في الآخرة ما لم يتب العاصي "و من أعرض
عن ذكري فإن له معيشة
ضنكا و نحشره يوم القيامة أعمى" طه (122) .
و من رحمة الله بعصاة المسلمين
أن يصيبهم بالهموم لعلهم يتفكرون و يرجعون ، و إذا اشتد
غضب الله على قوم
أخذهم بغتة و هم لا يشعرون..
وقد يعصي الإنسان ربه و لا يأتيه الهم ، فلا يفرح بذلك لقوله تعالى:
"ذرهم يأكلوا و يتمتعوا و يلههم الأمل فسوف يعلمون"
الحجر (3) ، و في
الحديث الشريف "من ساءته سيئته و سرته حسنته فهو مؤمن"
أحمد و الترمذي و ابن حبان .
°
¤
•
و مما يساعد على إطالة الهم و اشتداده ، ضعف الإيمان
و تزعزع الثقة في الله ،
و كثرة المعاصي بلا توبة و لا عمل الحسنات المذهبة للسيئات ، و كذلك
تضخيم الأمور و كأن ما نزل به هو نهاية العالم ، و كم رأينا من يتزلزل
لأبسط المشاكل .
°
¤
•
ومن فوائد الهموم أنها ترفع الدرجات و تكفر السيئات إذا اجتازها المسلم
بنجاح "ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ و لا نصب و لا مخمصة
في سبيل الله
و لا يطؤون موطئا يغيظ الكفار و لا ينالون من عدو نيلا إلا كتب لهم به
عمل صالح إن الله لا يضيع أجر المحسنين" التوبة (121).
و من فوائدها الشعور بالراحة و السعادة عندما تجلي ، فقد قال أحد
الحكماء : ليس في الدنيا متعة مثل انجلاء الهم. ومن فوائدها أن تتعرف
على من يقف بجانبك وقت الشدة..
فما أكثر الأصحاب حين تعدهم :: و لكنهم في النائبات قليل .
°
¤
•
مما يجلي الهموم، الرجوع إلى الله بالعمل الصالح من صلاة و استغفار
و توبة و صدقة و تلاوة القرآن ، و الذكر المناسب لحالتك مثل
"لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين"
، كما أن مجالسة
الصالحين فيها جلاء للهم و الغم و الحزن ، و كذلك التنزه في الطبيعة
الخلابة من خضرة و ماء .
فإن كان همك لأمر دنيوي و أزعجك فعليك بزيارة المقابر لتتذكر
الآخرة و تشعر بحقارة الدنيا و أنها لا
تستحق كل هذا الهم و الغم .
°
¤
•
نسأل الله اللطف فيما تنزل به المقادير ، و أن يجعلنا من الصابرين
المحتسبين إذا حل بنا ما نكره ، و ألا ننسى قوله تعالى
"إن مع العسر يسرا