[منيبة الى الله]

جزاك الله خيرا أختي الحبيبة احلام باسمة.. على ما روعة ما نقلتيه لنا.. وتقبلي مني هذه الاضافة البسيطة


الاغترار بطول الأمل :

وصنف من الناس غره طول الأمل فتعلق بالدنيا وركن إليها ولم يستعد للآخرة والحق أن الاسترسال مع الأمل من مصايد إبليس
فكم من إنسان يؤمل البقاء في الدنيا بل ويتمني أشياء وأشياء ولكن سرعان ما تخطفه المنية قبل بلوغ المأمول والتمكن من المحصول
والآفات التي تتولد عن طول الأمل كثيرة منها الكسل عن طاعة والتسويف بالتوبة والرغبة في الدنيا والنسيان للآخرة وقسوة القلب

أسباب طول الأمل :

ثم أعلمي أختى ان السبب في طول الأمل شيءان أحدهما حب الدنيا والثاني الجهل أما الأول فإن الإنسان إذا أنس إلي الدنيا وشهواتها ولذاتها ثقل علي قلبه مفارقتها وكل من كره شيئا دفعه عن نفسه وأما السبب الثاني فهو الجهل وذلك أن العبد يعول علي شبابه ويغتر بنضارته ويستبعد قرب الموت مع الشباب بل إن بعض الشباب يظن أنه لا توبة من لاذنوب الإ بعد الأربعين وبني علي ذلك تخبطه في الشهوات والمعاصي فإذا نصحته قال لم يأت السن بعد (أي سن التوبة)
فهل يفرق الموت بين الصغار والكبار أم هل يفرق بين الشيوخ والشباب ولو عقل هذا القائل ما يقول لعلم أن الموت يأخد من الشباب أكثر ما يأخذ من الشيوخ

قال ابن الجوزي رحمه الله (لا يغتر بالشباب والصحة فإن أقل من يموت من الأشياخ وأكثر من يموت من الشبان ولهذا يندر من يكبر ومن الاغترار طول الأمل وما من أفه أعظم منه فإنه لولا طول الأمل ما وقع إهمال أصلا وإنما يقدم العاصي ويؤخر التوبة لطول الأمل وتبادر الشهوات وتنسي الإنابة لطول الأمل )

فوائد قصر الأمل :

وإن لم تستطع قصر الأمل فاعمل عمل قصير الأمل ولا تمس حتي تنظر في يومك فإن رأيت زلة فامحها بتوبة أو خرقا فارقعه باستغفار وإذا أصبحت فتأمل ما مضي في ليلك وإياك والتسويــــــــــــف فإنه أكبر جنود إبليس (منقول من فتح الباري)

قال بعض العلماء (من قصر أمله قل همه وتنور قلبه لآنه إذا استحضر الموت اجتهد في الطاعة وقل همه ورضي بالقليل)

ومن أسباب هلاك الأمة وصلاحها :

وقد بين الرسول صلي الله عليه وسلم أن من أسباب هلاك الأمة الاسترسال مع الأمل وترك الاستعداد للقاء الله
فقال (صلاح أول هذه الأمة بالزهادة واليقين وهلاك أخرها بالبخل والأمل )

قال علي بن أي طالب (إن أخوف ما أخاف عليكم اتباع الهوي وطول الأمل فأما اتباع الهوي فيصد عن الحق وأما طول الأمل فينس الأخرة ألا وإن الدنيا ارتجلت مدبرة وارتحلت الأخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا فإن اليوم عمل ولا حساب وغدا حساب ولا عمل)

ولهذا فإن النبي صلي الله عليه وسلم كان دائما يزهدأصحابه في الدنيا ويرغبهم في الأخرة ويذكرهم بالموت لآن المرء إذا استشعر دنو أجله من كثرة ذكر الموت حمله ذلك علي قصر الأمل في هذه الددنيا الفانية وحمله كذلك علي إحسان العمل وكلما كان العبد قصير الأمل كان حسن العمل ومسارعا في الخيرات ومبادرا للطاعات ومراقبا لله في الجلوات والخاوات

ونسأل الله ان نكون من هؤلاء.

منقول