جزاك الله كل خير د/أحمد ومما لا شك فيه أن الغضب مفتاح الشرور، ومدخل الشيطان، غير أنه ليس كل الغضب مذموم، بل إن منه ما هو محمود، ألا وهو غضب المسلم لله عز وجل، عندما تنتهك محارمه، وهي "غضبة لله".
000
وقد امتدح الله تعالى أناسا كظموا غيظهم لله، فقال تعالى: (والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين)، [آل عمران: 134]. وجملة (كظم الغيظ) التي عبر القرآن الكريم بها عن عملية السيطرة على النفس أثناء الغضب تشير إلى أهمية كظم الغيظ أو الغضب ومنع استطالته وكبح جماحه، حتى لا يطفح.
وقد سجلت لنا كتب الحديث الكثير مما روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في هذا الباب ومن ذلك:
1- قوله صلى الله عليه وآله وسلم: "من كظم غيظاً وهو قادر على أن ينفذه، دعاه الله على رؤوس الخلائق حتى يخيره من أي الحور شاء".
2- وقوله للرجل الذي قال له: أوصني، فقال: "لا تغضب"، فردد عليه مراراً، قال: "لا تغضب".
3- وفى حديث آخر أن ابن عمر رضي الله عنه سأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ماذا يبعدني من غضب الله عز وجل؟ قال: "لا تغضب".
4- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب".
ومن المعلوم أن الناس من الغضب على ثلاث أحوال: إفراط، أو تفريط، أو اعتدال، ولا خير في الإفراط أو التفريط، أما الاعتدال فهو الوسط المطلوب.
وقسم بعض العلماء الناس من حيث الغضب إلى أربعة أنواع :
1- بطيء الغضب بطيء الفيء (الرجوع).
2- بطيء الغضب سريع الفيء.
3- سريع الغضب بطيء الفيء.
4- سريع الغضب سريع الفيء.
ألا إن أفضلهم (بطيء الغضب سريع الفيء)، وإن أقلهم فضلا (سريع الغضب بطيء الفيء).
وقد روى البخاري ومسلم رضي الله عنهما قالا: استبَّ رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم، وأحدُهما يسبُّ صاحبَه مُغضباً قد احمَرَّ وجهُه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إني لأعلمُ كلمةً، لو قالها لذهبَ عنه ما يجد، لو قال: أعوذُ بالله من الشيطان الرجيم".
وقال صلى الله عليه وآله وسلم لأشج بن قيس: "إن فيك خلقين يحبهما الله ورسوله: الحلم والأناة". كما روي أحمد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ما كظم عبدٌ لله إلا مُلِئَ جوفُه إيماناً
|