عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 19-07-2007, 04:29 PM
الصورة الرمزية ضرار الأقصى
ضرار الأقصى ضرار الأقصى غير متصل
قلم برونزي
 
تاريخ التسجيل: Jun 2007
مكان الإقامة: ...
الجنس :
المشاركات: 1,953
الدولة : Scotland
افتراضي الفجر وفضله وعزوفنا عن صلاتها جماعة

الغنيمة الأولى : الحرية الإيجابية :
عن أبي هريرة – رضي الله عنه -، عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم - أنه قال : ( يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد ، يضرب على كل عقدة ، عليك ليل طويل فارقد ،فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة، فإن توضأ انحلت عقدة، فإن صلى انحلت عقدة فأصبح نشيطاً طيب النفس، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان ) [ متفق عليه ] .
الشيطان يقيّدك ، وعن الخير يقعدك ، وفي أسره يحبسك ، إنه يصدك عن الذكر ويحرمك من عظيم الأجر ، إذا أردت أن تجيب النداء " حي على الصلاة" ردك بالترغيب في النوم ، وإذا سمعت المقارنة " الصلاة خير من النوم" صرفك عن الخير بالمزيد من النوم ؛ فإن كنت ذا عزيمة ، وتنبهت وتوضأت وبادرت إلى أداء الصلاة ، كنت في كل خطوة تحطم قيداً من قيوده ، وتهزم جنداً من جنوده ، وما تزال مواصلاً تذكر الله فتحل عقدة ، ثم تمضي مصرّاً على مخالفته فتتوضأ فتنحل الثانية ، ثم تتابع مقبلاً على الله فتقل قوته وتنفك من أسره فتصبح وقد تحررت من قيده ، وتغلبت على مكره وكيده .
ذكر القرطبي - رحمه الله - في قوله – صلى الله عليه وسلم - : ( نم عليك ليل طويل فارقد ) أن هذا من كيد الشيطان وتغريره بالإنسان ، وقال : أنه – أي الشيطان - يخبره عن طول الليل ثم يأمره بالرقاد…ومقصود الشيطان بذلك تسويفه بالقيام والإلباس عليه ، وفي قوله : ( يعقد الشيطان… ) نقل ابن حجر : أنه عقد على الحقيقة كعقد الساحر على من يسحره ، كما في قوله تعالى : {ومن شر النفاثات في العقد } ثم قال: وقيل هو على المجاز كأنه شبه فعل الشيطان بالنائم بفعل الساحر بالمسحور ، فلما كان الساحر يمنع بعقده ذلك تصرف من يحاول عقده كان هذا مثله من الشيطان للنائم…وقيل العقد كناية عن تثبط الشيطان للنائم بالقول المذكور ، ومنه عقدت فلاناً عن امرأته أي منعته عنها [ الفتح 3/25 ] .
وعلى كل فالمراد أن التارك للذكر والطهارة والصلاة واقع تحت تأثير الشيطان ووسواسه ، بل إن البيضاوي أشار إلى ما يدل على الوقوع تحت سلطان الشيطان حيث قال : " التقيد بالثلاث إما للتأكيد ، أو لأنه يريد أن يقطعه عن ثلاثة أشياء الذكر والوضوء والصلاة ، فكأنه منع من كل واحدة منها بعقدة عقدها على رأسه ، وكان تخصيص القفا بذلك لكونه محل الوهم ومجال تصرفه ، وهو أطوع القوى للشيطان وأسرعها إجابة لدعوته " [ الفتح 3/26] أي كأنما يتحكم فيه فيقوده ويوجهه بسيطرته وقبضه على قفاه ، فهل ترضى أن تكون ذلك المأسور المستعبد ؟ أم تكون ذلك القوي المنتصر - بإذن الله - .
إنه انتصار الطاعة على المعصية ، والذكر على الغفلة ، والعزيمة على الضعف ، والخير على الشر ، فما أعظمها من غنيمة ، احرص عليها ولا تفرط .

إلى الغنيمة الثانية إن شاء الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
__________________
تالله ما الدعوات تهزم بالأذى ................ أبدا وفي التاريخ بر يميني
ضع في يدي القيد ألهب أضلعي.............. بالسوط ضع عنقي على السكين
لن تستطيع حصار فكري ساعة............. أو كبح إيماني ورد يقيني
فالنور في قلبي وقلبي في يــدي
ربي .. وربي نــاصري ومعيني

سأعيش معتصمــاً بحبل عقيدتي
وأمـوت مبتسـماً ليحيى دينـي
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 15.26 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 14.63 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.12%)]