-*- بيان وجود الجنة -*-
لم يزل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعون وتابعوهم وأهل السنة والحديث قاطبة وفقهاء الإسلام وأهل التصوف والزهد على اعتقاد ذلك وإثباته , مستندين في ذلك إلى نصوص الكتاب والسنة وما علم بالضرورة من أخبار الرسل كلهم من أولهم إلى آخرهم , فإنهم دعوا الأمم إليها وأخبروا بها
ولهذا يذكر السلف في عقائدهم أن الجنة والنار مخلوقتان .
* وقد دل على ذلك من القرآن قوله تعالى : { وَلَقَدْ رَءَاهُ نَزْلَةً أُخْرَى <13> عِندَ سِدْرَةِ المُنتَهَى <14> عِندَهَا جَنَّةُ المَأْوَى } [ النجم 13 - 15] , وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم سِدرة المنتَهَى , ورأى عندها الجنة كما في الصحيحين : من حديث أنس بن مالك في قصة الإسراء , وفي آخره : " ثم انطلق بي جبريل حتى أتى إلى سدرة المنتهى , فغشيها ألوان لا أدري ما هي ؟ قال: ثم دخلت الجنة فإذا فيها جنابِذُ اللؤلؤ , وإذا ترابها المسك " .
* وفي الصحيحين : من حديث عبد الله بن عمر , أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" إن أحدكم إذا مات عُرِضَ عليه مقعده بالغداة والعَشِيّ , إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة , وإن كان من أهل النار فمن أهل النار , فيُقال : هذا مقعدُكَ حتي يبعثَكَ اللهُ يوم القيامةِ " .
* وفي الصحيحين : من حديث أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" اختصمتِ الجنةُ والنارُ , فقالت الجنةُ : يا ربِّ ما لها إنما يدخلها ضعفاءُ الناس وسقطهم , وقالت النارُ : يا ربِّ ما لها يدخلها الجبَّارون والمتكبرون . فقال : أنتِ رحمتي أصيب بكِ مَنْ أشاءُ , وأنتِ عذابي أصيبُ بكِ من أشاءُ , ولكلّ واحدةٍ منكما ملؤها " .
************************************************** *****
الموضوع القادم هو " في ذكر أبواب الجنة "
فانتظرونا قريباً