الإعراب و البناء
كى نتعرف على تعريف الإعراب نستعرض هذه الآية الكريمة
يقول الله تعالى
" الحجُّ أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحجَّ فلا رفث و ولا فسوق و لا جدال فى الحجِّ "
نلاحظ أن كلمة الحج قد تكررت ثلاث مرات فى هذه الآية الكريمة
وفى المرة الأولى كان الحرف الأخير منها و هو الجيم مشددا بالضم
و فى المرة الثانية كان الحرف الأخير و هو الجيم مشددا بالفتح
و فى المرة الثالثة كان الحرف الاخير مشددا بالكسر
إذن فقد تغير آخر الكلمة ؛ لذلك نطلق على كلمة الحج كلمة " مُعْرََِبَة "
و نطلق على هذه الظاهرة اسم " الإعراب "
فالإعراب هو تغير أواخر الكلمات .
و أى كلمة يتغير تشكيل حرفها الأخير نطلق عليها كلمة " مُعْرَبة "
هناك ظاهرة أخرى مقابلة للإعراب و هى البناء ، و كى نتعرف عليها
أذكر لكم هذه الأمثلة
هذا الطالب مجتهد
رأيتُ هذا الرجل فى المسجد
مررت بهذا الطفل و هو يبكى
سنلاحظ أن كلمة " هذا " قد تكررت ثلاث مرات
فى المرة الأولى كان الحرف الأخير ساكنا
و فى المرة الثانية و الثالثة أيضا كان الحرف الأخير ساكنا أيضا
كلمة " هذا " نطلق عليها كلمة " مبنية "
و نطلق على هذه الظاهرة " البناء "
و البناء هو عدم تغير أواخر بعض الكلمات رغم تغير موقعها فى الجملة
و للتوضيح فهذه الكلمة تشبه المَبْنَى أو العمارة التى لا تتحرك من مكانها.
واعلم أخى - حفظك الله - أن ظاهرتى الإعراب و البناء نجدهما فى
أقسام الكلمة الثلاثة
فقد أجمع علماء النحو على أن الحروف كلها مبنية
و تكون مبنية على الحركة الموجودة على الحرف الأخير
مثال :
" مِنْ " حرف جر مبنى على السكون
و كذلك " لمْ ، بلْ ، إنْ ، عنْ " كل هذه الحروف مبنية على السكون
لأن الحرف الأخير مشكول بالسكون
" إلى ، على ، لما ، بلى ، فى " كل هذه الحروف مبنية على السكون
لأن آخرها حرف مد، و حروف المد " الألف ، الواو ، الياء "
مبنية على السكون
أما الأسماء فمنها المعرب و المبنى ، و المعرب أكثر من المبنى
لذلك فهم جمعوا لنا المبنى القليل، وغير ذلك هو المعرب
و إليك الأسماء المبنية
1- الضمائر كلها مبنية
ضمائر المتكلم : أنا - نحن
ضمائر المخاطَب : أنتَ - أنتِ - أنتما - أنتم - أنتن
ضمائر الغائب : هو - هى - هما - هم - هنَّ
و لا تنس أنها مبنية على تشكيل الحرف الأخير
" همْ ، هما ، أنتم ، أنتما " مثلا مبنية على السكون
" هو ، هى " مبنية على الفتح
2- أسماء الإشارة
هذا - هذه - هؤلاء - أولئك - ذلك - تلك
أما " هذان ، هاتان " فمعربتان و تعرب إعراب المثنى
و سنتناوله لاحقا بإذن الله
لاحظ " هذه ، هؤلاء " مبنية على الكسر
" أولئك ، ذلك ، تلك " مبنية على الفتح
2- الأسماء الموصولة
الذى - التى - الذين - اللاتى - اللائى
أما " اللذان ، اللتان " فمعربتان و تعرب إعراب المثنى
و سنتناوله لاحقا بإذن الله
لا حظ " الذى ، التى ، اللاتى ، اللائى " مبنية على السكون
" الذينَ " مبنية على الفتح
3- أدوات الاستفهام
اعلم أخى - ثبَّتك الله - أن أدوات الاستفهام كلها أسماء
عدا " هل ، الهمزة " فهما حروف .
كما أنَّ أسماء الاستفهام كلها مبنية، و هى :
مَنْ : نسأل بها عن العاقل
ما - ماذا : نسأل بهما عن غير العاقل
كيف : نسأل بها عن الحال
أين : نسأل بها علن المكان
متى : نسأل بها عن الزمان
لماذا : نسأل بها عن السبب
أنَّى : قد تأتى للاستفهام عن المكان كقوله تعالى " قلتم أنَّى هذا "
أو للاستفهام عن الزمان كوله عز و جل " لا إله إلا هو فأنَّى تُصَدِّقون "
أى متى تصدقون
" كم " للاستفهام عن العدد
4-أدوات الشرط
منها الأسماء و منها الحروف ، و كلها مبنية
أسماء الشرط :
مَنْ : من يدخنْ يمرضْ
" ما ، مهما ، متى ، أيان ، أينما ، كيفما ، أنَّى ، حيثما "
الحروف مثل " إنْ " إنْ تذاكرْ تنجحْ "
5- بعض الظروف
هناك ظروف مبنية مثل " منذُ ، حيثُ ، أمسِ المبنية على الكسر، عندَ "
هذا هو المبنى من الأسماء و عدا ذلك هو المعرب
و من هنا يتضح لك أن الأصل فى الأسماء الإعراب و ليس البناء
بعدما تحدثنا عن الإعراب و البناء فى الحروف و الأسماء
نتعرض الآن إلى هذه الظاهرة فى الأفعال
اعلم أخى - رعاك الله - أن الأصل فى الأفعال البناء
فالفعل الماضى مبنى دائما
فهويبنى على الفتح إذا لم يتصل به شيء
كما يُبنى على الفتح إذا اتصل به ألف الاثنين مثل " كتبَا "
كما يُبنى على الفتح إذا اتصلت به تاء التأنيث الساكنة
مثل " كتبَتْ " فعل ماض مبنى على الفتح لاتصاله بتاء التأنيث
الساكنة
و يُبنى على السكون إذا اتصلت به تاء الفاعل بحركاتها الثلاثة
الضمة للمتكلم مثل " ضربْتُ " فعل ماضى مبنى على السكون لاتصاله بتاء الفاعل
الفتحة للمخاطَب المذكر مثل " ضربْتَ " فعل ماض مبنى على السكون لاتصاله بتاء
الفاعل
الكسرة للمخاطَبة المؤنثة مثل " ضربْتِ " فعل ماض مبنى على السكون لاتصاله
بتاء الفاعل
كما يُبنى على السكون إذا اتصلت به " نا " الفاعلين مثل " ضربْنا "
كما يُبنى على السكون إذا اتصلت به نون النسوة مثل " ضربْنَ "
و يُبنى على الضم إذا اتصلت به واو الجماعة مثل " ضربُوا "
فعل ماض مبنى على الضم لاتصاله بواو الجماعة.
أما الفعل الأمر فمبنى دائما
فيُبنى على السكون إذا لم يتصل به شيء مثل " اكتبْ "
فعل أمر مبنى على السكون
و يُبنى على الفتح إذا اتصلت به نون التوكيد مثل
" اضربَنَّ " فعل أمر مبنى على الفتح لاتصاله بنون التوكيد
و له علامات بناء أخرى نأخذها فى مكانها - إن شاء الله - .
أما الفعل المضارع فيأتى معربا أى يتغير تشكيل الحرف الأخير
فمرة يكون عليه ضمة أو فتحة أو سكون ، و أحيانا لا يتغير
تشكيل الحرف الأخير فيصبح مبنيا و ذلك فى موضعين :
1- إذا اتصلت به نون النسوة فإنه يُبنى على السكون مثل
" يضربْنَ " فعل مضارع مبنى على السكون لاتصاله بنون النسوة .
2- إذا اتصلت به نون التوكيد فإنه يُبنى على الفتح مثل
" يضربَنَّ "فعل مضارع مبنى على الفتح لا تصاله بنون التوكيد
و من هنا يتضح لك أن الأصل فى الأفعال البناء؛ لأن الفعل الماضى
مبنى فى جميع حالاته و كذلك الأمر مبنى فى جميع حالاته ، أما المضارع
فمبنى فى حالتين و معرب فى باقى الحالات ، فترجح كفة البناء فى الأفعال.