الموضوع
:
هيا نتدبر القرآن سويا...(سلسله متجددة) من التدبر في القرآن الكريم
عرض مشاركة واحدة
#
43
22-08-2007, 06:47 PM
فراشة المنتدى
قلم مميز ومشرفة سابقة
تاريخ التسجيل: Jun 2006
مكان الإقامة: -
الجنس :
المشاركات: 1,967
ختــــام سورة التــــوبة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نأتى للجزء الاخير من سورة التــوبـة
وتأتي آيات رائعة في
ختام السورة
(
لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ
) آية 128
و (
فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُلْ حَسْبِيَ اللّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ
) آية 129
ختام رائع مع الرسول صلى الله عليه وسلم
فإن الله تعالى إن
حرم الكفار والمنافقين من الرحمة في أول السورة
بعدم ذكر البسملة
فإنه أعطاهم
في آخرها رحمة ورأفة
وهذه
الختام مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
.
لفتــــــــــة:
في هذه السورة
وصف الله تعالى واقع المجتمع في عصر الرسالة الأول
وعدّد شرائح المجتمع المتناقضة منها من كان على الحقّ ومنها على الباطل.
وهذه الشرائح هي كما وردت في السورة:
1. البدو الذين كانوا جفاة
كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم :
من بدا جفا.
كما في قوله تعالى (
الأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا
وَأَجْدَرُ أَلاَّ يَعْلَمُواْ حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) آية 97
2. شريحة من البدو الذين آمنوا
(
وَمِنَ الأَعْرَابِ مَن يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ
وَيَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ قُرُبَاتٍ عِندَ اللّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ
أَلا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَّهُمْ
سَيُدْخِلُهُمُ اللّهُ فِي رَحْمَتِهِ
إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) آية 98
3. السابقون الأوّلون من المهاجرين والأنصار
وهم أحباب الله والذين على أكتافهم انتشر الدين:
(
وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ
وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ
رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ
وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ
فِيهَا أَبَدًا
ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) آية 100
4
. المنافقون الذين يظهرون دائماً مع قوة الدين
وهؤلاء أشد على المسلمين من الكفّار
فأهل مكة
كانوا كفّاراً كانوا يجاهرون بالكفر
لأن
الإسلام كان ضعيفاً في مكة،
أما في المدينة
فقوي الإسلام
والمنافقون ازدادوا لأنهم لا يتجرأون على المجاهرة بالعداوة لقوة
الإسلام في المدينة.
والنفاق عموماً يظهر في قوة الإسلام ويختفي بضعفه.
(وَمِمَّنْ حَوْلَكُم
مِّنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ
لاَ تَعْلَمُهُمْ
نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ
سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ
) آية 101
5.
كل الشرائح السابقة كانت متساوية في العدد نوعاً ما
وهناك شريحة كانت قليلة في عهد
الرسول
صلى الله عليه وسلم ولكنها الآن أصبحت كثيرة العدد في عصرنا الحالي:
(
وَآخَرُونَ اعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا
عَسَى اللّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ
إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) آية 102
وهؤلاء وضّح الله تعالى في الآية التي بعدها للرسول صلى الله عليه وسلم كيف يتعامل معهم
(
خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم
بِهَا
وَصَلِّ عَلَيْهِمْ
إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) آية 103
*
فالصدقة
منهم تطهّرهم وتزكيهم
،
(والصدقة هنا غير الزكاة وإنما هي الإنفاق من خير الأموال )
* وصلاة الرسول
صلى الله عليه وسلم
أي دعاؤه لهم
هو سكن لهم ،
* وكلمة عسى من الله تعالى
تعني
أنه تحقق بإذن الله
،
فهذه الشريحة إن
تصدقت
و
صلّى عليها الرسول
صلى الله عليه وسلم
استحقت مغفرة الله تعالى إنه هو الغفور الرحيم سبحانه.
6
. شريحة قد فعلوا أشياء تُخِلّ بالأمن العام ومنهم الذين تخلفوا عن الغزوة
(
وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ
وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) آية 106
7. وأخيراً هناك الشريحة الطائفية التي تُرسّخ العداوة بين المسلمين
وتقوم على تكفير بعض طوائف المسلمين للتفريق بينهم
(وَالَّذِينَ
اتَّخَذُواْ مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ
وَإِرْصَادًا لِّمَنْ حَارَبَ اللّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ
وَلَيَحْلِفَنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ الْحُسْنَى وَاللّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ
) آية 107
بذلك تكون الحمد لله تعالى
انتهت سورة التوبة
وباذن الله تعالى الى لقاء قريب مع سورة جديدة من كتاب الله عز وجل .
__________________
فراشة المنتدى
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى فراشة المنتدى
البحث عن المشاركات التي كتبها فراشة المنتدى
[حجم الصفحة الأصلي: 23.63 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط
23.00
كيلو بايت... تم توفير
0.63
كيلو بايت...بمعدل (2.68%)]