الموضوع
:
*حكاياتـــ المســـاء لأطفالنا الحلوين*
عرض مشاركة واحدة
#
6
07-08-2007, 03:35 PM
راجى التوبة
عضو جديد
تاريخ التسجيل: Sep 2006
مكان الإقامة: egypt
الجنس :
المشاركات: 7
الدولة :
قصتنا اليوم * كمال يدفع من ماله الخاص *
السلام
عليكم
ورحمة
الله
وبركاته
قضى كمال عدة أيام عند جدته ،وفى أحد الأيام قالت له جدته تعال معى يا كمال نذهب إلى السوق لنشترى بعض الأغراض .
ففرح كمال فرحا عظيماً وفى وقت قصير كان الأثنان فى طريقهما إلى السوق .
ولما بلغا السوق دخلا محل
حيث استقبلهما صاحبه العم موسى بتحية حارة وجلس فى مكانه وراء الطاولة
فتقدمت منه الجدة وأخذت تطلب منه الأغراض التى تحتاجها
وكان كمال يدير نظره هنا وهناك فى المحل فرأت عينه كل ما لذ وطاب من الحلوى والفواكه
وكلها مرتبه ومعروضة بشكل جذاب .
ثم فى وسط المحل كان يوجد أقفاص الخضار
كالجزر والخيار والقرنبيط والملفوف وإلى جانبها
اقفاص الفاكهة مرصونة ومصفوفة بطريقة جذابة
ولا شك أنك تعرف يا قارئى الحبيب الصغير
ويا قارئتى العزيزة الصغيرة كيف يشعر الإنسان بعد نزهة طويلة مشياً على الأقدام يدخل بعدها إلى محل مملوء بكل ما لذ وطاب من أنواه الطعام الشهى .
هكذا شعر كمال عندما دخل محل العم موسى
ولأنه كان لا يزال فى سن الخامسة ربما لا تلومه شديد اللوم على ما يفعل
حدث أنه كان بين أقفاص الفاكهه سلة مليئة بالتوت الاسود اللذيذ وكان كمال يحب التوت كثيرا ولا يشبع منه أبدا وها هو الآن أمامه بكميات وافرة ، فامتدت يده لتناول واحدة منه ، وإذ به يسمع صوتا من داخله يقول :
((
لا يا كمال إن عملك سرقة ، ليست الأثمار لك
))
ولكن كان التوت شهياً ، ويجب أن يتذوقه وعلى كل حال السلة مليئة فإذا أخذ واحدة منها لا تنقص وكأنه لم يأخذ شيئاً ، ولهذا لم يطع صوت ضميره فمد يده وتناول حبة واحدة وذاقها فكانت لذيذة جدا ، فأخذ صغرى ثانية آخرى
وكانت أيضا لذيذة وأخذ الثالثة والرابعة واتبعها بالخامسة والسادسة حتى أنه أكل كمية لا يستهان بها . وإذ هو فى قمه فرحه ناداته جدته :
"
يا كمال ، أين أنت ؟ استعد لنذهب , لقد اشتريت كل أغراضى
"
فمسح كمال يديه و ذهب لجدته
وقالت له :
((
لنذهب الآن إلى البيت . احمل معى بعض الأغراض . يا لك من صبى طيب . لقد كنت هادئاً وأنا اشترى الأغراض
))
فاحمر وجه كمال خجلاً
عند هذة العبارة ، ولكنه
تمالك نفسه
فجأة نظرت الجدة إلى كمال وقالت له :
(
قف يا كمال وانظر إلى
)
فنظر كمال وحاول أن يظهر بمظهر البرىء الذى لم يفعل منكرا
فقالت جدته
ما هذة العلامات السوداء التى آراها على وجهك يا كمال
؟
)
فقال :
أى علامات سواء .
قالت : تلك التى آراها حول فمك ، فليست سوداء تماما بل هى سوداء تميل إلى الحمرة .
فقال :
لا اعلم
ـ ولكنه لو تكمن أن يرى وجهه فى مرآة فى تلك الدقيقة لاعترف بخطيئته حالا
فقالت : لقد أكلت التوت يا كمال ،أليس كذلك ؟
هنا ارتبك كمال ،
فاعترف وقال : "
أكلت واحدة أو اثنين
"
قالت : وأين وجدت التوت ؟
قال :
فى المحل
قالت : هل سمح لك العم موسى بأكله ؟
قال :
لا
قالت : إذن أخذته دون إذن .
قال :
نعم
قالت : يا لك من ولد رديئ يا كمال
فأنا خجلت منك ومما فعلت لنذهب الآن إلى البيت وهناك نعمل على حل المشكلة .
بكى كمال فى الطريق إلى البيت وصار حزين كئيب على غير حالته وهو خارج إلى السوق فكان فرحا
ولما دخلا البيت اجلست الجدة كمال فى حضنها وأخذت تشرح له الخطأ فى أخذ ما هو للغير ونقض الوصية القائلة : "
لا تسرق
"
ثم قالت له :
-
أمامك الآن أمران لإصلاح خطأك
·
الأول
: تدعو الله أن يسامحك على خطأك .
·
الثانى
:
أن تعود إلى العم موسى وتدفع له ثمن التوت .
فقال كمال باكياً
:
يسهل على أن اطلب الصفح من الله ، ولكن اتردد فى الذهاب إلى العم موسى .
فقالت جدته :
اعلم أنه صعب عليك ولكن يجب أن تفعل ذلك فاذهب إلى حصالتك واخرج منها ما معك من نقود .
فقال :
إذن ادفع من مالى الخاص ثمن التوت
؟
قالت :
لا شك فى ذلك .
قال :
ولكن لا يبقى معى نقود بعدها
.
قالت :
ذلك لا يهم ، مع إننى لا اعتقد أن ثمن التوت يذهب كل مالك ، على كل حال يجب أن تدفع والأفضل أن تسرع الآن
واسمح دموعك من عينيك وسر إلى السوق .
مسح كمال دموعه بظهر يديه فعانقته جدته وسار يقبض النقود بحرص شديد ، ويقدم رجلا ويؤخر الآخرى حتى وصل أخيرا إلى المحل ، فدخل وقلبه ينبض خوفا وخجلا .
عندما رآه العم موسى تعجب من قدومه مرة آخرى وسأله :
لماذا رجعت ؟ أنسيت جدتك شيئاً ؟
قال كمال :
كلا ، أنا نسيت .
قال :
وماذا نسيت ؟
قال :
يا عمى موسى ارجوك .. ارجوك ، نسيت ادفع لك ثمن التوت الذى أكلته دون أن اطلب إذن منك .
ثم وضع كمال النقود على الطاولة ورجع راكضا مسرعا ولكن حالاً سمع صوتا يناديه من داخل المحل
: (
ارجع يا كمال )
رجع كمال ببطء كأنه ينتظر توبيخاً من العم موسى الذى قال له :
لقد نسيت شيئاً يا كمال . وناوله كيسا فى داخله شىء
قال : كلا
لا أنسى شيئاً ، لم أنس هذا
.
فقال العم موسى :
هو لك هلى كل حال ، تأكله بعد عشائك .
وربت ظهره وقال له أن يسرع إلى البيت حالا .
ظن كمال أنه رأى دموعاً فى عينى العم موسى ولكن لا يعلم السبب ثم اسرع كالريح حتى وصل إلى البيت
وقال لجدته :
انظرى ماذا أعطانى العم موسى
- تطلعت الجدة فرأت فى الكيس بلح الشام
الذى يحبه
ثم قالت
: ألم يكن الأفضل الآن أنك رجعت حالا ودفعت للعم موسى ثمن التوت ؟
قال كمال :
لا شك فى ذلك يا جدتى
إنى فرح الآن لرضاء العم موسى ودفعى نقود ما أكلته فأسف لكِ جدتى على ما فعلته
وأوعدك بألا أخذ شىء غيرى ولا يخصنى مرة ثانية
.
وانتهت القصة
الآن
§
ما رأيكم يا أطفال فى كمال وتصرفه
؟
§
ما استفدتم من القصة ؟
§
هل أعجبتكم القصة ؟
وإلى اللقاء فى قصة آخرى إن شاء الله
__________________
راجى التوبة
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى راجى التوبة
البحث عن المشاركات التي كتبها راجى التوبة
[حجم الصفحة الأصلي: 27.17 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط
26.54
كيلو بايت... تم توفير
0.63
كيلو بايت...بمعدل (2.31%)]