عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 16-07-2007, 10:21 PM
الصورة الرمزية youssef0880
youssef0880 youssef0880 غير متصل
عضو متميز
 
تاريخ التسجيل: Jun 2007
مكان الإقامة: maroc
الجنس :
المشاركات: 415
الدولة : Morocco
59 59 كيف يتم الخشوع في الصلاة ؟

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد : عدم الخشوع في الصلاة يحتمل عدة معان : إذا كان عدم الخشوع بمعنى أن يأتي المصلي أثناء صلاته بحركات كثيرة كأنه ليس في الصلاة , فيحك بدنه , وينظر في ساعته , وعبئها , ويلتفت , ويعدل من عمامته أو عقاله , وما إلى ذلك , كالذي نراه عند بعض الناس , هذا النوع الكثير من الحركات يبطل الصلاة , لأنه عبث , لا يتصور من مسلم مقبل على ربه بقلبه , وفكره , ويحترم الصلاة , ويشعر ويعي قيمتها . أما إذا كان عدم الخشوع في الصلاة , بمعنى أنه يتحرك أحياناً حركات قليلة , أو يسرح فكره أو لا يستحضر قلبه في الصلاة , فهذا وإن لم يبطل الصلاة ولكنه يذهب روح الصلاة , فروح الصلاة في الحقيقة هو الخشوع , وقد قال الله تعالى : { قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون } . والخشوع خشوعان : خشوع قلب وخشوع جوارح . فخشوع القلب أن يستحضر رقابة الله عز وجل ويستحضر عظمته , ويتدبر معاني القرآن , ويتدبر ما يتلوه من آيات أو ما يسمعه , وما يذكره من أذكار ؛ معنى التكبير , معنى التسبيح , معنى سمع الله لمن حمده ... وهكذا ... يستحضر معاني هذه الأذكار ويتدبر ما يتلو أو يسمع من آيات عندئذ يشعر فعلاً أنه يقف بين يدي الله عز وجل , وأن الصلاة يجب أن تنزه عن اللعب والعبث , وقد سئل أحد السلف – وهو حاتم الأصم – كيف يؤدي صلاته فقال : " أكبر تكبيراً بتحقيق , وأقرأ قراءة بترتيل , وأركع ركوعاً بتخشع , وأسجد سجوداً بتذلل , وأعتبر الجنة عن يميني , والنار عن شمالي , والصراط تحت قدمي , والكعبة بين حاجبي , وملك الموت على رأسي , وذنوبي محيطة بي , وعين الله ناظرة إليّ , وأعتدها آخر صلاة في عمري , وأتبعها الإخلاص ما استطعت , ثم أسلم , ولا أدري أيقبلها الله مني أم يقول : اضربوا بها وجه من صلاها " . أما أن يقف وتجتمع كل هموم الدنيا عليه حينما يصلي , ويشغل نفسه بكل شيء إلا بالصلاة , فهذا لا ينبغي للمسلم . على كل حال , فهناك أمور عارضة تجبر الإنسان وتقهره , وهو مطالب أن يبعد هذه الأمور عن رأسه وعن فكره وأن يقف في المكان الذي يهيئ له الخشوع , وأن يتدبر المعاني , وأن يركز فكره ما أمكن , ويغفر الله ما سوى ذلك إن شاء . هذا هو خشوع القلب . وهناك خشوع الجوارح , وهذا مكمل لخشوع القلب , ومظهر له , كما جاء في الأثر : " لو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه " . والمعروف أنه من قول سعيد ابن المسيب , فمعناه أن لا يتلفت في الصلاة التفات الثعلب , ولا يعبث عبث الأطفال ولا يتحرك حركات كثيرة تخل بالخشوع , وتذهب بروح الصلاة , وإنما ينبغي أن يقف وقوراً بين يدي الله عز وجل , فهذا أيضاً مطلوب في الصلاة . والله تعالى أعلم
__________________
الحسنة الجارية
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إذا مات المسلم انقطع عمله إلا من ثلاث : إلا من صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له" متفق عليه.
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 14.23 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 13.60 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.41%)]